عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-2005, 01:23 PM
  #9
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي الرد على شبهات المعارضين

* واورد الدكتور القرضاوي في بحثه هذا رده على شبهات المعارضين، اذ قال ان الذين يعارضون العمليات الاستشهادية يعارضونها لشبهات ثلاث:
1 ـ انها تدخل في (الانتحار) اي قتل النفس، والقائها في التهلكة، والانتحار من اكبر المحرمات في الاسلام.
2 ـ انها كثيرا ما تصيب المدنيين الذين لا يحاربون من النساء والاطفال، وهؤلاء يحرم قتلهم في الاسلام، حتى في حرب المواجهة في الجيوش، وحتى الرجال الذين يُقتلون هم من المدنيين الذين لا يحملون السلاح.
3 ـ انها ادت الى الحاق الاذى والضرر بالفلسطينيين، بسبب عمليات الانتقام الفظيعة التي تقوم بها دولة الكيان الصهيوني (اسرائيل) من قتل وتدمير واحراق واستباحة للمحرمات. فلو كانت هي مشروعة اصلا لاصبحت محظورة بنتائجها وآثارها. والنظر الى (مآلات الافعال) مطلوب شرعا.
فأما الذين يعارضون العمليات الاستشهادية بانها نوع من (الانتحار) او (قتل النفس) فهم جد مخطئين، فان الهدف مختلف تماما بين (الاستشهادي وبين المنتحر) من ناحية اخرى: من يحلل نفسية (الاستشهادي) ونفسية (المنتحر) يجد بينهما بونا شاسعا. فالمنتحر يقتل نفسه من اجل نفسه، لفشله في صفقة او في حب او في امتحان، او غير ذلك، فضعف عن مواجهة الموقف، فقرر الهرب من الحياة بالموت. اما الاستشهادي، فهو لا ينظر الى نفسه، انما يضحي من اجل قضية كبيرة، تهون في سبيلها كل التضحيات، فهو يبيع نفسه لله، ليشتري بها الجنة، وقد قال تعالى: «ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة». فاذا كان المنتحر يموت فارا منسحبا، فان الاستشهادي يموت مقداما مهاجما. واذا كان المنتحر لا غاية له الا الفرار من المواجهة، فان الاستشهادي له غاية واضحة، هي تحقيق مرضاة الله تعالى، كما قال تعالى: «ومن الناس من يشري نفسه (اي يبيعها) ابتغاء مرضاة الله، والله رؤوف بالعباد».
اما شبهة اصابة المدنيين من النساء والشيوخ والاطفال والموظفين والعمال وغيرهم من طبقات المجتمع المدني، ممن لا يحملون السلاح. فقد رددنا على هذه الشبهة بما يبطلها فيما مضى، وان المجتمع الاسرائيلي مجتمع عسكري كله، وانه مجتمع من الغزاة.. الخ، فليراجع ما كتبناه.
وبالنسبة للاطفال، نرى الاستشهاديين لا يتعمدون قتل الاطفال، ولا يقصدون ذلك اصلا، ولكن هذا يأتي تبعا، وبحكم الضرورة التي لا يمكن تخطيها.
واما شبهة الاضرار بالفلسطينيين، وانها عادت عليهم بالقتل والتدمير والاحراق، بسبب عمليات الانتقام الصهيونية، فان ذراع اسرائيل اطول، وقدرتها على الانتقام اقوى، وهي تكيل بالصاع صاعين، بل عشرة اصوع.
فنجيب بما يلي: اولا: ان اسرائيل كانت دائما هي البادئة بالشر والاذى، والمقاومة هي التي تحاول ان ترد وتدافع عن نفسها، وهذا واضح وضوح الشمس لا يستطيع ان ينكره احد. ويكفي ان اسرائيل ـ بحكم الشرعية الدولية ـ كما يسمونها تعتبر دولة محتلة لارض الغير، وان الفلسطينيين يدافعون عن وطنهم المحتل، ويقاومون عدوا غازيا لهم. ثانيا: ان هذا العدوان طبيعة في اسرائيل، منذ قامت والى اليوم، بل هي لم تقم الا على المجازر والاستباحة للدماء والحرمات والاموال. فلو اغمد الفلسطينيون اسلحتهم الخفيفة القليلة لاستمر الاسرائيليون يقتلون ويذبحون ويدمرون. ثالثا: لا ينبغي ان نضخم في اثر الضربات الاسرائيلية على الفلسطينيين، ونغفل آثار الضربات الاستشهادية في كيان بني صهيون، وما تحدثه من رعب وذعر وتهديد للمستقبل، وشعور بعدم الاستقرار، حتى فكر كثيرون في الرحيل، ورحل بعضهم بالفعل، ناهيك عما تحدثه من اثر في السياسة والسياحة والاقتصاد وغيرها.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً