عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-2008, 08:24 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read نصوصيون وبراجماتيون

بسم الله الرحمن الرحيم


المصطلح الفكري لعبة خطيرة ، لاسيما في عصرنا الحاضر ، حيث تشابكت الأفكار وتنامت إمكانات الإنسان في الحيل والخداع الفكري والنفسي عن طريق الكلمة ، وفيما يخص الدراسات الإسلامية فقد كان اللعب على وتر " المصطلحات " هو أحد الوسائل بالغة الأهمية التي استعملها المستشرقون للتدليس في قضايا الإسلام وتضليل الدارسين لحقائق تراث الإسلام وتاريخه.
وعندما انتقلت رايات المعركة ضد الإسلام من أيدي المستشرقين إلى ايدٍ " من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " ويحملون أسماءً إسلامية ، انتقل الأسلوب ذاته في المواجهة ن عن طريق استثمار " المصطلح " الفكري الجديد في إثارة الارتباك والخلل في عقول الناشئة – على وجه الخصوص – تجاه قضايا جوهرية في دينهم الحنيف ، دين الإسلام.
والخطير في هذه الظاهرة " حرب المصطلحات " إنها تنجح – أحياناً – في تجاوز ألسنة أعداء الإسلام وأقلامهم ، لكي تجد طريقها إلى ألسنة بعض " أهل العلم " وأقلام بعض " ذوي الفكر الإسلامي " وأكثر من يسقط في " أحابي " لعبة هذه، هم أولئك النفر من الدعاة والمفكرين الذين يحرصون على تقريب الإسلام من مفاهيم وقيم الحضارة الأوربية المعاصرة ، ظنّاً منهم أنهم يجملون بذلك صورة الإسلام في الغرب ، أو أنهم يكسونه حُللاً بهية من معاني العقلانية ، والاستنارة ، والوسطية!!
ونأخذ مثالاً واحداً على هذه الظاهرة الخطيرة ، من مصطلح شاع مؤخراً – مع الأسف الشديد – عبر أقلام وألسن بعض أهل العلم والمفكرين ممن سبق تعريف وجهتهم ، وهذا هو مصطلح " النصوصية " أو " النصوصيون " وهو اصطلاح يلوحون به عادة في وجه شباب الإسلام وعلماء المسلمين الذين يستمسكون بنصوص القرآن والسنة ن في وجه نزعات العقلانية والنفعية التي تحاول تفريغ الإسلام من مضمونه وتفرغ النصوص من دلالاتها الشرعية الصريحة ، فبعد أن انتهت – فيما يبدو – مرحلة الإرهاب ، فاتهموا علماء الإسلام بأنهم " نصوصيون " واتهموا الصحوة الإسلامية بأنها " نصوصية " وبعضهم راح يطوّر في المسألة ، فعبر عن المصطلح بوصف " الحَرْفيُّون ".
المؤكد دينا – بالدليل – أن هذا المصطلح المخادع قد ولد ولادة علمانية عبر أقلام معروفة بجذورها العلمانية القومية والماركسية ، ولا سيما في مصر والمغرب الأقصى ، قبل أن ينتقل إلى ألسنة وأقلام بعض " الدعاة " الذين انزلقوا فيما يدعى " تيار المستنيرين " التي تبيح لأي إنسان أن يسقط " نص الحديث " إذا خالف فكره ، أو لم يستوعبه عقله ، مهما كان من صحّحوه من أئمة وعلماء ومحدِّثين .
هذا الإرهاب المصطلحي الجديد ، لابد من مواجهته بحسم ، والتشنيع على من يمارسه ن خاصة من ينتسب إلى العلم وإلى الدعوة فإن " النصوص " هي وعاء الوحي ، والوحي هو هدي الله ونوره ورحمته للعباد ، بلسان عربي مبين ، ودين الله لا يدرك إلا بالوحي ، لأن الدين دين الله – سبحانه – وهو – وحده لا شريك له – الذي يبين لنا ما هو الدين الخالص فإذا أنت هاجمت " النص " فأنت بالنهاية تهاجم الدين الخالص ، وتُقبّح الاستمساك بالوحي ، مهما تكن ذريعتك في هذا الفعل ، فهذا كله مبرراً لأن تشنع على " النص " ذاته ، أو أن تحمل صفة " النصوصية " معاني القبح والظلامية واللاعقلانية ، فلقد شهد التراث الإسلامي على مدار عمره الطويل ن أبشع أنواع التحايل على النصوص وسوء تأويلها ووضعها في غير مواضعها ، وما تجرّأ عالم واحد على اتهام من يفعل ذلك بأنه " نصوصي " لقد كانت " النصوص " – وما زالت – مقدسة في وعي الإسلاميين ، تستطيع أن تقبح من يسيء استعمالها ن لكن لا يحل لك أن تقبح " النصوص " ذاتها ، أو أن تجعل النسبة إليها سُبّة ومعَّرة.
لقد أصبح هذا المصطلح تُكَأَةً في يد بعض العلمانيين والماركسيين والبراجماتيين أصحاب المنفعة البحتة ، وحتى بعض الفساق ، إذا أرادوا الخروج على الشريعة ، ويراعون " المقاصد العامة للإسلام " وما درى السفهاء أن الروح والمقاصد لا سبيل إلى إدراكه إلا من " النصوص " ذاتها ، وعاء الوحي ، وقطب الدين ، ودعامة النهضة الإسلامية الواعدة ، ولو كره المجرمون
والحمد لله رب العالمين
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً