لم يكن حاتم ابن التاسعة يعلم بان يوم أمس الاربعاء هو آخر يوم له في مدرسته الجديدة التي
انتقل اليها قريبا بعد أن درس سنواته السابقة في مدينة مكة قبل ان ينتقل مع اسرته الى مدينة جدة.
قضى حاتم في مدرسته الجديدة اسبوعا واحدا تقريبا أو يزيد . وبما أن والده الذي يعمل مهندسا
في شركة التحلية كان مجازا ليوم الاربعاء فقد قرر ان يذهب الى المدرسة ليقابل المدير ويعرف
حال ابنه مع مدرسته الجديدة.
وهناك حدث مالم يتوقعه أبدا ............
فما ان وصل الاب الى المدرسة ودخل الى الفناء الرئيسي لينادي ابنه الذي كان يلعب مع
زملاءه الصغار , رآى وجه انسان مريب يمر من أمامه بشكل سريع اصابه بصدمة كبيرة افقدته
تركيزه ونسي الامر الذي جاء من أجله.
سأل نفسه : ماذا يفعل هذا الانسان الذي رايته في مدرسة ابني ؟؟؟
ثم قال في نفسه : قد يكون ابنه يدرس في هذا المدرسة ايضا . ياله من حظ سيء.
هل تركت جميع المدارس ولم اسجل ابني الا في نفس المدرسة التي يدرس فيها ابن هذا
الشخص المريب.
في تلك اللحظة كان حاتم قد لاحظ والده واقبل يجري اليه فرحا ليخبر زملائه بأن هذا هو والده
ويباهي به وكأنه يقول لهم : اتحداكم ان يكون لديكم مثل والدي .
وفي نفس اللحظة : مر ذلك الوجه المريب مرة أخرى من أمامه وكانت
في يده مجموعة من الكتب .
صاح حاتم في ابيه :
يا ابي : هذا مدرسنا الاستاذ عبده . الذي أخبرتك انه يحكي لنا قصصا مشوقة كل يوم .
لم يصدق الاب ما يسمع ,, كانت صدمة أخرى اكبر من الصدمة الاولى.
انا لله وانا اليه راجعون .......... لقد كنت اخشى ان يكون ابنه زميلا لابني .. فاذا بي اكتشف
المصيبة القاصمة وهي ان الحكواتي ( عبدووو خال ) مدرسا !!!
عبدووو خال مربي أجيال !!!!
عبدووو خال معلم !!!
يالها من مصيبة ..........والمصيبة اين؟؟
انه في مدرسة ابني ...وتحديدا يدرس ابني ويحكي له من حكاياته وقصصه المنحرفة التي
تتلاعب بعقول الاطفال
ذهب الاب الى المدير مغضبا . وقال له :
ايها المدير الفاضل : هل تعلم أن كثيرا من معارض الكتاب والمكتبات المحترمة تمنع عرض
كتب هذا الشخص في مكتباتها وكثير منهم قد منع دخول صحيفة عكاظ الى بيته خوفا من سموم
هذا الكاتب وشطحاته التي لايرضاها الكبار .
فكيف يا استاذي الفاضل تسمحون لهذا المشبوه بان يقضي سبع ساعات كل يوم مع اطفال
صغار لايميزون الخير من الشر ولا يستطيعون حماية انفسهم من نفثاته اليومية وحكاياته
المنحرفة التي يسمعهم ايها كل يوم مستغلا انفراده بهم دون حسيب او رقيب.
نظر المدير الى الاب قائلا : يا استاذي ... هذا الامر ليس بيدي , وانا شخصيا احاول بقدر الامكان
ان اسجل ابنائي في فصول اخرى غير التي يدرسها عبدو. بل ان كثير من المدرسين يفعلون
نفس الشيء فهم يعرفون حقيقته.
ولكننا يا أخي لانملك حق طرده او منعه من التدريس . ولكن يبقى الامر لاولياء الامور بأن
يرفعوا شكواهم الى وزارة التربية والتعليم لابعاد هذا الخطر عن ابنائهم.
طلب الاب ملف ابنه ...وذهب موليا يبحث عن مدرسة أخرى بعيدا عن ذلك التلوث الفكري.
والان :
اليست صدمة لكم أنتم ايضا ...أن يكون عبدو خال ذلك الكاتب سيء السمعة ( مدرسا )
واين؟؟ في المرحلة الابتدائية !!!
وحتى اكون صادقا معكم ...لقد كانت صدمة لي انا ايضا ... فقد توقعت ان يكون عبدو خال اي شيء
في هذه الدنيا الفانية ....صعلوكا ... قاطع طريق .... خبير قات ...........الا شيئا واحدا لم اتوقعه
ولم يخطر ببالي أن يكون عبدو معلم أجيال ....ففاقد الشيء لايعطيه , ومن عجز ان يربي نفسه
وقد بلغ من العمر عتيا فهو أعجز عن أن يربي غيره او ينفعه.
فاين وزراة التربية والتعليم عن هذا الامر !!!!
