عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-2005, 12:04 AM
  #1
النايب له ولد
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 464
النايب له ولد is on a distinguished road
افتراضي ابراهيم بن مريع في دائرة الضوء

تجبرني بعض القصائد على التوقف والتمعن فيها
يقول بعض النقاد في بعض القصائد انها السهل الممتنع
وانا اقول انها الصعب المروض.
السهل سهل ولكن يكون في يوم من الايام ممتنع ابداُ
انما تكمن الموهبة والقدره في الصعب عندما يروض .
لقد استطاع الشاعر ابراهيم بن مريع ان يروض هذه الكلمات والجمل
حتى اضحت للسامع والقاريء منشوزة بخيوط الذهب.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم بن مريع
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الشعر جنة نعيـم أفكـاري المشتوتـه=والخفوق من الزمن ذاق العذاب ألواني
والمحاجر من وراها دمعـةٍ مكبوتـه=ودي أذرفها وعـزة خافقـي تقوانـي
كني أذخرها لنصر المنهـزم أو موتـه=انتصاره فرحه وموتـه يزيـد أكوانـي
ويوم جتني من رفيقي كلمـةٍ مفلوتـه=كنها تشرب من عروقـي ولاتروانـي
والرجل يحكم عليه بمنطقـه وسكوتـه=والسراير ما تبين لكـل مـن خاوانـي
أتوقع مـن عـدوي طعنـةٍ موقوتـه=بس كيف اصدق انها من حدا الأعواني
ومن حسب زلة رفيقه رايتـه ملفوتـه=وانا والله ماحسبت إلا خطـا عدوانـي
يعترض لي في طريقي جاهلٍ وأشوتـه=البلا لا جاني اللي في مقـام أخوانـي
يا رفيقي لاتظـن ان زلتـك منحوتـه=كلها كم يوم وألقى دونهـا السلوانـي
وجمرتك يا صاحبي بااردّهـا ياقوتـه=وبتجمل والجمايل من طبـوع أبوانـي
والزعل من صوبكـم كفنتـه بتابوتـه=والوفاء يبقى على طول الزمن عنواني
والمشاعر هاضها الهاجس بطرق بيوته=والشعر في تالي الدنيا غـدى ديوانـي [/poem]


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الشعر جنة نعيـم أفكـاري المشتوتـه=والخفوق من الزمن ذاق العذاب ألواني [/poem]
شطر البيت الاول لا يحس به الا قلة من محترفي الابداع الشعري ، عندما يحس شيباننا
بما يحس به الشاعر من تشتت يلجأون الى القهوة والخلوة وعنما يحس المدخنون بنفس الاحساس
يلجأون الى "البكت" الا ان الشاعر هنا يلجأ الى نضم القوافي .كما يلجأ الفنان الى مرسمه ليعبر عن خواطره.

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والمحاجر من وراها دمعـةٍ مكبوتـه=ودي أذرفها وعـزة خافقـي تقوانـي [/poem]
يقول الاطباء ان البكاء دواء فاذا ذرفت العين الدموع ارتاحت النفس سواء فرحاُ او ترحاُ
الا ان الدمعة عندما تستعصي تصبح "غصه" فتزيد الجراح وتصبح اكثر معاناه
عندما يكون المانع كبرياء النفس وعزتها.
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كني أذخرها لنصر المنهـزم أو موتـه=انتصاره فرحه وموتـه يزيـد أكوانـي [/poem]
الشعراء يعالجون غيرهم احيانا الا ترى ان كلام الشاعر يطابق كلام الطبيب
لن تنزل الدمعه الا بفرح الفوز او الموت"الانهزام" انها دمعة الفرح او الترح كما سبق.

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ويوم جتني من رفيقي كلمـةٍ مفلوتـه=كنها تشرب من عروقـي ولاتروانـي[/poem]
آه من آفات اللسان كم فرقت وشتت . هذه الكلمة المفلوته جعلت من الشاعر جريحاُ تنزف
دماؤه ولا بعد النزيف الا الموت . الا ان تصوير الشاعر في هذا البيت جعل هذه الكلمة
تشرب من دمه بدون علم الكاوي كما يشرحها البيت التالي:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والرجل يحكم عليه بمنطقـه وسكوتـه=والسراير ما تبين لكـل مـن خاوانـي [/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أتوقع مـن عـدوي طعنـةٍ موقوتـه=بس كيف اصدق انها من حدا الأعواني [/poem]
من حق الشاعر الا يصدق فهذا غدر وخيانه وهل هناك اكبر من غدر الرفيق برفيقه
ستخدام جيد للمفردات تجعل القاري يتوقع بعد كلمة العدو كلمه اخرى تفسر التوقع
قد يعتقد السامع ان الشاعر سوف يحدد مكان الطعنه او سببها الا ان الاحتراف
الشعري يحول التوقع الى صورة اخرى هي كلمة العواني او العانية مقابل العدو.

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومن حسب زلة رفيقه رايتـه ملفوتـه=وانا والله ماحسبت إلا خطـا عدوانـي [/poem]
انتقل الشاعر الى الزاوية المقابلة تماماً يتوقع المستمع انه سوف يسب ويسخط على
هذا العانيه بعد فعلته النكراء الا ان عزة الشاعر وسمو افكاره تجعله يتخلى عن جمع وحساب
زلات واخطاء رفيقه. وهنا مرة اخرى كلمات متضادة لجلب اذن السامع وهي رفيقه + عدواني


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يعترض لي في طريقي جاهلٍ وأشوتـه=البلا لا جاني اللي في مقـام أخوانـي [/poem]
الجاهل مثل الحجر او الكوره في الطريق ، لابد ان تزاح وبكل بساطه
ولكن عندما يكون هذا الجاهل من الاقارب وفي مقام الاهل فان هذا الحجر الصغير
يصبح اكبر من الجبل .
هذا البيت هو زبدة المعنى وهو المغزى من اكثر كلام الشاعر .

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا رفيقي لاتظـن ان زلتـك منحوتـه=كلها كم يوم وألقى دونهـا السلوانـي[/poem]
اعتقد ان الشاعر هنا بالغ في السماح والصفح عن رفيقه. التسامح شي مطلوب
الا ان الجرح ليس بالسهل تضميده:
يقول ابن جدلان:
رفقة الطيب ليا غير اطباعه++ اشهد انها كية توجع اوجاعي.
ولكن لماذا هذا التسامح من الشاعر بعد هذه المواجع وبعد نحت هذه الابيات الجميلة.
انظر ماذا يقول:

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجمرتك يا صاحبي بااردّهـا ياقوتـه=وبتجمل والجمايل من طبـوع أبوانـي [/poem]
هنا افصح الشاعر عن نوع التسامح ، انه طبع وعادة له ولاسلافه ولكنه طبع مشروط
فهو يقول سوف اتجمل . وهذا يعني ان رفيقه لا يزال مديون له، فالجميل في العرف
مثل الدين لابد من قضائه.

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والزعل من صوبكـم كفنتـه بتابوتـه=والوفاء يبقى على طول الزمن عنواني[/poem]
هل يعني ان الزعل مات؟ ودفن ؟ قد يكون الا ان الجميل لايزال.
اما هذا الوفاء فقد رسمه الشاعر اكثر من مره عندما جعل الجمرة ياقوته وعندما دفن الزعل
وعندما جعل الزلة قطرة ماء في بحر ولم يجعلها نحت في صخر .

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والمشاعر هاضها الهاجس بطرق بيوته=والشعر في تالي الدنيا غـدى ديوانـي[/poem]
رجع الشاعر في هذا البيت الى اول بيت في القصيدة . فمثل ماكان الشعر جنة نعيمه
التي يهرب اليها غدى ديدنه وشغله الشاغل.


ابراهيم بن مريع
شاعر لا اعرفك ولا تعرفني
الا ان هذه الابيات احسست بانني قائلها
بل انني وانا اقرأها تقمصت شخصيتك وتخيلت رفيقك بجانبي
بل انني سمعت صوت اسناني من شدة الغضب .
قصيدة من اجمل ما قرأت وزادها حسناً سمو الاخلاق والطيبة
والتسامح .
وهل هناك امر على الرفيق المخطيء من كلمة : سامحك الله


لا تحرمنا من احاسيك الشعرية وافكارك النيره.
النايب له ولد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس