كتب الله لك الأجر والمثوبة

إن مثل أخينا السميط ليذكرنا بقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال

" إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة " متفق عليه

ينجذب سمك هذا الحديث لأول وهلة تسمعه ، فقد شبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ جموع الناس

بجموع الإبل لا فرق بين تلك الإبل وبعضها إلا الراحلة المتميزية النجيبة المختارة لكي تركب لكامل

أوصافها ، فإذا كانت في إبل عرفت ، وقس على ذلك في الناس لا تجد في مائة من الناس إلا

واحدا صالحا في نفسه ومصلحا لغيره أو لا تجد في مائة من الناس إلا واحدا هو الذي يصلح

للصحبة أو يعين ويعاون ، والحديث يشير إلى الدعوة الإيجابية والإتقان والعمل الجاد والمعونة

على البر والتقوى ، إن إدراك هذا المعنى يجعل المسلم عالي الهمة ، متطلعا للمزيد في العلم

والعمل إلى من هو فوقه ، ولا ينظر إلى من هو دونه ، وعلى الآباء والأمهات والمربون الاعتناء

بالعناصر الفاعلة المتميزة إذا هم قليل. قال الله

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم }

اللهم اجعني من هذه القلة.

وتقبل مروري وتحياتي