عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2010, 06:13 PM
  #9
خالد العاصمي
مشرف مجلس التربية والتعليم
 الصورة الرمزية خالد العاصمي
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288
خالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة

بسم الله الرحمن الرحيم




(الحلقة السابعة)







وقفت أنتظر في ذلك الممر بينما باقي السجناء كانوا يمرون أمامي متجهين للأعلى ليذهبوا بهم للقضاء وأذا


بأحدهم وأثناء مرورهم من أمامي قال لي لاتقلق فقط ساعات ستقضيها في الأمن السياسي وسيرسلونك للقضاء بعد أن يحققوا معك...


مرت ثواني بعد ذلك فأذا بأحد الجنود يقول لي تعال معي وأتجهنا للأعلى ونحن نصعد السلم لحق بنا جندي


آخر وسار معنا كان الجندي الأول ممسكا بيدي... وقتها كنت أدعوا بدعاء من خاف قوما


( اللهم أكفنيهم بماشئت) كررت هذا الدعاء كثيرا فلما وصلنا للدور الأرضي مررنا بمرآب لسيارات


الضباط وهنا يخطر في بالك سؤال وتعجب( من أين لهؤلا الضباط مثل هذه السيارات الغالية الثمن؟؟)


مررنا بجانب السيارات وقتها والله نزلت علي سكينة وأطمئنان عجيبين كنت أنظر لضوء الشمس من بعيد


فلم أرى هذا المنظر منذ يومين وفي النهاية وجدنا حافلة من النوع التي تستوعب اربعين راكبا وكان بداخلها


السجناء المتجهين الى المحكمة وبجانب الحافلة يوجد سيارة (فان) من نوع هيونداي مدنية قام العسكري بفتح


الباب الجانبي فصعدت وصعد هو بجانبي وكان في الأمام ايضا جنديين احدهما ركب ممسكا بأوراقي


وجوازي وجوالاتي وعلاجي والآخر يقود السيارة ...كنت افكر وأقول في نفسي الحمدلله الذي نجاني من هذا


المكان التعيس من غير تعذيب فهذه لوحدها مكسب ومغنم خصوصا لما علمت بماحل بالسعودي الذي سبقني


والذي أمضى هنا 13 يوما منها 11 يوما بالأنفرادي الذي هو الحمام أجلكم الله وسأروي لكم قصته


بالتفصيل عندما حدثني هو نفسه بها في مكان آخر....علمت بعدما عدت للسعودية أن الأستاذ فواز الشعلان


كان موجودا حين خروجي من مبنى المكافحة ولقد شاهدني أثناء خروجي ولكني لم أنتبه له...تذكرت حينها


من قالوا لي بالسفارة نحن لانستطيع أن نخاطب أي جهه ألا من خلال وزارة الخارجية؟؟؟؟؟


وفي الطريق للأمن السياسي كنت مازلت اردد الدعاء السابق وأستغفر والله ياأخواني أن الجنود الذي كانوا


معي كانوا يتحدثون مع بعضهم وكأني لست معهم ولم يهتموا بأمري فقط هو سؤال واحد سألني أياه أحدهم


قال لي:هل أنت مريض بالقلب او بأي مرض خطير قلت له لا قال هناك بالأمن السياسي سيسألونك هذا


السؤال قلت له فقط عندي مرض بمعدتي قال لا هذا غير مهم... أذا سألوك هذا السؤال هناك فقل لايوجد لدي


أي مرض خطير..


لاأخفيكم هذا السؤال يدعوا للقلق لأن معناه ومغزاه خطير...قلت أكيد أنهم يريدون أن يتأكدوا بأني لست


مريضا بالقلب لكي يأخذوا راحتهم بالتعذيب


المهم اننا اقتربنا من فرع الأمن السياسي المقصود لأن الفروع كثيرة فلما توقفنا عند البوابة والتي كانت


محاطة بالحواجز الأسمنتية والجنود المسلحين برشاشات من نوع كلاشينكوف نظرت الى هذا المبنى


وموقعه وتذكرت اني مررت من هنا عشرات المرات ولم أكن أدري ماهذا المبني ولاأعلم أن العشرات


مسجونين بالداخل ...قام السائق بأعطاء الحارس أوراقي وبعد ذلك سمحوا لنا بالدخول فلما دخلنا فأذا هناك


مجموعة من المباني أغلبها ذات دور واحد؟ علمت لاحقا أنها بأكثر من دور ولكن تحت الأرض توقفنا عند


مبنى صغير فنزل الجندي الذي بالامام ونزل ايضا من كان بجانبي وتوجهوا الى باب هذا المبنى وطرقوه


وكان في الباب فتحه صغيرة طل منها جندي وتكلموا معه قليلا ثم عادوا وركبوا السيارة وقالوا سننتظر


قليلا وقتها تحدث السائق وقال منذ فترة وأنا لم اجلب لهم أحد


و يعود معي كل من أوصلته هنا يبقى عندهم وفعلا هذا ماحدث.. وبعد دقائق قليله طلبوا مني النزول فنزلت


