بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبوفارس
آسف علي التأخير في التعليق أخي الغالي .
اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعل ماكتبته في هذه الرسائل المفيدة جميعاً في مؤازين حسناتك .
بسم الله نبداء.
تحريم الخروج علي أئمة المسلمين ووجوب طاعتهم في المعروف :
وهو وجوب السمع والطاعة بالمعروف وان طاعة ولاة أمر من المسلمين واجبة في المعروف لأدلة كثيرة منها .
قول الله تعالي : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) " . سورة النساء .
وولاة الأمر هم : العلماء والولاة والأمراء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فطاعة الله ورسوله واجبة علي كل أحد وطاعة ولاة الأمور واجبة ؛ لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره علي الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم : فماله في الآخرة من خلاق " . فتاوي ابن تيمية 35 / 16-17 .
قال ابن رجب رحمه الله تعالي : " أما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ، ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم ، وبها يستعينون علي إظهار دينهم ، وطاعة ربهم " . جامع العلوم والحكم 2/117 .
# تحريم الخروج علي الإمام المسلم :
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالي : " ... ولانري الخروج علي أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ، ولا ندعو عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعة ، ونري طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة " . العقيدة الطحاوية بتعليق الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالي . " ص 22 " .
ضوابط التكفير :
إن التكفير له ضوابط لا بد من معرفتها ومنها :
1 ) الحكم بالظاهر ؛ فإن أهل السنة لا تكون أحكامهم مبنية علي الظنون والأوهام ؛ ولهذا قال صلي الله عليه وسلم لأسامة رضي الله عنه عندما قتل رجلاً بعد أن قال لاإله إلا الله : " أقال لاإله إلا الله وقتلته " ؟ قال : قلت يارسول الله : إنما قالها خوفاً من السلاح . قال : " أفلا شققت عن قلبه حتي تعلم أقالها أم لا " ؟ فما زال يكررها علي حتي تمنيت أني أسلمت يومئذٍ . رواه مسلم 1/97 .
وهذا دليل علي القاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظاهر والله يتولي السرائر ." شرح النووي 2/466.
2 ) الاحتياط في تكفير المعين ؛ فإن مذهب أهل السنة وسط بين من يقول : لا نكفر من أهل القبلة أحداً ، وبين من يكفر المسلم بكل ذنب دون النظر إلي توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه ، فأهل السنة يقولون : من استحل ما هو معلوم من الدين بالضرورة كفر ، ومن قال القرآن مخلوق أو إن الله لا يُري في الآخرة كفر ، لكن الشخص الذي قاله مقالة الكفر أو فعل فعل الكفر لا يحكم بكفره حتي تتوفر شروط الكفر ، وتنتفي موانعه . " انظر : مجموع فتاوي ابن تيمية 35 /165 ، ونواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف للدكتور محمد بن عبدالله الوهيبي 1/ 209.
فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حكم بردته فيستتاب فإن تاب وإلا قتل .
3 ) ماتقوم به الحجة : اتفق السلف علي عدم تكفير المعين إلا بعد قيام الحجة ، فلابد من معرفة ماتقوم به الحجة .
4 ) عدم التكفير بكل ذنب ؛ ولهذا قال الطحاوي رحمه الله : " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله " والمراد لا يكفر بكل ذنب ، فأهل السنة لا يكفرون المسلم الموحد المؤمن بالله واليوم الآخر بذنب يرتكبه : كالزنا ، وشرب الخمر ، وعقوق الوالدين ، وأمثال ذلك ، ما لم يستحل ذلك فإن استحله كفر ؛ لكونه بذلك مكذباً لله ولرسوله صلي الله عليه وسلم ، خارجاً عن دينه أما إذغ لم يستحل ذلك فإنه لا يكفر بل يكون ضعيف الإيمان وله حكم ما تعاطاه من المعاصي في التفسيق ، وإقامة الحدود ، وغير ذلك حسبما جاء في الشرع المطهر .
واخير : أشكر أخي الحبيب أبوفارس للمرة الثانية علي هذه السلسلة من الرسائل المفيدة اسأل الله سبحانة وتعالي أن يجعلها في موازين حسناته .
أخوك أبومصعب .
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله
" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)
"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "