أبــو رغــال رمـــز الـخـيـانـة والـدجـل
أهلا وسهلا بك أخي الحبيب:
أسعد الله أوقاتك بكل خير وسعادة
كم يطيب لي والله أن تلتقي أعيننا على هذه الشاشة لتقرأ
ما تكتبه أصابعنا وبما تمليه عليها أفكارنا وعقولنا وتصوراتنا ، فهيا
ـ أخي المسلم ـ لكي ترى وقع البصمات وإن كانت بعيدة المدى ، إن التاريخ يأبى إلا أن
يطالعنا على التاريخ المعاصر وعلى أحداث ووقائع تكاد تكون صورة مطابقة تماماً لصور وأحداث
ووقائع التاريخ الذي قبل الإسلام
لذا يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ " واللات بيت لهم - يعني ثقيف - بالطائف ، كانوا يعظمونه مثل تعظيم
الكعبة ، قال: فبعث أهل ثقيف مع أبرهة الأشرم صاحب الفيل ـ أبا رغال ـ يدله على الطريق إلى مكة
، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال ، حتى أنزله بالمغمس ـ مكان قريب من مكة ـ فلما أنزله به مات
أبو رغال هناك ، فرجمت قبره العرب ، فهو القبر الذي يرجمه الناس بالمغمس.
أخي المسلم: إن استخلاص هذه القصة بكاملها من المصادر التاريخية يعطينا أكثر من دلالة ، وأكثر من
فائدة وعبرة ، ولعلي أترك هذا الأمر لك أنت ، ولكن هذه القصة تبين لنا أن أبا رغال يبقى دائماً
رمـــــزاً لــلـــــخـــــــــيــانـــــــة والــــــــغــــــــدر
وسيلقى دائماً منا ومن غيرنا ، بل وعلى مر التاريخ الرجم والسباب
بالأمس القريب جاء على شاكلته كمال أتاتورك الذي:
تمسح بالإسلام ....... والغيرة على المسلمين ............ وحمل المصحف .........
وطاف بالجنود مشجعاً إياهم على الوقوف بجانبه ليصل إلى مأربه حتى قال فيه شاعر:
( يا خالد الترك جدِّد خالد العرب )
وكان في الحقيقة السيف الأول الذي تسلط أول ما تسلط على الرقبة المسلمة
وما أكثر الكماليين ، بل أصحاب الغدر والخيانة في عالمنا الإسلامي والعربي ، حيث لا تزال تتكرر
الصور والأشكال ،والأعمال تختلف بإختلاف ظروف الزمان والمكان
أوما سمعت عن ابن العلقمي الخبيث الذي صادق التتار خيانة لبني العباس ؟؟؟
وغـــــيــــره ومــــــثــله ككككككككككثثثثثثثيييييييير
إن تحديد المواقف وتحليل الشخصيات على ضوء ماضيها وسلوكها أصبح علماً قائماً بذاته
وله أصوله ومناهجه ونتائجه التي لا تكاد تخطئ وإن كانت لا تصل إلى درجة النتائج
الرياضية .... والفيزيائية ...... والكيميائية ......
إن ما كتبه السلف في هذا النص من علماء الجرح والتعديل قد يفيدنا اليوم كثيراً
وقد تكون المشكلة اليوم تنحصر في الصورة الرديئة للذهنية الإسلامية وما علق بها من النسيان
وقد يكون النسيان هو بلاءنا اليوم ؛ إذ معرفة تاريخ الإنسان هو الأساس الذي يشكل المدخل السليم
لمعرفة شخصيته ومن ثم تحديد سلوكه وتصرفه المستقبلي إلى حد بعيد
وقد يغتر المسلمون اليوم بتوبة بعض الدجالين الذين يتخذون من التوبة إعلان التمسك بأهداب الدين ملجأ
يفر إليه من آثار عدوانه ، وقد يصل بعد ذلك إلى مكان القيادة في ظل البلهاء والسذج
ولتعلم ـ أخي الحبيب ـ أنه لا بد أن يكون موقف الأمس هو موقف اليوم ، بل أشد وأنكأ
انظر وتأمل في الحالة التي تعيشها كثير من البلدان العربية والإسلامية ، لترى قمة الخيانة والدجل
فهل يمكننا نحن أن نلغي تاريخ الإنسان وسلوكه الماضي لمجرد موقف أو مظهر قد لا نكون
قادرين تماماً على إدراك دوافعه فضلاً عن إدراك نتائجه ؟!
__________________
عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة