تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: بوظبي ( دار زايد -رحمه الله -)
المشاركات: 592
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومصعب
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبوفارس
آسف علي التأخير في التعليق أخي الغالي .
اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعل ماكتبته في هذه الرسائل المفيدة جميعاً في مؤازين حسناتك .
بسم الله نبداء.
تحريم الخروج علي أئمة المسلمين ووجوب طاعتهم في المعروف :
وهو وجوب السمع والطاعة بالمعروف وان طاعة ولاة أمر من المسلمين واجبة في المعروف لأدلة كثيرة منها .
قول الله تعالي : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) " . سورة النساء .
وولاة الأمر هم : العلماء والولاة والأمراء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فطاعة الله ورسوله واجبة علي كل أحد وطاعة ولاة الأمور واجبة ؛ لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره علي الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم : فماله في الآخرة من خلاق " . فتاوي ابن تيمية 35 / 16-17 .
قال ابن رجب رحمه الله تعالي : " أما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ، ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم ، وبها يستعينون علي إظهار دينهم ، وطاعة ربهم " . جامع العلوم والحكم 2/117 .
# تحريم الخروج علي الإمام المسلم :
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالي : " ... ولانري الخروج علي أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ، ولا ندعو عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعة ، ونري طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة " . العقيدة الطحاوية بتعليق الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالي . " ص 22 " .
ضوابط التكفير :
إن التكفير له ضوابط لا بد من معرفتها ومنها :
1 ) الحكم بالظاهر ؛ فإن أهل السنة لا تكون أحكامهم مبنية علي الظنون والأوهام ؛ ولهذا قال صلي الله عليه وسلم لأسامة رضي الله عنه عندما قتل رجلاً بعد أن قال لاإله إلا الله : " أقال لاإله إلا الله وقتلته " ؟ قال : قلت يارسول الله : إنما قالها خوفاً من السلاح . قال : " أفلا شققت عن قلبه حتي تعلم أقالها أم لا " ؟ فما زال يكررها علي حتي تمنيت أني أسلمت يومئذٍ . رواه مسلم 1/97 .
وهذا دليل علي القاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظاهر والله يتولي السرائر ." شرح النووي 2/466.
2 ) الاحتياط في تكفير المعين ؛ فإن مذهب أهل السنة وسط بين من يقول : لا نكفر من أهل القبلة أحداً ، وبين من يكفر المسلم بكل ذنب دون النظر إلي توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه ، فأهل السنة يقولون : من استحل ما هو معلوم من الدين بالضرورة كفر ، ومن قال القرآن مخلوق أو إن الله لا يُري في الآخرة كفر ، لكن الشخص الذي قاله مقالة الكفر أو فعل فعل الكفر لا يحكم بكفره حتي تتوفر شروط الكفر ، وتنتفي موانعه . " انظر : مجموع فتاوي ابن تيمية 35 /165 ، ونواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف للدكتور محمد بن عبدالله الوهيبي 1/ 209.
فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حكم بردته فيستتاب فإن تاب وإلا قتل .
3 ) ماتقوم به الحجة : اتفق السلف علي عدم تكفير المعين إلا بعد قيام الحجة ، فلابد من معرفة ماتقوم به الحجة .
4 ) عدم التكفير بكل ذنب ؛ ولهذا قال الطحاوي رحمه الله : " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله " والمراد لا يكفر بكل ذنب ، فأهل السنة لا يكفرون المسلم الموحد المؤمن بالله واليوم الآخر بذنب يرتكبه : كالزنا ، وشرب الخمر ، وعقوق الوالدين ، وأمثال ذلك ، ما لم يستحل ذلك فإن استحله كفر ؛ لكونه بذلك مكذباً لله ولرسوله صلي الله عليه وسلم ، خارجاً عن دينه أما إذغ لم يستحل ذلك فإنه لا يكفر بل يكون ضعيف الإيمان وله حكم ما تعاطاه من المعاصي في التفسيق ، وإقامة الحدود ، وغير ذلك حسبما جاء في الشرع المطهر .
واخير : أشكر أخي الحبيب أبوفارس للمرة الثانية علي هذه السلسلة من الرسائل المفيدة اسأل الله سبحانة وتعالي أن يجعلها في موازين حسناته .
أخوك أبومصعب .
|
اولا : اعتذر عن التاخير
ثانيا : سجل قرأتي ، و لي عودة قريبة ..
__________________
[frame="7 88"]قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : و لعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا و كان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته[/frame]