ودخلت مع ذلك الباب الحديدي ذو اللون الأخضر وعند الدخول يكون امامك جدار وعند اتجاهك لليمين يكون


هناك مكتبين أحدهما للحراسه والآخر للتحقيق واما اذا اتجهت يسارا فسيكون على يمينك سجن النساء


وأمامك سجن الرجال..توجهنا لليمين طبعا فلما دخلنا كان هناك مجموعة من الجنودوالمحققين فقام الجندي


الذ ي يحمل أوراقي بتسليمها الى أحدهم عندها سألهم هذا المحقق عن ورقة تخص السيارة وسألهم ايضاهل


السيارة محجوزة بحجز المكافحة أم بالمرآب العام الذي يقع بمنطقة دويلعه قال الجندي لا هي بحجز مكافحة


المخدرات عندها أصر المحقق على الورقة الخاصة بالسيارة وأراد ان يتأكد من مكان السيارة عندها تكلمت


أنا وقلت أن السيارة عندهم بدليل أنهم قبل خروجي سألوني عن أستمارة السيارة وأخبرتهم أنها بالسيارة


فذهب أحدهم ليجلبها وعاد سريعا وهذا معناه ان السيارة لديهم... لاأخفيكم خفت أن يصر


على موضوع الورقة فأعود مرة أخرى لذلك المبنى الذي كرهته ولكن المحقق قال لي أنا أفعل هذا من أجل


أن أضمن حقك بعدها وصلوا لحل فقام بالأتصال بمبنى المكافحة وتأكد مما يريد..بعدها قال المحقق لجنود


المكافحة تستطيعون الذهاب الآن فذهبوا..


بعد ذلك قاموا بتفتيشي وأخذوني للسجن فلما فتح الباب ودخلت ماذا رأيت؟؟؟ كان السجن بطول ستة أمتار


في ستة أمتار تقريبا اغلبه مفروش بالبطانيات الجيشيه ذات اللون البني ماعدا المدخل كان عددهم بالداخل


وقت دخولي يقارب 25 شخص اغلبهم كان متكأ على الجدار وكان هناك ثلاثة يسيرون عند المدخل ذهابا


وإياباً


كانت هناك فتحة طويله بالجدارين الشمالي


والجنوبي عليهما زجاج وشبك ...سلمت بصوت مسموع وجلست في الوسط


وأول مالفت نظري رجل


بالخمسينات من عمره يرتدي ثوب شتوي عرفت من النظرة الأولى بانه سعودي وبمجرد جلوسي جائني


هذا الرجل فسلم علي وقال هل أنت سعودي قلت نعم قال وأنا ايضا من أهالي الشمال سألني من أين أتوا بك



قلت من مكافحة المخدرات فقال وأنا أيضا فبادرني بالسؤال هل ضربوك؟؟؟ قلت لا. قلت وانت؟؟ فكشف



عن ساقه فرأيت منظرمازلت اتذكره تماما كماهو ...كان على ساقه خطين متجاورين بحجم وطول اصبع


اليد كانت تلك الخطوط عبارة عن دم متجمد مثل الذي ينشأ على الجروح بعد فترة من حدوثها كان ذلك


بسبب أن المحقق أخطأ قدمه مرتين وضرب الساق ياالله كيف ضربوا هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 53


عاما ولماذا وماهي تهمته؟؟قال يأخي أنا لم أدخل الى سوريا منذ عام 1986 وجئتها هذه المرة مع والدي


وهو قد تجاوز الثمانين من العمر كي نقوم بمراجعة احدى عيادات الأسنان وقد دخلت الى سوريا يوم


الثلاثاء بتاريخ 6-1-2009 صباحا لاحظوا أنه نفس تاريخ دخولي الى سوريا؟ ولكنه دخل صباحا يقول


فجأة وأنا أنتظر تخليص جوازي فإذا مجموعة من الجنود جاؤوا وقبضوا علي وأقتادوني الى أحد المكاتب


وقالوا لي أنت مطلوب لأدارة مكافحة المخدرات للأشتباه بأسمك؟ يقول لم يعطوني الفرصة لألتقط أنفاسي


أو أفكر والذي حز في نفسي وجرحني أنهم وضعوا القيود بيدي وأقتادوا أبي معي ولم يرحموا شيبته والله


أني مازلت أفكر بأبي


ولما وصلنا لمبنى المكافحة اطلقوا سراح والدي مساء ولم أره منذ ذلك الوقت... يقول حققوا معي كثيرا وفي


أحد المرات طلبوا مني أن أحضر تلك الخشبه الملقاة على الأرض(بساط الريح) ولم أكن أعلم ماهي فطلبوا


مني الأستلقاء عليها وربطوا قدماي بالحبال الموجودة فيها وشدوها للخلف وضربوني ضربا مبرحا وكانوا


يفعلون بي ذلك يوميا....
خالد العاصمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس