
رد : عاجل --- الوطن في مواجهة الحوثيين --- متجدد
مصادر روسية: عناصر من شيعية باكستان وأفغانستان وحزب الله ومتطوعين إيرانيين يقاتلون مع الحوثيين في صعدة
كشفت مصادر روسية, أمس, أن مقاتلين مدربين ومسلحين من "حزب الله" وحركة "طالبان" الشيعية في باكستان وأفغانستان, يقاتلون جنبا إلى جنب مع قوات المتمردين الحوثيين شمال اليمن, إلى جانب المتطوعين الإيرانيين أيضا, فيما أكدت صنعاء أن حرب صعدة اندلعت بأجندة خارجية, وأن طهران تدعم المتمردين وتحرضهم على استمرار الفتنة, في وقت شدد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على أن تدريب الحوثيين يظهر أن لديهم دعماً خارجياً.
وذكرت صحيفة "أرغومنتي" الروسية "أن المتمردين الشيعة لا يعدمون وسيلة لقتال القوات اليمنية, وأنهم يلجأون إلى العمليات الانتحارية ويستخدمون الأطفال في عملياتهم القتالية", كما وصفت الحرب التي تجري بين المتمردين الحوثيين وبين الحكومة اليمنية, بأنها "حرب غامضة" في شبه الجزيرة العربية.
وأشارت إلى أن المتمردين حملوا السلاح للمرة الأولى ضد حكومة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في العام ,2004 وأن الصراع اشتد في صيف العام الحالي, عندما بدأ الجيش اليمني عملية عسكرية لإخضاع المتمردين الحوثيين لسلطة الدولة اليمنية.
كما تمكن المتمردون الحوثيون من استفزاز المملكة العربية السعودية للحرب, بعد أن اعتدوا على أراضيها وتوغلوا في منطقة عسير إحدى المناطق الإدارية بالمملكة, لافتة إلى أنه على الرغم من أن الجيش السعودي تمكن من استعادة الأراضي التي احتلها المتمردون الحوثيون.
وأعربت الصحيفة عن استغرابها إزاء موقف الولايات المتحدة من هذه الحرب, وإحجامها عن تقديم المساعدة للسعودية, وأنه "من الغريب ألا تساعد واشنطن السعوديين, فقد اكتفى الأميركيون بإرسال مدمرة لتقوم بأعمال الاستطلاع قبالة الساحل اليمني", مشيرة إلى أن المملكة ترغب في شراء كميات كبيرة من الأسلحة الروسية بما فيها دبابات "ت-90 س أ" وصواريخ "س-400".
يذكر أن الجماعات الشيعية في باكستان وأفغانستان, أنشات ميليشيات مسلحة ومدربة على غرار "حزب الله" اللبناني, وأطلقت عليها اسم حركة "طالبان" للتعمية وخلق حالة من الخلط بين "طالبان" السنية التي تقاتل القوات الأجنبية في أفغانستان, وبين الحركة الشيعية التي تقاتل "طالبان" السنية وتقوم بدعم الجماعات الشيعية في العالم الإسلامي, كما تفعل الآن مع الحوثيين في اليمن.
إلى ذلك, هيمن موضوع إيران على أجواء مؤتمر "حوار المنامة" قبل انطلاقه رسميا, مع تجدد الاتهامات الموجهة لطهران بشأن دعم التمرد الحوثي في اليمن, وزعزعة استقرار دول عربية أخرى, لكن مراقبين يرون أن لهجة الاتهام أصبحت متحفظة.
ورغم تأكيده على تدخل إيران في النزاع مع الحوثيين, أشار مدير وكالة الأمن الوطني ورئيس مكتب الرئاسة اليمني علي محمد العنسي, الى أن "هذه الحرب اندلعت بأجندة خارجية".
ومن ناحيته, قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن "تدريب الحوثيين يظهر أن لديهم دعما خارجيا", لكن المسؤولين اليمني والبحريني التزما لهجة متحفظة عن توجيه اتهام مباشر لإيران بدعم التمرد الحوثي في اليمن, وذلك في مناظرة تلفزيونية جمعتهما مع مساعد وزير الخارجية الاميركي جيفري فلتمان ونائب مدير المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية مأمون فندي ونظمتها "قناة العربية" قبل الافتتاح الرسمي للنسخة السادسة من "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية.
ووجه فندي اتهامات صريحة لإيران في المناظرة قائلا إن "ايران تدعم الحوثيين", موضحا "علينا أن نتذكر تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل سنوات عن الهلال الشيعي", وكذلك "تصريح الرئيس المصري حسني مبارك عن ولاء الشيعة العرب لإيران".
ومن جهته, قال فلتمان "أصدقاؤنا وشركاؤنا أبلغونا عن تدخل إيراني في اليمن, لكننا لا نملك أية معلومات مباشرة عن تورط إيراني في اليمن".
وفي معرض نفيه للاتهامات بتورط بلاده في دعم المتمردين الحوثيين, نفى رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط التابع لوزارة الخارجية الايرانية حمدي دهقاني دعم إيران للمتمردين الحوثيين, متسائلا بشيء من السخرية "اذا أردنا مثلا إرسال سلاح للحوثيين فهل سنرسله عبر الحدود السعودية?".
وأضاف "اذا كانت هناك حرب ليست إسرائيل طرفا فيها, فيجب ان تتوقف لإنها حرب بين اخوة", كما ترجم دهقاني الذي كان يتحدث بالعربية وسط ضحك الحضور في الندوة أبياتا من الشعر الفارسي "تدلل على محبة الايرانيين لليمن" قبل أن يعلق مأمون فندي ساخرا "ومن الحب ما قتل".
لكن الباحث السعودي المتخصص في الشؤون الايرانية عادل الطريفي أعلن في مداخلة له خلال المناظرة أن "المشروع الإيراني ليس جديدا وكل ما شهدناه هو صعود للمحافظين في ايران", مضيفا "ان المحافظين يريدون حسم الصراع الداخلي عبر تصدير الثورة", وأنه "ليست هناك دلائل استخبارية على تورط ايران", غير أنها "حاولت جاهدة أن تغطي على كل الصراعات الداخلية" مشيراً إلى "أن النخبة الايرانية منقسمة على نفسها".
ولكن مدير وكالة الأمن الوطني اليمني علي محمد العنسي ورغم تمسكه باتهام ايران, فقد امتنع عن الكشف عن الادلة التي يملكها اليمن على الدعم الايراني للحوثيين, مكتفيا بالقول "لم يحن الأوان للكشف عن هذه الأدلة", مضيفاً أن "هناك دعم سياسي عبر خطب الجمعة ووسائل الاعلام الايرانية التي تحرض على استمرار الفتنة وتدعم التمرد".
بدوره, لفت ديبلوماسي عربي في المنامة إلى "أن النقاش عن إيران حتى لو بدا ساخنا للبعض, فإن هذا هو مكانه الطبيعي", مضيفا "إنه منتدى نقاش والموضوعات المطروحة سواء الوضع في اليمن او افغانستان او العراق, تمس ايران بشكل مباشر".
وأشار إلى أن اللافت "هو التحفظ الديبلوماسي حيال اتهام ايران بدعم التمرد في اليمن", موضحا "بالنسبة لي فإن لهجة الاتهام خفت كثيرا حتى لدى اليمنيين", مضيفا "هذا ما قد يشير ربما الى تطورات تجري في الكواليس".