الموضوع: رسائل الأجساد
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-2010, 04:38 PM
  #1
العابري
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 15
العابري is a jewel in the roughالعابري is a jewel in the roughالعابري is a jewel in the roughالعابري is a jewel in the rough
افتراضي رد : رسائل الأجساد

وعودا على صاحبي النصوح ....
أقول بعد رده للسلام كنت أراه مطأطأ الرأس إلى الأرض يتأمل فيها- كمن ضاع في الترب خاتمه وهو يبحث عنه - :
خُيل إلي أنه يتأمل فيها لوحة فنية جذبه إليها جمال ألوانها، وما فيها من روعة الذوق وسلامة التراكيب،،،
وكانت تلك اللوحة هي لوحة ماضيه، وعمره وما جرى له فيه، وتلك السنوات الماضيات كيف مرت سراعا، هذا وكل لوحة تستطيع أن تغير في معالمها وتزيد وتنقص إلا لوحة العمر فليس لك إلا مجرد النظر بقلبك والرجوع بذكرياتك....
ثم ها هي طائرة عمره قد اقتربت لحظات هبوطها، ودقائق جثومها في مدارج المقابر وحدائق الأموات، يتمنى لو أن زمن الرحلة يطول لكنه لا يملك هذا القرار وليس إليه،ورغم طول هذه الرحلة إلا أنها عند نهايتها صارت في نظره كغفوة نعسان، أو كلمح بصر.
طأطأ رأسه إلى الأرض وخفضه :
وكأنه يقول لغيره: إنه لا أشرف و لا أعز من التواضع للحق والركون إليه، ومن تكبر على الحق وتجبر خسف به كما فعل بقارون –رأس المتكبرين- وليس بالضرورة أن يكون هذا الخسف حسياً بل كم رأينا من تكبر على الحق وخالفه بعد معرفته إياه فخسف به من قلوب الناس وأصبح كلامه كأدراج الرياح لا طعم له ولا لون...
خفض رأسه وطأطأه إلى الأرض:
وكأنه قد فهم سر قوله تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فحرص على تفقد منزله الذي تحت الأرض وما أعد له من أثاث ومتاع وزاد فعما قريب سينتقل إليه فهل أحسن تهيئته؟
خفض رأسه وطأطأه إلى الأرض:
وكأنه يشير إلى أن من أكثر تقليب الطرف فيما عند غيره زهد فيما هو فيه من نعم، ورجعت إليه تلك النظرات حسيرة كليلة، فاقنع بما آتاك الله (ولا تمدن عينيك إلى ما متعانا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا).
ثم لما وقعت عيناي على تقاسيم وجهه لاحت لي أخاديد قد حفرت في بيداء جبينه:
تحكي لي قصة الزمان، وكر الجديدان، وهول التجربة، وأن الإنسان في كبد ونصب، وأن الراحة الحقيقية هي كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - عندما يضع المرء قدمه في الجنة...
أخاديد كثيرة:
تنوعت مجاريها وسالت أوديتها، ولم تضق بما غمرها من سيول الشدائد وفيضانات المصائب، بل استوعبتها وخرجت منها بدروس وعبر، ولم تعطل العمل وتتوقف عن الإنتاج، فالحياة مدرسة وتجارب، ومن كانت كل مشكلة تعوقه وتأخره، وتغلق مجاري قلبه وتشغله؛ فهذا من أكثر الناس فشلاً وهماً وغماً، وفي مكانه يراوح ولا يتقدم أبداً.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى...

التعديل الأخير تم بواسطة العابري ; 25-07-2010 الساعة 04:52 PM
العابري غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس