الله أكبر ما أجمل حرصك وغيرتك على الدعوة والفائدة للغير
لكن هل نسيت أخي الحبيب أن والواقع اليوم واقع يقول دونك:
مفسدون وفسقة
ودعاة بباطل لجلج
وغاشية على الدين سوداء
تبلدت من خلالها عقول فئام من الناس بالذلة والمسكنة ، فأحاطت بهم الدنيا وشهواتها
واستحوذ عليهم الشيطان حتى أنساهم ذكر الله , غيبوا عن أنفسهم شمس الحق ، حتى
هبطوا مهبطا في الشبهات والشهوات أولئك في ضلال مبين ، ظهر على أعمالهم أفكار
ضالة ، وأهواء منحرفة ، زين لهم سوء أعمالم ، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، وهم
يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، لقد أصبحوا مطايا فشدت ظهورهم ليمكروا السيئات
تراهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، قل خوفهم من الله ، وخالفوا سنة رسول الله
فزاغوا ، فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ، يا سبحان الله لا تعب ولكن تعجب من قول الحق
{ أفي قلوبهم مرض }
فأسباب الإعراض في القلب مرض
{ أم ارتابوا }؟ هل هم يشكون في حكم الله ووعده؟
لمن آمن وعمل صالحا ، ولمن أعرض ونئا بجانبه ، فقد وعد المؤمنين ووعد الفاسقين
{ أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله }
بمعنى: أن يحكم الله عليهم حكما ظلما جائرا ، والجواب لكل هذه الأسئله
{ بل أولئك هم الظالمون }
فلا يخافون خوف الصالحين , ولا يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار , ولا يخافون ربهم من
فوقهم , ولا يخافون يوما كان شره مستطيرا , أما آن لهم أن يقولوا
{ إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا }
أما آن لهم أن يقولوا
{ إنا نخاف الآخره }
إن مثل هؤلاء يحبون العاجله ويذرون الآخره ،
إن مثل هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا
ما عرفوا ولا علموا حياة الخائفين ، علموا حياة اللاعبين والفنانين والممثلين ومن كان على شاكلتهم
أما حياة الخائفين فهي حياة قوم قد عرفوا الله حق المعرفة فأطاعوه , وعرفوا عدوهم فعصوه
وخالفوه ، إنهم قوم علموا بالجنة فهم فيها راغبون ولها طالبون , وعلموا بالنار فهم منها خائفون
وعنها فارون ، بل تراهم يرددون: ربنا أصرف عنا عذاب جنهم , يقول أحدهم:
{ وأن أعمل صالحا ترضاه }
انظر كيف كيف قرن عمله بأن الله يرضاه منه ، همة عالية ، ورغبة في الإخلاص والقبول ، وخوف من
سوء الخاتمة , إنهم يعملون ويخافون , واليوم ترى من لا يعمل ، فكيف يخاف؟
معليش أطلت ولكنك أثرت شجوني
وأحب أن أقول ما دورنا نحن إذا رأيناهم أقبلوا علينافي مساجدنا؟
{ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد }
اتل عليهم ما أوحي إليك من ربك
تقبل مروري وتعليقي