عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2010, 08:44 PM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي أولى والـوقـفـات مـع الإبـتـلاءات

أخي المسلم أختي المسلمة

أهلا وسهلا بكم على صفحة من صفحات هذا المجلس المبارك

وقد سبق الحديث بعنوان

[ الحياة موطن للإبتلاء ]

ووعدتكم أن يكون للحديث تتمة على شكل وقفات

فها هي بين يديك وأمام عينك أولى الوقفات لتسلي بها نفسك وتعلمها وتتعلمها , بل وتطلع وتتربى

عليها ، وتعرف حكم وفوائد الابتلاءات والمصائب فكم نحن بحاجة لأن نعرف أسباب الشيء

وحكمه وفوائده وغاياته قبل وقوعه أو حلوله أو بعد وقوعه بعد الإيمان الحقيقي به والرضى

والتسليم له , فالعاقل يوطن نفسه على الصبر , ويروضها على التصبر و المصابرة ، بل ويتصبر

" ومن يتصبر يصبره الله "

حتى يكون الصبر له سجية , والرضا له خلقا , فهو لا يملك دفع ضر ولا جلب نفع إلا بما كتبه الله له

أو عليه , فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط , وما منا من أحد إلا ويريد الرضا بقضاء الله

وقدره , وبوابة ذلك وقفات خمس مع الابتلاءات ثم حكم ذلك وفوائده , ثم وقفة سادسة ، فإلى

الوقفة الأولى:

[ بقضاء وقدر ]

فمن آمن بالقضاء والقدر ، وعلم أنّ الدنيا دار ابتلاء وخطر ، وأنّ القدر لا يُردّ ولا يؤجَّل اطمأنت نفسه

وهان أمره ، ومن المشاهَد المعلوم أنّ المؤمنين هم أقلّ الناس تأثُّراً بمصائب الدنيا ، وأقلُّهم جزعاً

وارتباكاً ، فالإيمان بالقضاء والقدر صار كصِمَام الأمان الواقي لهم ـ بإذن الله ـ من الصدمات والنكسات

يقول الله ـ عز وجل ـ { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها

إن ذلك على الله يسير , لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم }

قال الربيع بن صالح , لما أخذ سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ بكيت , فقال : ما يبكيك؟

قلت: أبكي لما أرى بك , ولما تذهب إليه , قال: فلا تبك فإنه في علم الله أن يكون , ألم تسمع

{ ما أصاب ...} وذكر له الآية السابقة

لقد كان في علم الله الكامل الشامل ، فكل ما قدره الله سيظهره للخلائق في وقته المقدور

{ وكل شيء عنده بمقدار }

والعبد المؤمن بالقضاء والقدر يستقبل الابتلاءات بخيرها وشرها , فلا يجزع عند الضراء , ولا يفرح

عند السراء , بل يكن كما قال عكرمة ـ رحمه الله ـ

" ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن , ولكن أجعلوا الفرح شكرا , والحزن صبرا "

وبهذا ـ أخي المسلم ـ ستواجه البلاء بثبات ورزانة حين ينكشف أمامك , أو يقف في طريقك فتعلم أن

هذا بتقدير العزيز العليم , فلا تأس لغائب , ولا تفرح لحاصل , ولكنك تمضي مع قدر الله المقدور في

طواعية ورضي , رضى العارف المدرك ، أنما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون , ورب محبوب في

مكروه , ومكروه في محبوب ، قال المولى ـ عز وجل ـ

{ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }

فكم من محنة تحمل في طياتها أبوابا عظيمة من الخير والمنح الإلهية التي لا يقدر قدرها إلا أهل الإيمان

والمعرفة بالله تعالى. ، إن المؤمن يؤمن بما أخبرهم به الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ

" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا

على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام ، وجفت الصحف "

هذا وإلى وقفة أخرى ـ بإذن الله تعالى.
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس