
الآخر.. بديلا عن الكافر
(الإسلام الليبرالي) أو (الإسلام الأمريكي) ،،
أحدث الاتجاهات ظهوراً في العالم الإسلامي وإن كان وجوده في أدبيات الفكر الإسلامي من قديم ،
وانك لتعجب لمفكر اسلامي في الستينات الميلادية وفي وهج الاشتراكية هو أول من تنبأ بظهور هذا الاتجاه وسطوته في الساحة الثقافية والإعلامية ( وبالمناسبة بذل الراحل الفيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - الغالي والرخيص فداء له ، ولكن قدر الله اسبق ) ،
يوم قال ( سنة 1964م ) : ستهب في المرحلة القادمة على المنطقة رياحٌ من الإسلام الأمريكي !!
فلما وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول كانت هي الانطلاقة الفعلية في ظهور هذا الاتجاه وانتشاره بشكل ملفت .
وخطورة هذا الاتجاه تكمن في قوته والدعم المادي الذي يلاقيه من قبل أقوى دولة في العالم ، إضافةً إلى التمكين له في وسائل الإعلام المختلفة، بل هناك وسائل تعتبر الناطق الرسمي له ،
ونحن هنا إزاء ظاهرة فريدة، إذ تحول سؤال (التجديد) من مطلب داخلي تجسَّد على يد دعاة التجديد في العالم الإسلامي باختلاف توجهاتهم ومشاربهم، فرضه الواقع والانفتاح نحو الحضارة الغربية، تحول إلى مطلب خارجي من قبل (الاستعمار) ليصبح خطاباً إرغامياً إيديولوجياً من قبل القوى الأمريكية المتمثلة في حزب (المحافظين الجدد)، أو خطاباً ملحاً فيه شيء من التهذيب والمتمثل في القوى الليبرالية الأمريكية .
والاتجاه الأمريكي في ممارسة تجديد الخطاب الديني، يقوم على اعتبار المصالح الأمريكية بشكل أساس بغض النظر عن مصالح الأمة ،
ويتبلور مشروعه : في إيجاد خطاب ديني جديد ومعتدل ، يتمشى مع المصالح والسياسات الأمريكية في المنطقة العربية،
ويحل مشكلة ما يسمى بـ(الإسلام الأصولي) الذي يؤمن بالجهاد كإحدى فرائض الإسلام الكبرى ويقف موقف الرفض للثقافة الغربية التي تصطدم مع الثقافة الإسلامية .
ولعل أهم الوسائل التي يمارسها هذا الاتجاه في عملية "التجديد" هي التلاعب بالمصطلحات الدينية، ومنها مصطلح (الإسلام المعتدل) أو (الوسطي) حيث أصبح هذا المصطلح ينتشر كثيراً في الأوساط الإعلامية وفي الخطاب الثقافي العربي، ويُقصَد به : الإسلام الذي ينسجم مع المصالح الأمريكية في المنطقة عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً،
وفي المقابل (الإسلام المتطرف) أو (المتشدد) ويراد به: المقاوم والممانع للسيطرة الأمريكية، مع أن (الاعتدال والتشدد) و (الوسط والتطرف) مفاهيم دينية خاصة لها مدلولاتها المحددة في الشريعة الإسلامية، إلا أنه بفضل الخطاب الليبرالي المتأسلم أصبحت تلك المفاهيم ذات مدلولات أمريكية بحتة .
ولعل المفكر المصري سعد الدين إبراهيم، وشاكر النابلسي، وهشام جعيط، وعبدالرحمن الراشد، وأحمد الربعي، أبرز من يمثل هذا الاتجاه
زمان المليء بالعجائب والمتناقضات !!!
تتابعت فيه المصائب على أم هاماتنا !! ممن تسموا بمفكرين ، ومثقفين ، ومستنيرين.
عجيبٌ أمرهم ،، كل يومٍ يتحفوننا بأفانين وأفكارٍ إنما تدل على مدى ما وصلوا إليه من انحدار فكري وضعف ايماني وخواء روحي وتبعية مقيته ..
نكتة الموسم الثقافية والفكرية،وأضحوكة العصر الحديث، وباقعة التفكير المشلول المستنير ،، حين طالبوا بحذف كلمة (كافر) أو ( كفار) من قاموسنا اللغوي واستبدالها بعبارة ( الآخر ) ... تحت مظلة دعوى المدنية والسماحة والإنسانية التي يريد هؤلاء القوم أن ينقلونا إليها والتي تأتي على خضراء الثوابت والقيم والأخلاق.
وكل ذلك من باب عدم جرح مشاعر الآخر والحفاظ على هدوء أعصابه تجاهنا ، ولكي نبرهن للآخر(طبعاً الكافر) بأننا عصريون وإنسانيون فوق ما يتصور، وحتى لو كان الأمر متعلقاً بثوابتنا الشرعية كما هو الحال في تغيير وصفٍ أطلقه الله _جل وعلا_ في محكم كتابه وأطلقه رسوله _صلى الله عليه وسلم_ على كل من لم يعتنق الإسلام ملةً وديناً.
اطروحات أصحاب هذا الفكر الأحادي لا تنتهي عند حدود ، فلو تمكنوا !! لغيروا من معالم الشريعة ولتبنوا فوق ما يتبنونه الآن تحت دعاوى يُراد بها الباطل في ظل استغلالهم الرخيص للأحداث العاصفة بالعالم، والتي نال بلادنا شيءٌ من شررها.
هاهم اليوم وتحت سندان مطرقتهم الإعلامية الغليظة التي يصمون من خلالها كل من يخالف أطروحاتهم بأنه إرهابي وأنه رجعي وأنه يدعو إلى الفتنة !!
هاهم يعتدون على حمى الشريعة وجناب الملة المطهر بطرحٍ فيه من الإلحاد في آيات الله _عز وجل_ ما فيه، تحت دعوى باطلة وهي دعوى تصحيح صورة الإسلام في نظر الذين كفروا.
هل سيأتي يومٌ على هؤلاء المساكين يطالبوننا فيه بأن نقرأ مثلاً قول الله _تبارك وتعالى_:"يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون" فنستبدلها بقولنا: (يا أيها الآخرون) ؟
مَنْ مِنَ المسلمين يتحمل وزر هذه الدعوى المنحرفة بين يدي الله _عز وجل_؟
ومن يتحملُ أن يرى مجموعةً من الجهلة يعتدون على جناب ملة محمدٍ _صلى الله عليه وسلم_ فيغيروا وصفاً وصف الله _عز وجل_ به كل من لم يؤمن بدين الإسلام؟
هذا الشذوذ العقدي والفكري بيننا ، يجب أن يُحاسب صاحبه محاسبةً شديدةً مهما كان وصفه وموقعه فليس لدينا أغلى أو أعز أو أطهر من شريعتنا فالاعتداء عليها هو في حد ذاته اعتداءٌ صارخٌ على المقوم الرئيس من مقومات بقائنا وعزنا.
إنَّ محاكمة مثل هؤلاء شرعياً هو أقل الواجب وإلا فإن الأمر لن يقف عند حد معين، وإذا كنا نحارب الغلاة الذين يفجرون المباني ويزهقون الأرواح فإن الواجب أيضاً يحتم علينا محاربة الغلاة العلمانيين الذين يفجرون العقول ويزهقون العقائد في نفوس الناس هذا إذا كنا جادين في محاربة الغلو وجميع أسبابه؛ لأن دين الله _تبارك وتعالى_ ليس لعبةً في لسان كل جاهل.
ختاماً نسأل الله _تبارك وتعالى_ أن يحميَ شريعتنا وبلادنا من كل ناقص وناقصة عقل ودين.
.
التعديل الأخير تم بواسطة نسناس ; 02-01-2006 الساعة 09:13 PM