عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2010, 12:47 AM
  #1
خالد العاصمي
مشرف مجلس التربية والتعليم
 الصورة الرمزية خالد العاصمي
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288
خالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond repute
افتراضي آباء فشلوا في تأمين مستقبل أسرهم..!

ضاعت أعمارهم دون أن يوفروا سكناً أو «مصدر رزق»

آباء فشلوا في تأمين مستقبل أسرهم..!


قائد أجرة يبحث عن قوت أولاده اليومي دون أن يفكر في المستقبل
القطيف، تحقيق - منير النمر
على الرغم من اجتهاده في عمله ك"سائق تاكسي" منذ نحو 45 عاماً، إلا أن "أبو علي" - 63 عاماً - وجد نفسه في "مهب الريح"، فهو وإن حرص على العمل منذ الخامسة صباحاً حتى السادسة مساءً، إلا أنه لم يستطع تحقيق مدخرات له تعين على تصحيح وضع أسرته التي تتطلع إلى حياة سعيدة.
لم أدخر شيئاً
ويرى "أبو علي" الذي يعيل أسرة مشكلة من ثمانية أشخاص بأن تحقيق المدخرات لا يأتي من احتراف بعض المهن ك"مهنة سائق تاكسي"، مضيفاً: "إن سنوات الخدمة التي عملت فيها لم تحقق لي أي مدخرات، إذ بالكاد يكفي ما أجنيه يومياً لسد احتياجات أسرتي، خاصةً أن طبيعة العمل والدخل المادي ليس ثابتاً بشكل يومي"، مشيراً إلى أنه يخرج يومياً لكسب العيش، ويعود وفي جيبه الكثير من المال، إلا أنه ينفقه في اليوم التالي، ذاكراً أن جزءًا منه يذهب للوقود ولصيانة السيارة، مؤكداً أن عدم وجود تجمع لسائقي التاكسي ساهم في الحد الكبير في عدم تحقيق المدخرات لهم تنفعهم مستقبلاً.
لست سعيداً
وليس بعيداً عن حال "أبو علي" يتحدث "محمد علي" - 45 عاماً - الذي ينتظر أحد المارة ليعيده إلى منزله، قائلاً: إن العمل الذي أتقاضى من خلاله 1800 ريال لا يجعلني شخصاً سعيداً قادراً على جمع المزيد من المال ليعينني في الكبر، كما أنني قلق على أسرتي التي أُعيلها، مضيفاً أن الراتب الشهري المنخفض لا يجعله قادراً على تحقيق مدخرات، وهو أمر يقلق زوجتي، مبيناً أنه حينما يتقدم في السن ويبلغ سن التقاعد وهو على هذا الوضع فإنه لن يتمكن من شراء أرض، لافتاً إلى أن أولاده يشعرون بالقلق على مستقبلهم، خاصةً أنهم يعيشون في شقة متواضعة منذ وقت طويل، وعن طريقة ذهابه للعمل والعودة منه يقول: أقف على الطريق العام وأتجنب سائقي "التاكسي" كي أوفر المال، وأفعل ذلك بعد خروجي من العمل، لأني أحرص على أن لا أتأخر على الدوام الذي يبدأ في ال7:30 صباحاً، كما أني أعود متأخراً للمنزل بسبب انتظاري الذي قد يطول في بعض الأحيان، لأني لا أريد أن أركب "التاكسي" الذي سيستهلك مني المال على حساب المدخرات.



يعيشون حالة من القلق النفسي و«تأنيب الضمير» أحياناً ولكن دون فائدة


موضوع مقلق
ومع أن "محمد" يحاول التوفير في أشياء عدة، ضمنها مصروف "التاكسي" وتقليص نفقات الزوجة والأولاد، إلا أنه لم يشكل له الثروة المادية التي تعينه عند بلوغه عمراً متقدماً، حيث يقول: إن التفكير في المدخرات أمر يقلقني، كما يصيبني ب"الأرق" الذي لا يجعلني أنام بشكل هادئ، ذاكراً أنه يفكر كثيراً في بناء المنزل، إلا أنه لا يجد أملاً في ذلك، لأنه لا يملك المال الذي كان ينبغي أن توفره الوظيفة.




