السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أسعد الله مسائكم بكل خير .. وعذراً عن الانقطاع الغير مقصود وذلك بسبب ظروفي الخاصة ..
أتيت لكم بهذه القصة والتي أرجو أن ترفق للعذر قبولاً لديكم..

الشيخ والفارس عبد الله بن حمّوض شيخ قبائل بني مالك شهران الملقّب
بـ ( أبو علامة ) وقد لقبته بذلك إحدى قبائل خولان بن عامر إثر حرب وقعت بينهم وكان رحمه الله قائد قبيلته في تلك الحرب واستبسل فيها ومن معه من قبيلته وكتب لهم النصر.. ( والقصة ليس المجال هنا لذكرها ) ..قام بعمل احتفال كبير وهو ما يسمى بـ ( هود ) ويقام بمناسبة الختان ويدعى فيه القبائل لحضور هذه المناسبة ( ولعلي إن شاء الله مستقبلاً آتي بتفصيل موسع لما يسمى بالهود مع التوضيح بمثال ) .. ولما علم المتصرف العثماني بهذا ( لا يحضرني اسمه حالياً ) وجه إنذار شديد اللهجة للشيخ بن حموّض بأن لا تطلق الأعيرة النارية وذلك كون المنطقة مضطربة بالحروب آن ذاك .. فكان الشيخ ينبه على هذه النقطة وأن على أي قبيلة المجيء وأن لا تطلق عياراً واحداً .. فلما وصل الداعي إلى قبائل بني برّة من رفيدة وهم ( قبيلة آل حلامي وقبيلة آل جليحة وقبيلة آل علي ) اجتمعوا في مكان يقال له القرى ( من بلاد قبيلة آل علي ) وغضبوا لما علموا أن منع إطلاق الأعيرة النارية أتى من قبل المتصرف العثماني .. وبينما هم يتشاورون خرج الشاعر محمد بن حلوة ( من قبيلة آل علي ) وقال لهم : أطلقوا الأعيرة النارية ولا تبالون .. فمضوا إلى مكان الهود وهم يستعرضون استعراض حربي وقد أطلقوا الكثير من الأعيرة النارية ( كناية عن عدم الاكتراث بأوامر المتصرف العثماني ) .. حيث إن جميع القبائل الحاضرة لم تطلق أي عيار في الهواء إرضاء للشيخ بن حموّض .. فلما سمع بن حموّض الأعيرة النارية استشاط غضباً من ذلك وقام بكتابة رسالة عاجلة بعث بها مع أحد أفراد قبيلته إلى المتصرف العثماني في أبها مفادها بأن قبائل بني برّة عصت الأوامر وقامت بإطلاق الأعيرة النارية ويجب تأديبها .. فلما وصلوا إلى مكان الاحتفال خرج الشاعر محمد بن حلوة وتقدم الصفوف وقال :
سلامي يبن حموّض هيف الظالمين = انت مفتاح الدول وانت تغلق بابها
والله ما شاقني غير فعلك في اليمن = يوم غدّيت الحديّا واشبعت اذيابها

فأعجب الشيخ بن حمّوض كثيراً بهذه البيتين وفرح بها .. وأرسل رسالة مغايرة عن الأولى أوضح فيها أنه بعد التقصي وجد بأن من قام بإطلاق الأعيرة النارية هم من البادية الرحّل حيث أنه اعترضهم قطّاع طرق ... الخ فما وصل حامل الرسالة إلى مكان يدعى ( المحارث ) وجد كوكبة من الخيالة العثمانيين حاملين أسلحتهم يريدون الحرب فأعطاهم الرسالة ولما قرءوها عادوا من حيث أتوا .. رحم الله موتى المسلمين ..







وفقكم الله ومن يقرا لما يحب ويرضى






أخوكم :
أبومسفر القحطــــــــــــــــــــاني

__________________
يالله إنـي طالبـك عـفـو وغـفـران وسـمـاح = ياللذي تجزي علـى الحسنـه بعشـر أمثالهـا
هـذي الدنـيـا ماتـسـوى لا تـعـب ولا كـفـاح = دام مـاهـي دار خـلـد لـيـه أنــا أتعـنـى لـهـا
عيشتى عيشـت غريـب وادع الغربـه وراح= أو كـمـا عـابـر سبـيـل دوم يـشــد رحـالـهـا
أو كما تايـه بصحـراء مالقـى شربـت قـراح = أو كمـا إللـي تحـت شـجـرة نـاعـم بظلالـهـا
كلـهـا أيــام وليـالـي ثــم قـالـوا فـــلان راح=أخـذه المـوت وحياتـه غــاب نــور هلالـهـا

الشاعر محمد بن مزهر الرفيدي