المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راشد الراشد

تسدلت تلك الايام بلا رويه اندثرت واستحالت الى بقايا متفتتة على قاع ندية تكسوها رائحة العفن من تلك الجيفة المنحورة بلا تريث اثر اصابتها بندبة مسمومة تفشت والتهمت جسدها !
تلك اليد الممدودة على قارعة السرير الابيض تتغذى بغذاء روحي يرسل من روح غائبة هي الآن ملقاه على عتبة النسيان ,, كانت لنا أيام ..!
جحافل المشاعر المرسلة كانت تستقبل بتراحيب مترفة وضيافة حميمية حتى انقضى الامر , وبعد انقضاء الوطر منها أغلقت أمامها الابواب وأوصدت بلا أدنى احترام لبروتوكولات الاستضافة , فما بالك بالضيافة العربية المأثورة ..!
تجمع الأبناء وقرروا أن الاب المترف مصاب بالزهايمر وأن إرث الاسرة المترفة أضحى على حافة النهب , واصبح لزاماً عليهم رفع يد ابيهم عن التصرف ورفع القضية للمحكمة لاستصدار قرار يصم ابيهم بالسفه , ليأمر القاضي بوضع وصاية عليه , وفي الحقيقة ماهي الا حبكة رديئة خرجت للتو من دهاليز الخبث والطمع والانانية والعقوق ..!
شاحت بوجهها المتدلي وصرخت , لابد ان اريه الوجه الاخر مني , لابد أن يعرف قيمتي واي النساء أنا , وأنطوت في زاوية غرفتها كالثعبان , تنتظر أن يقترب منها, لتريه الوجه الآخر بحد زعمها , فلا هو اقبل ولاهي اقتربت , وعندما سئمت نظرت الى المرآة فبدا لها الوجه الآخر أقل بشاعة عن الوجه الأول .!
كابر كثيرا, وحاول جاهداً أن يصبر ويتحمل ما بلي به , تصور أن الايام كفيلة بأن تخفف وطأة الشحناء بينهم حيث أن اغلب المشاكل تخف حدتها و جراحها مع تقادم الزمن وتعاقب الاحداث , عاد ومد يده مبتسماً ينتظر الايادي لتمتد اليه , صافحته خنجراً هي الاخرى تنتظره بشوق ولهفة منذو زمن , كون التقادم يجعل الجروح تزداد سوءاً , والندبات تتقيح ..!
|