أب فشل في تأمين مستقبل أولاده يعاني اضطراباً نفسياً



انتقام داخلي
ويرى مختصون نفسيون بأن عدم تحقيق الطموحات لدى الإنسان قد تؤدي به إلى الانتحار في أسوأ الحالات المتقدمة، كما قد يوجه الشخص المحبط جراء عدم تحقيق أهدافه الخاصة بالادخار إلى ما يعرف نفسياً ب"الانتقام الداخلي"، إذ يقوم المحبط والقلق بتوجيه سهام انتقامه للمجتمع، وحول هذه النقطة يقول "جعفر الخزعل" المختص النفسي: إن تركيبة مجتمعنا المتدين والمحافظ يحول ولله الحمد من كثرة حالات الانتحار، مضيفاً أن الشخص القلق والمحبط قد يلجأ لتوجيه انتقامه من الحالة التي يعيشها عن طريق أذية المجتمع، بتفريغ غضبه في هذا الاتجاه، لافتاً إلى أن حالات القلق الناجم من عدم تحقيق مدخرات تعين الشخص أثناء كبره لا تقتصر على كبار السن، بل إن الشبان يعانون منها، فحين يعلم الشاب أنه غير قادر على بناء منزل في المستقبل بسبب ضعف راتبه، يشعر بالقلق الكبير تماماً كما هي الحال عند الشخص المتقدم في السن، مبيناً أن الشخص قد يصاب بحالة إضطراب نفسي، كما أن ذلك يختلف كردة فعل من شخص لآخر، وقد يؤثر الاضطراب النفسي على أداء الشخص في العمل، ما يسبب له الكثير من المشاكل مع الجهة التي تمنحه الراتب، وهذا بدوره يزيد من معدل قلقه.

القناعة في النفس
وأوضح "الخزعل" أن بعض الدراسات التي بدأت في الظهور كالدراسات الخاصة بعدم قدرة المواطن على بناء المنزل مفيدة، إذ أنها تضع بعض المقترحات لأصحاب الاختصاص في تلك الجوانب، ما يسهم في تقديم الحلول، ذاكراً أن الحلول الجاهزة لمثل تلك الحالات التي تلعب السنين فيها ليس بالأمر السهل، بيد أن الحلول العلمية يجب أن تكون منطلقة من الإنسان نفسه، وتأتي ضمن تخطيط مستقبلي، مبيناً أن هناك حلولاً ناجحة مثل توفير القناعة في النفس، والاجتهاد في الدراسة التي تكون سبباً رئيسياً في الحصول على وظيفة مناسبة تحقق المدخرات التي ينشدها الشخص، لافتاً إلى أن التخطيط الاقتصادي السليم يجنب المرء في الدخول في متاهات مستقبلية مخيفة، ناصحاً أي شخص بعدم الإسراف، كما يجب عليه تجاوز الفشل، فحين لا ينجح في تحقيق دراسته عليه أن يفكر في ضرورة أن يتعلم ابنه بشكل ممتاز ليعوض خسارته مستقبلاً.
تنظيم النسل
وشدد "الخزعل" على ضرورة تنظيم النسل للشخص الفقير بحيث لا يزيد عن طاقته المادية، لأن الزيادة تعني أن جميع الأولاد لن يتمكنوا من تصحيح الخطأ عبر تعليمهم واستثمارهم، موضحاً أن بعض الفقراء ينجب نحو 12 ابناً، وبالتالي سيصبح أولاده فقراء ولن يتمكنوا من تغيير وضع الأسرة إن ساروا على نفس الطريقة التي سار عليها والدهم، وهو ما يؤيده "أبو علي" الذي يزداد قلقه من سير ابنه على طريقته، حيث يقوم بأخذ سيارة "التاكسي" ليعمل في أوقات المساء التي يكون فيها والده في المنزل.
خالد العاصمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس