
رد : وأقــبــلــت ... الإجــــــــــــ( 1 )ـــــــــازة
يقول كثير من الباحثين
( إن وقت الفراغ عامل رئيس في الانحرافات المختلفة
فسماع الأغاني
وشرب الدخان
وتعاطي المخدرات
والسهر على القنوات والأرصفة
والدوران في الشوارع و الأسواق والمنتزهات
كل هذه ناتجة عن غياب السيطرة الرشيدة على مشكلات وقت الفراغ وحفظه وشغله بما يحفظ
الشباب والفتيات من الوقوع في هذه الانحرافات )
سئل كثير من الشباب عن برنامجه في الإجازة فقال:
نوم ..
انترنت ..
ماسنجر ..
بلايستيشن ..
طلعة سهرة ..
سفره ..
سبحان الله! لماذا لا يكون لك حظ من العلم ..أو العبادة ..أو تنمية هواية مفيدة ..أو اكتساب مهنة
أو دعوة ونصح .. أو صلة رحم ..أو عمل تطوعي .. أو زيارة مريض ..أو مواساة محزون ..
أو قيام بعض مهام البيت وإدخال السرور على الأهل؟
من السهولة أن ينقاد الإنسان الذي يعيش فراغا ليقع فريسة لتأثير الآخرين
ومن تأمل ونظر في الذين تغيرت أفكارهم وتصوراتهم وأخلاقهم , وضاعت عندهم مسلمات وثوابت
وبدأت عندهم الانحرافات السلوكية والأخلاقية ، وجد أنه الفراغ وعلماء الاجتماع يشهدون:
( أن نسبة الجرائم و المشكلات العائلية و الأسرية والاجتماعية وغيرها ناتجة عن الفراغ
وهي تزداد وتتكاثر مع زيادة الفراغ في أي زمان ومكان )
قال عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ لعامله
( إن هذه الأيدي لا بد أن تشتغل بطاعة الله قبل أن تشغلك بمعصية الله )
لقد دعانا النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ دعوة صريحة إلى الاستفادة من كل ساعات الفراغ قبل
أن تمضي فقال:" أغتم خمسا قبل خمس:
حياتك قبل موتك
وصحتك قبل سقمك
وفراغك قبل شغلك
وشبابك قبل هرمك
وغناك قبل فقرك "
أخرجه الحاكم من حديث أبن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
يا له من توجيه تربوي نبوي , إن عمل به العبد أصبح الفراغ عنده موسما للإستثمار واكتتاب الحسنات
وتجارة رابحه يدخر فيها ما يغني من الفقر
وما يحفظ زمن الشباب ليوم الهرم
ومن الفتوة والعافية والصحة ليوم السقم
ومن حياة لله في موت لله
فيا أيها الحبيب: أغتنم قبل حلول مرض مقعد
أو بلاء مشغل
أو كبر يعجز معه العبد في العمل
أو موت مفاجئ
أو فتن يصبح الحليم فيها حيرانا
فحياتك وعمرك أنت لا تملكها ، حياتك هي عمرك .. وعمرك أيامك ولياليك .. حياتك أنفاس تتردد وتتعدد
ولذا قيل: المؤمن وليد وقته ، فأنت في صحة وفراغ ، ولذا نبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى غفلة الألوف
من الناس عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال:
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ " رواه البخاري
نعمتان: ثناها، والمعنى: أن المسلم الصادق لا يكون فارغـاً فكيف إذا اجتمعت فيه الصحة والعافية؟
آيات وأحاديث تدعونا إلى علو الهمة ..
وتبين لنا أنها لا تزول قدمي وقدمك يوم القيامة حتى نسأل عن خمس:
ما هي؟
اسأل عنها ... احفظها ... فكر فيها ... تأملها ... راجع نفسك معها ...
وتذكر أنَّ إهدار الوقت فرع من التخلف الفكري والتربوي
وإهمال للعمل والبناء
وحياة بلا معنى أو قيمة
وبلا طموح أو هدف
يا ر ب وفقنا لعمل الصالحات وحسن الممات.