عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 06:24 AM
  #55
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

جزاك الله خيرا اخي مقبل وبارك فيك__________________________________________________
معذرة احبتي عن انقطاع السلسلة بهذه الخطبة ولكن لكل مقام مقال واقترح ان يخطب بهذه الخطبة ليوم الجمعة الموافق 27/5/1430هـ حيث حدث في هذا الأسبوع زلزال في العيص قرب المدينة النبوية
__________________________________________________ _____


الحمد للــــــــــــــــــــــــــــــــه ...................



أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بما أوصانا به الله، حيث قال جل شأنه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

أيها الأخوة :
إن الذنوب على اختلافها هي في نفسها أمراض تحدث خللاً في الدين وفساداً في الأخلاق. وفي ذلك فساد وأي فساد للمجتمع. فقد حذر الله تعالى من المعاصي ونهى عن كل أنواع الفواحش والآثام على الإطلاق فقال سبحانه : وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام: 151] وقال قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْىَ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ [الأعراف: 33] الفواحش هي الذنوب، والإثم : الخطايا، والمعاصي والبغي : التعدي على الناس. وقال ((لا أحد أغير من الله)) ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود في باب غيرة الله وتحريم الفواحش.
والذنوب كلها مشؤومة وعواقبها وخيمة وما ينزل بالناس من نقم وعذاب،إنما هو من جراء ما كسبته أيدديهم، وإلا فإن الله غني عن عقاب الناس وتعذيبهم مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ [النساء: 147].
وقد جرت سنته تعالى في خلقه أن يعامل عباده حسب ما عملوا، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ . [الروم: 41].
إذن فكل ما حصل أو سيحصل من بلاء وحوادث وكوارث وفساد في الأرض فمصدره ابن آدم،لأنه السبب فيه بإسرافه في الإجرام ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال: 53].
فالله عز وجل لا يزيل ما بقوم من العافية والنعمة والرخاء،فيبدلها بالآلام والزلازل حتى يغيروا ما بأنفسهم من الطاعة إلى المعصية وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل 112].
وشؤم هذه الذنوب والمعاصي والتي يعاقب الناس بسببها لا يصيب المباشرين لها فقط،بل يصل حتى للصالحين والمؤمنين، فقد سألت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها،سألت الرسول فقالت: أنهلك وفينا الصالحون، قال: ((نعم، إذا كثر الخبث))، والخبث:كل معصية عصي الله تعالى بها في البلاد أو البحر أو في الليل أو النهار.لذلك كان من الواجب علينا جميعاً أن نحذر من ذلك وألا نأمن مكر الله خاصة مع ارتكاب المعاصي قال تعالى : أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـٰتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ [الأعراف: 97 ـ 99].


أيها المؤمنون، الله سبحانه وتعالى عليم بما يصلح حال عباده، فكما أنه بهم رؤوف رحيم، فإنه سبحانه بحكمته يخلق من الآيات ما فيه عبرة وعظة لهم لعلهم يتفكرون، يرسل الله هذه الآيات تخويفا لهم من عذابه وعقابه إذا هم عصوه وتنكبوا طريقه، وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا [الإسراء: 59]، ويقول جل وعلا: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت: 53].
وقد أرسل الله آيات على الأمم السابقة، فأبيدوا جميعا بعد أن أمنوا مكر الله وعذابه، أغرق قوم نوح بطوفان عظيم غطى الأرض حتى أخفى الجبال الشاهقات، وأرسل على قوم ثمود صيحة عظيمة فيها الممات، وأرسل الريح العاتية على قوم عاد سبعَ ليال وثمانية أيام حسمت أمرهم وبقيت آثارهم لمن بعدهم من البريات، وخسف بقارون حين فرح بالمال وطغى وظلم، وأغرق فرعون حين استكبر وتجبر ليكون عبرة في الأمم، ورفع قرى قوم لوط إلى السماء ثم جعل عاليها سافلها وأمطرهم بحجارة كالحمم، فَكُلاَّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت: 40]. ويقول تعالى : وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا [الحج: 48]. الإملاء : الإمهال والتأخير .. كما قال تعالى إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً [آل عمران: 187].
إنها المعصية التي يصل شؤمها إلى الماء والهواء والحيوان، قال أبو هريرة رضي الله عنه: (إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم بني آدم)، وقال مجاهد رحمه الله: "إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأُمسك المطر تقول: هذا بشؤم معصية بني آدم".
أيها الأحباب الكرام، لا زالت آيات الله تترى، ففي أماكن تنتشر الأوبئة التي تحصد البشر، وفي أمكنة أخرى فيضانات تجرف كل ما تصل إليه، بينما تعيش مناطق أخرى في قحط شديد، وزلازل تهتز الأرض لها فتبيد البلاد والعباد، ضمن الآيات التي يخوف الله بها عباده.
وها نحن اليوم نرى ونسمع عن زلزال العيص الذي بدأ يزمجر تحت الأقدام، ويقضّ مضاجع النيام، ولا يعلم إلا الله ما سيخرج من رحم المقبل من الأيام، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [الشورى: 30، 31].
للزلازل رسالة تقول: اتقوا الله يا عباد الله، فقد انتشر الظلم بين العباد، وبَعُد البعض عن دين الله، واستبيحت الحرمات، وشربت الخمور، وتاجر البعض بالمخدرات، والغناء والمعازف أصبحت عند البعض من المباحات بلا خلاف، وتبرّجت النساء في الأسواق والملاهي، واختلط الرجال بالنساء في أماكن العمل، واستحلّ أناس السحر والشعوذة، وبَعُدَ الشبابُ عن طريق القدوات من الصحابة والتابعين، وقلّدوا الكفار في اللباس والأخلاق، وأعظم من ذلك كله ترك البعض للصلوات أو التساهل بأدائها، والجبار في علاه يقول: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ [الأنعام: 65].
للزلازل رسالة مفادها أنها آية من آيات الله يخوف الله بها عباده ولو عرفوا أسبابها ومكانها واستعدوا لها، فلا أحد مهما بلغ علمه يعرف متى ستحدث تحديدًا، ولا يستطيع التنبّؤَ بآثارها ونتائجها، إنه الحق تبارك وتعالى يفعل ما يشاء وقت ما يشاء كيفما يشاء.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس، فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه والندم، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض: إن ربكم يستعتبكم، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة فخطبهم ووعظهم وقال: لئن عادت لا أساكنكم فيها" انتهى كلام ابن القيم رحمه الله. ورضي الله عن عمر؛ يقول هذا لأناس يعيش هو بينهم، فماذا كان سيقول لو رأى ما نحن فيه من تبدل الحال وتحول الأمور؟!
للزلازل دعوة للبشر أن يعودا إلى الله، ويتوبوا إليه سبحانه وتعالى، فالمعصية قد تصدر حتى من مؤمن، لكن العبرة بالتوبة، فشكرا لك اللهم على باب التوبة المفتوح، وحمدا لك اللهم على تبديل السيئات بالحسنات، بين ذلك ربنا في كتابه فقال: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ [الأعراف: 201، 202].
واستمع للأمل الرباني في السياق القرآني، حين ذكر الله منكرات يرتكبها العبد الضعيف، لكن جذوة الإيمان المتقدة في قلبه تكسره أمام الله، فيبشره الباري جل في علاه بقوله: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا [الفرقان: 70، 71] اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الخطبة الثانية
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، أحمده سبحانه وأشكره وأسأله المزيد من فضله وكرمه، عليه توكلت وإليه متاب. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المختار من أشرف الأنساب، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله ـ أيها المؤمنون ـ واعلموا أن من الناس من يخدعه طول الأمل، أو نضرة الشباب، وزهرة النعيم، وتوافر النعم، فيقدم على الخطيئة، ويسوف في التوبة، وما خدع إلا نفسه، لا يفكر في عاقبة، ولا يخشى سوء الخاتمة. ولقد يجيئه أمر الله بغتة: وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَـٰتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنّى تُبْتُ ٱلاْنَ [النساء:18].
ومن الناس من إذا أحدث ذنبا سارع بالتوبة، قد جعل من نفسه رقيبا يبادر بغسل الخطايا إنابة واستغفارا وعملا صالحا، فهذا حري أن ينضم في سلك المتقين الموعودين بجنة عرضها السماوات والأرض ممن عناهم الله بقوله: وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَـئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ وَجَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِين [آل عمران:135، 136].
فهذه حال الفريقين أيها المؤمنون، فاتقوا الله وأنيبوا إليه...
وأخيرا الزموا الاستغفار فقد قال رسول الهدى صلوات ربي وسلامه عليه ( من لزم الاستغار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) رواه ابو داوود

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.......... الدعاء
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس