عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2010, 04:50 PM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي الــحــكــم الـــوحـــيد ...

جاء في كتاب ( تفسير آيات الأحكام ) وهو من الكتب المقررة

في المعاهد العلمية ، ومن المصادر المطلوبة في تدبر آيات الأحكام

ومعرفة أسرارها ومراميها ، الحكم الشرعي الوحيد في سورة الكهف

قول الله ـ عز وجل ـ { ولا تقولن إني فاعل ذلك غذا إلا أن يشاء الله }

أخي الحبيب:

ألم تعلم أن غدا في غيب الله ـ سبحانه ـ كيف تقول:

{ إني فاعل ذلك غدا } والله ـ عز وجل ـ يقول: { ولا تقولن لشيء }

عزمت على فعله غدا { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } فأنت لا تدري

غدا ماذا تكسب من خير أو شر ، أو نفع أو ضر ، أو يسر أو عسر

أو صحة أو مرض ، أو طاعة أو معصية ، أخي المسلم : تأمل في قوله

{ ماذا تكسب } تجد أن القضية ربح أو خسارة ، وهذا الكسب هو كل ما تصيبه

النفس في غدها { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك }

لذا يقول الله { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا } لأنه غيب مغلق

والنفس الإنسانية لا بد أن تقف أمام الغيب ، لأنها لا تعلم الغيب

{ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } وهذا نص قاطع لا تبقي بعده

دعوى لأي أحد سوى الله ، ولا يبقى معه مجال للوهم والخرافة والدجل ، كل ذلك

ليبقى الناس على علم محدود ، وعجز واضح ، وصمود إلى الواحد الأحد الفرد الصمد

فيسقط عنهم الغرور بما عندهم من قوة وعلم ومعرفة للغيبيات ، ومهما فعل الناس

واخترعوا وصنعوا وأبدعوا ، فما أوتوا { من العلم إلا قليلاً } فغدا وراءه ما لا يعلمه

إلا الله ، فإذا أردت أن تفعل أو تقول فلا بد أن يكون ذلك مقروناً بمشيئة الله ـ عز وجل ـ

وهنا تستفيد فائدتين:

الأولى: أن الله ييسر الأمر لك لأنك فوضت الأمر إليه عز وجل { وأفوض أمري إلى الله }

الثانية: إن لم تفعل ما أردت وعزمت على فعله لم تحنث .

إذا لا تقل لشيء إني فاعل ذلك غدا يعني مستقبلا ، إلا أن يكون مقرونا بمشيئة الله

فالله عز وجل يقول{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } لكن ليس معنى هذا أن يقعد الإنسان

لا يفكر في أمر المستقبل ، ولا يتخذ له الأسباب بل عليه أن يعيش حياة الإعداد والتخطيط

يوماً بيوم ، ولحظة بلحظة ، ويصل ماضي حياته بحاضره ومستقبله ، فيحسب حساباته

يحسب حساب عمره ووقته ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، ويحسب حساب الموت

والقبر والصراط والوقوف بين يدي الله والجنة والنار ، وينطلق في ذلك كله من قوله تعالى

{ ولتنظر نفس ما قدمت لغد } فيفتح أمامه صفحة أعماله ، بل صفحة حياته ، ويمد بصره

ويتأمل وينظر في تلك السنين التي عاشها ومضت من عمره ، فينظر في رصيده من

الصالحات والسيئات ، وليتق الله في هذه الليالي والأيام التي عاشها ، وهذا النظر

المقرون بتلك التقوى تجعل العبد يعمل عملا لغد ، وذلك في حساب يحسبه

وعزم وحزم واستعانة وإتقان وإحسان ، فإن وفقه الله إلى ما يريد وإلى ما عزم عليه

ثم جرت مشيئة الله وإرادة بغير ما يريده ويتوقعه ، فلا يحزن ولا ييأس ولا يجزع ، وليقل

نعم ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم يكن ليصبني ، فالأمر كله من قبل

ومن بعد لله ، وليقل: الحمد لله على كل حال ، قدر الله وما شاء فعل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون

أخي المسلم: نحن مطالبون بالعمل الجاد والتفكير المثمر والصبر والمصابرة ، وكل ذلك لا

يكون إلا ببذل الأسباب المعينة ، والدعاء والإستعانة بالله ، واستخدام الوسائل المتاحة

فلا داعي ـ أخي الحبيب ـ للكسل والتراخي والضعف والعجز والفتور والإتكال على الآخرين

بل انطلاقة بقوة وثقة وطمأنينة وعزيمة وثبات عملا بقوله تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة }

وبقوله سبحانه { خذها بقوة } وهذا هو المنهج الذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم الذي يريد

أن يتميز بين الناس ، والتميز لا يأتي إلا بعمل ، قال الله { وقل اعملوا } وقال عز وجل

{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا } انتشارا بعمل يعود عليه بالفائدة الدنيوية والأخروية

ويحاول أن يحسن الواحد منا نيته ليبقى متصلاً في كل أحواله بالله ، قوياً به

معتمداً عليه ، مستعيناً به ، سائلاً الله التوفيق والسداد والهداية .


__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس