قذيفة “آر بي جي” تسقط على بعثة المدينة في الخطوط الأمامية




الاثنين, 16 نوفمبر 2009
طلال عاتق - عبدالرحمن حمودة - الخوبة تصوير - بكري القرني


تعرض فريق بعثة “المدينة” المكلف بتغطية احداث جازان عصر امس الاول السبت لاطلاق نار اثر سقوط قذيفة “آر بي جي” على الموقع الذي كانت البعثة تمر منه في منطقة “السودي” بالقرب من مستشفى الخوبة العام . وبفضل الله لم يصب احد من الزملاء رغم تناثر الشظايا حولهم. وقد ساهم رجال القوات المسلحة بقيادة العقيد عوض الله عائض الثبيتي والملازم عبد الله ال مبارك عسيري والملازم اول شبيب الشهراني في مساعدة الفريق ونقلهم الى منطقة آمنة بعيدا عن مصادر النيران .
وكانت قذيفة هاون افزعتنا فهرعنا لنحمي انفسنا بين قوات الطوارئ الخاصة ورجال المدفعية، لعل الوضع يهدأ لكن سرعان ما سمعنا صوت قذيفة «آر بي جي” أخرى تمر من فوق رؤوسنا فاختبأنا خلف سيارتنا خوفا وهلعا في حين انتشر رجال القوات المسلحة بحثا عن مصدر النيران . ملخص بسيط يرسم السيناريو الذي عاشته بعثة “المدينة” بين نيران الموت ووابل الرصاص في الخطوط الأمامية أمس الاول الذي لم يكن يوما عاديا على افراد البعثة الذين يتجولون بين معسكرات القوات المسلحة لنقل الحدث بالقلم والصورة من مبدأ «ما فائدة القلم ان لم ينقل الخبر» ولعلنا من جهدنا هذا ننقل ولو قليلا من بسالة رجال القوات المسلحة السعودية بكافة قطاعاتها وتفانيهم في الذود عن ارض الوطن الغالي على قلوبنا جميعا.
انطلقنا قبيل عصر امس الاول الى معسكرات القوات المسلحة لنقل صورة عن مرابطة رجالنا في الصفوف الامامية على الشريط الحدودي مع اليمن واصرارهم وعزيمتهم التي لا يهدأ لها بال حتى يطهروا كل شبر من ارضنا الغالية من كل متسلل تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن ومكتسباته.
توقفت سيارتنا امام مركز للدفاع المدني بالسودي تستخدمه فرقة من القوات المسلحة لمتابعة الوضع والمساندة وبجوارهم منزل جاء اصحابه لنقل عفشهم الى منطقة جازان بعدما نزحوا خوفا على حياتهم، وبعد دقائق كانت قذيفة هاون قد سقطت في موقع قريب منا.. كنا في البداية نعتقد انها نتيجة صوت المدفعية السعودية القريبة من المكان، فقررنا الذهاب الى موقع سلاح المدفعية لنقل صمودهم على حماية بلادنا على صفحات «المدينة»، كما فعلنا قبلها من نقل مشاعر جنود الصفوف الامامية كأول جريدة تصل إليهم.
وما إن وصلنا الى موقع قوات الطوارئ الخاصة وسلاح المدفعية ، الذي يشرف عليه العقيد عوض الله عائض الثبيتي من قوات الطوارئ الخاصة ، وتجاذبنا اطراف الحديث مع جنودنا البواسل حتى سقطت قذيفة اخرى كان الجنود قد علموا بأمر القذيفة الاولى وبدأ البحث عن مصدر النيران التي زادت وتيرتها مع سماع صوت قذيفة آر بي جي تسقط بجوارنا، عندها بدأ الهلع والخوف يدب في صفوف افراد البعثة للحظات حتى عادت الطمأنينة الى نفوسنا مع تحرك رجال القوات المسلحة ورشاشات عيار خمسين المحمولة فوق سيارات الهمر.
الاحتماء من الرصاص
رجال القوات المسلحة ، بقيادة الملازم عبد الله ال مبارك عسيري الذين ابلوا بلاء حسنا واستبسلوا بشجاعة حتى قبضوا على ثلاثة من المسلحين ، طلبوا منا الاحتماء مع ارتفاع وتيرة صوت الرصاص وانطلق الرجال الاشاوس الى مصدر اطلاق النار والرد عليه بوابل من الرصاص الحي، مما اعاد الى نفوسنا الطمأنينة.. فهكذا هم رجال القوات المسلحة السعودية همهم الحفاظ على ارض الوطن وحياة المواطن، فيما تولت فرق اخرى من القطاعات العسكرية التي استجابت سريعا الى ايقاف حركة السيارات التي يسمح لها بشكل استثنائي للدخول من الاتجاهين الشمالي والجنوبي حماية للمواطنين من تعرضهم لما يمكن ان يهدد حياتهم.
اللحظات العصيبة التي تعرض لها افراد البعثة وحتى مع عودة الطمأنينة مع التحرك السريع لرجال القوات المسلحة للرد على مصدر النيران كان قد اخذ مأخذه في اعصابنا في حين ان رجال الجيش السعودي لم يزدهم ذلك الا اصرارا وعزيمة، وما لفت انتباهنا اننا اختبأنا خلف سيارتنا «الانفوي» التي كانت معنا في حين ان رجال القوات المسلحة يتقدمهم الملازم اول طارق العلاقي كانوا يتصيدون مصادر النيران وفي السماء كانت «الاباتشي» تمشط المنطقة.
تقدم رجال القوات المسلحة باتجاه مصدر النيران جعل الوضع يهدأ قليلا عندها امرنا ضابط القيادة ملازم اول شبيب الشهراني بالصعود الى سيارتنا والنجاة بحياتنا ليتولوا التعامل مع الموقف بما يقتضي فانطلقنا باتجاه الطريق الى احد المسارحة بعيدا عن مسرح الاحداث. وعند وصولنا مخيم اللاجئين هدأت نفوسنا قليلا فهذه الفئة المتسللة ليس لها الا رجالنا الاشاوس للتعامل معها وردعها .. هكذا اثبتت لنا الايام الماضية وهكذا تثبت لنا الاحداث امامنا.. فلا خوف على هذه البلاد بوجود رجال مثل هؤلاء لا يخافون الموت في سبيل الوطن الغالي، ونحن بلا مبالغة لن يثنينا نقل صمود رجالنا على صفحات صحفنا، فهم نذروا أنفسهم لحماية الوطن ونحن من ورائهم نحكي صمود هؤلاء في أرض المعارك.
وقد أجرى رئيس التحرير الدكتور فهد بن حسن آل عقران اتصالاً هاتفياً اطمأن فيه على أعضاء البعثة وهم الزملاء طلال عاتق وعبدالرحمن حمودة وبكري القرني وهنأهم على سلامتهم