
حديث الجمعة ( 66 ) 7 / 8 /1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مَخِيْلةً دَخَلَ وخَرَجَ وأقبلَ وأدبَرَ وتغيَّر وجهُهُ فإذا أمطرتِ السماءُ سُرِّي فعرّفَتْهُ عائشة ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وما أدري لعلّه كما قال الله عز وجل : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الآية سورة الأحقاف.
( تخريج الحديث )
أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ما جاء في قوله تعالى : ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً ) ومسلم في الاستسقاء باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم..الخ
( شرح الكلمات )
مخيلة : هي السحابة التي يخال فيها المطر.
سُرِّي : بضم المهملة وتشديد الراء بلفظ المجهول ، أي : كشف عنه.
( فقه الحديث )
فيه شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم كما وصفه الله تعالى .
2 – فيه الالتجاء إلى الله عند اختلاف الأحوال وحدوث ما يُخاف بسببه ، وكان خوفه صلى الله عليه وسلم أن يُعاقبوا بعصيان العُصاة ، وسروره لزوال سبب الخوف.
3 – فإن قيل : كيف يخشى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعذب وهو فيهم مع قوله تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ) والجواب أن الآية نزلت بعد هذه القصة أو يقال : إن في الآية احتمال التخصيص بالمذكورين ، أو بوقت دون وقت ، أو مقام الخوف يقتضي غلبة عدم الأمن من مكر الله ، والأولى أن يقال : خشي على من ليس هو فيهم أن يقع بهم العذاب ، أما المؤمن فشفقته عليه لإيمانه ، وأما الكافر فلرجاء إسلامه وهو بُعث رحمة للعالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الوهابي ; 08-08-2008 الساعة 01:00 PM