تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: ديرة تولد بها .. وديرة ترزق بها
المشاركات: 2,947

أم رقيبة...من قتل روح التنافس؟
أم رقيبة...من قتل روح التنافس؟
تساوى طالبان في محصلة الاختبار التمهيدية والنهائية وحصلا على المركز الأول مكرر ، فقد أجابا على الأسئلة واستحق كل منهما 100% إنها نتيجة طبيعية وعادلة في اختبار يعتمد على الحقائق والأرقام الدقيقة فـ 1+1=2 .
أما أن يتكرر المركز الأول في تحكيمٍ لمئة وعشرين ناقة فهذا لا يقبله العقل والمنطق ، حتى في فئة الحمر التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها أصابع الكف الواحد فوجئنا بنخبة النخبة مكررة .
المنافسة الشريفة في كل شيء مطلوبة ومرغوبة والمنافسة في أم رقيبة كانت واضحة وجلية و " على المكشوف والعالم تشوف " بين هيف القحطاني وفنجال العتيبي في فئة الوضح ، كل واحد منهما اعتمد على الشراء لتحسين " ذوده" ووصل حد التنافس بينهما في دفع مبلغ خيالي في أربع من " البكار" لم يستطع معه أحد الأطراف إلا أن ينسحب من الشراء.
الحاصل أنه قد تتشابه ناقتين في كل شيء إلا أنه من المستحيل أن تتشابه مائة وعشرون ناقة .
إن إعطاء جائزتين مكررتين لفئة نخبة النخبة في الوضح كان مجاملة واضحة لأحد الأطراف ، وحتى تكون هذه المجاملة قابلة " للسرط " تم تخصيص جائزتين لنخبة النخبة في كل لون مع أن بعضها لا يستحق المنافسة على المراكز المتقدمة فما بالكم بالنخبة .
تخبط عميق وهضم حقوق لا يحتمل ، حتى في إعلان النتيجة أمام الجمهور وتسليم الجوائز للنخبة. هل يعقل أن يذكر اسم العاشر في فئة الثلاثين ، ولا يذكر اسم الفائز في نخبة النخبة ؟ مع أن ارخص بكرة في فئة النخبة تساوي قيمة الثلاثين مجتمعه. إنها مفارقات عجيبة وغريبة.
إن ما تم في أمك رقيبة وحتى في الألوان والفئات الصغيرة مدعاة للتساؤل عام بعد عام ، عن كيفية التحكيم ، وماهي المعايير والمقاييس المتبعة؟ وما المانع في تبيينها وتوضيحها للجمهور والمتنافسين على حد سواء؟
الإبل جزء من تراث وتاريخ هذه البقعة منذ آلاف السنين ونحن أولى بها من غيرنا إقتناء وعناية ومنافسة ، فلا تجعلوا منا اضحوكة بين ملاك الإبل في شتى أنحاء العالم وبين منظمي المسابقات والمهرجانات العالمية والإقليمية والمحلية.
اعلموا ان العالم يعج بالعشرات من مسابقات الإبل سواء للهجن السريعة أو في الجمال وقوة التحمل.
اعلموا أن أفضل سباق للإبل في استراليا وأنهم يضعون المناشف والحبال على رؤوسهم لتكون بمثابة الشماغ والعقال تأسياً واتباعاً لأصحاب الإبل من العرب ، وأحمد الله أنهم لا يشاهدون قنوات الساحة والصحراء وغيرها.
واعلموا أن في الهند مسابقة للإبل يفوق عدد عشاقها ومتابعيها إجمالي سكان دول الخليج العربي ، وأن حضور مشاهدي حفل توزيع جوائزها يفوق الحضور في أم رقيبة وحدباء قذلة ونفود السر .
اعلموا أن الصومال وموريتانيا والسودان وحتى منغوليا أصبحوا أكثر دقة في معايير ومقاييس اختيار الأجمل والأفضل من الإبل ، ناهيك عن المصداقية التي أضحت في نزول مستمر لا يضاهيه إلا مؤشر الأسهم السعودية .
يا ساده يا كرام
لا نذهب بعيداً فقط التفتوا في الطرف الأدنى من الخليج وبالتحديد في الإمارات وما أدراك ما الإمارات ، أنظروا ماذا يفعلون؟ كيف يحكمون؟ كيف ينظمون؟ كيف يتنافسون؟ اللهم لا شماتة ، حتى في تسليم الجوائز سنضطر لتعلمها من الآخرين!!!!!!!!!!!
لا أستغرب بعد هذا التخبط والعشوائية والمحاباة أن نلجأ لخبير عالمي من استراليا أو الصومال ليحكم بين راعي السمرا وراعي البويضا .
ما حصل في أم رقيبة هو قتل متعمد لروح المنافسة الشريفة ، قتل في وضح النهار لحب استمر آلاف السنين لأقرب الحيوانات وأنفعها لبني البشر.
تقاتلت القبائل وذبح شيوخها وجندلت فرسانها على مر التاريخ اليعربي ذوداً عن الإبل وحماها ، واليوم تحشد كل الطاقات والإمكانيات للحصول على مركز متقدم لمن يدفع أكثر ، ولمن يستخدم الشامبو الإيطالي أكثر ولمن يشد " السبال " كما تفعل بنت ابن عجرم وباسكال.
لا نريد أم رقيبة لمتنافسين يملكون الملايين والبلايين والشركات .
نريدها لمن ينام بجانب إبله في الصحراء حباً وشوقاً لها.
نريدها لمن يعتمد عليها اعتماداً كلياً من أقصى تهامة شمالاً إلى أقصاها جنوباً.
نريدها لمتسابقين يحملون العقل والقيود على أكتافهم .
نريدها لمتنافسين لا يوجد حول إبلهم كومار أو عبده أو عثمان.
نريد ونريد ونريد
ولكن إذا لم يتحقق شيء مما نريد
فاجعلوها مسابقة تعتمد المصداقية والشفافية وعلى مبدأ 1+1=2 فقط لا غير.
.
__________________
مجموعة من صوري
مدونتي
التعديل الأخير تم بواسطة حسين آل حمدان الفهري ; 23-12-2008 الساعة 01:53 PM