عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-2005, 12:55 PM
  #3
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي ارهاب الدولة

* واشار الى ان ارهاب الدولة من الارهاب المذموم شرعا ووضعا، ودينا وخلقا: ارهاب الدولة لمواطنيها، او لطائفة منهم يخالفونها في العرق او اللغة او الدين او المذهب او السياسة او غير ذلك، تستخدم قوتها المادية ـ بما تملك من عساكر وجنود ـ لقمع مخالفيها وقهرهم باخراس ألسنتهم، او ربما العمل على ابادتهم وتصفيتهم كليا او جزئيا. وهذا نموذج قديم حديث ـ عرفه التاريخ من قديم الزمان ـ ولا يزال قائما في واقع الناس الى اليوم. ولقد ذكر القرآن الكريم لنا منه (النموذج الفرعوني) الذي صب جام غضبه على بني اسرائيل، يريد ابادة ذكورهم ما استطاع، كما قال الله تعالى: «ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين» يقصد بهذه الطائفة: بني اسرائيل.
وقال انه وقد حفل عصرنا الحديث بصور شتى من ارهاب الدولة، ولا سيما في الاقطار التي حكمتها الشيوعية، وفرضت على اهلها فلسفة جديدة، ونظاما جديدا، وحياة جديدة، رفضها الناس في اول الامر وقاوموها، ولكن الدولة بحديدها ونارها وادواتها القمعية الجبارة: سحقت ارادة الناس، وألزمتهم ان يدخلوا جحورهم، وان يذعنوا لامرها، ويسلموا لقرارها، وحسبهم ان يقولوا: نعم او آمين.
هذا ما جرى في روسيا، وغيرها من بلاد الاتحاد السوفياتي، واوروبا الشرقية، وغيرها من البلاد الشيوعية، وقال رجل الثورة الشيوعية الاول لينين لماكسيم جوركي: «لا بأس بقتل ثلاثة ارباع العالم ليكون الربع الباقي شيوعيا!». وفي بلادنا العربية والاسلامية، قامت ثورات وانقلابات استولت على الحكم في اكثر من بلد، فقهرت اهله واذلتهم، حتى يستسلموا طوعا او كرها، حتى قتل في مدينة واحدة ـ على ايدي السلطة الحاكمة ـ ما يقدر بثلاثين الفا، حتى ان بعض البلاد ليقدر من قتل من المعارضين فيها بالملايين. وقد سهل على دولة الارهاب ما تقوم به من ارهاب الدولة: انهم فصلوا بين السياسة والاخلاق، كما فصلوا بين الحرب والاخلاق، وبين الاقتصاد والاخلاق، واعتنقوا هذه النظرية الشيطانية (الغاية تبرر الوسيلة)، هذا مع ان غايتهم من جنس وسيلتهم، مرفوضة اخلاقيا.
واوضح ان ابرز دولة قامت على الارهاب من اول يوم: هي دولة الكيان الصهيوني المسماة (اسرائيل)، اذ لم يكن هناك وجود لبني صهيون في المنطقة قبل ان تقوم بنصف قرن واحد، كما تدل على ذلك الوثائق والارقام والاحصاءات المستيقنة والثابتة، والتي لا يختلف فيها اثنان. ولكنها ـ بواسطة عصابات الارهاب الاجرامية الشهيرة: الهاجاناه وغيرها، وعن طريق المذابح الرهيبة التي صنعتها في دير ياسين وغيرها من قرى فلسطين، مما لم ير له العالم نظيرا ـ استطاعت ان تخرج الفلسطينيين من ديارهم مكرهين، وان تشردهم في الآفاق، وان تسكن الارض من بعدهم، وتقيم دولتها على انقاضهم.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً