عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2008, 09:07 PM
  #2
موسى بن محمد آل شاهر
عضو متميز
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 979
موسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond reputeموسى بن محمد آل شاهر has a reputation beyond repute
افتراضي رد : سؤال عن 000000000000000000؟

السلام عليكم ورحمة الله
هذا ما وجدته بالبحث عن العواشز على الشبكة العنكبوتية ربما يفيد في الاجابة على سؤالك

من هم العواشز؟

تنتسب هذه القبيلة الي عوسج بن يريم ذي مقار بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سباء.و يريم ذى مقار هو احد ملوك الدولة الحميرية الثانية.حدث بينه وبين والده خلاف فترك مملكة والده هو ونفر من اْصحابه متجهين نحو الشام.و في طريقهم فر من قطيعهم ثور ولما تيقنوا باْنهم لن يتمكنوا من ادراكه رماه اْحدهم بسهمه ولاْنه سيشق عليهم حمل لحمه اْمرهم قائدهم باْن ينزلوا و يجرشواالدقيق. طابت لهم الاْ قامة فاستقروا مكانهم وسمي المكان جرش(بضم الجيم وفتح الراء).ونسبوا الي قائدهم فسموا العواسج وبمرور الزمن تكون في هذا المكان مدينة اسطورية عظيمة حكموها طيلة بقائها الذي استمر اكثر من الفين سنة.

جرش

اختلفت الموْرخون حول سبب تسميتها بهذا الاسم فمنهم من قال ان سبب تسميتها بهذا الاسم هوما ذكر سابقا و من هم من ذكر اْن جرش هو لقب منبه بن اْسلم بن زيد الحميري.
تقع جرش على سفح جبل شكر(حمومة) من جهته الغربية . و كانت تسكنها قبائل من حمير منهم قبيلة العواسج الذين حكموها اضافة الى بنو منبه الذين حالفوا بنو مالك عسير فيما بعد.
تحدثت كتب التاريخ كثيرا عن جرش كمدينة عظيمة تميزت بالصناعة وخصوصا صناعة الاْسلحة كما برع اْهلها بالصيد حتى ذكر عن اْهلها باْنهم كانوا يسوقون الصيد من تهامة عبر نفق يصل مدينتهم بتهامة.
عمرت هذه المدينة طويلا وكانت من اْهم مدن جنوب الجزيرة العربية في العصر الجاهلي والعصر الاسلامي الى ان دمرت عام 652 من الهجرة.

دخول جرش في الاسلام

كان اْهل جرش يعبدوا يغوث الذي كان صنما من الرصاص على هيئة اْسد. الى ان ظهرت الدعوة النبوية على مبلغها اْفضل الصلاة والسلام فخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم
مرحبا بكم, اْحسن الناس وجوها, واْصدقه لقاء, واْطيبه كلاما, واْعظمه اْمانة, اْنتم مني واْنا منكم).

النهاية

دمرت جرش سنة652للهجرة.على يد صقر بن حسان (الذي ينتسب اليه ال عائض) فتفرق سكانها بين القبائل المجاورة اما العواشز فقد نزل بعضهم الرشداءو حالفوابني بجاد ومنهم من نزل نجد. وقد ذكر لي بعض كبار السن اْن عواشز بني بجاد ينتسبوا الي رجل واحد يدعى ابن محيرك والذي تنتسب لهم بدود قبيلة العواشز الحالية اضافة الى من غارمهم من القبائل الاْخرى.
اما جرش فبعد اْن دمرها صقر اسكن فيها قبائل رفيدة حيث اْقطعها لهم و سميت القطائع فبقيت فيها حتى عصرنا الحاضر. وكان اخر حكامها قبل ان تدمر محمد بن مفلح العوسجي.

جرش
فقد ورد ذكرها في بعض المصادر التاريخية الأولى ، على أن تبعاً أسعد أبا كرب ، خرج غازياً من اليمن غزوته الأولى ، وعندما وصــل إلـى بلاد جرش بأرض السراة ، رأى موضعاً قليل الأهل كثير الخيرات ، فخلف فيه نفـراً من قومــه ، فقالوا : ـ بم نعيش ؟ فقال : اجترشـوا من هذه الأرض ، وأثيروها ، واعمروها فسميت جرش . وقد أورد ياقوت الحموي هذه القصة إلا أنه لم يتفق قوله مع الرواية السالفة الذكر على أن تبعا أسعد ترك بعض قومه عندما رأى كثرة الرخاء وقلــة السكـان ، وإنما بعض من قومه تحيروا وضعفوا عن اللحاق بالجيش ، فقال لهم : اجرشوا هاهنا ، أي البثوا ، فسميت جرش بذلك .. ويذكر البكري أنها سميت بجرش بن أسلم ، لأنه أول من سكنها ، ويتفق ياقوت الحموي مع البكري ، نقلاً عن أبي المنذر هشام ، فيذكر أن جرش بن أسلم هو منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس ابن معاوية بن جشـم بـن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ ، وهو أول من سكن جرش فسميت باسمه . ويعضد هذا القول بعض علماء النسب ، كابن حزم الأندلسي ، والوزير المغربي اللذين يؤكدان أن جرش أحد أبناء أسلم بن زيد الحميري . ويورد ياقوت الحموي رأياً آخر نقلاً عن أبي المنذر هشام ابن الكلبي قوله : " جرش قبائل من أفناء الناس تجرشوا ، وكان الذي جرشهم رجل من حمير يُقال له زيد بن أسلم ، خرج بثور له ، عليه حمل شعير في يوم شديد الحر فشرد الثور ، فطلبه فاشتد تعبه فحلف لئن ظفر به ليذبحنه ثم يجرش الشعير وليدعون على لحمه ، فأدركه بذات القصص عند قلعة جراش ، وكل من أجابه وأكل معه يومئذ كان جرشيا . ولم يذهب ياقوت بعيداً عن الرأي الذي قاله البكري ، نقلاً عن كتب النسب المبكرة ، ولكن في هذه الرواية لم يرد ذكر جرش ، وإنما ورد باسم زيد بن أسلم ، بينما ورد في الرواية السابقة باسم منبه بن أسلم ، وبهذا لا يكون ثمة فرق بيِّن بينهما لأنه من المحتمل أن زيدا وأسلم هما اسم لشخص واحد ، ثم بعد تمكنه من القبض على ثــوره ووعدهم بجرش الشعـير على لحم الثور ، صار يطلق عليه اسم جـرش ، ثـم نسبـت البـلاد الـتي حصـل بهـا جرش الشعير وأكل لحم الثور إلى اسم جرش . ومما يؤكد هذا الرأي ، أن معاجم اللغة تؤكد على كلمة ( الجرش ) التي تشير إلى جرش الشيء ، بدقّة فلا ينعم الدق ، وبالتالي يسمى جريشاً ، ويقال : جرش الملح والحب جرشاً ، أي لم ينعم طحنه ودقّة ، وبهذا القول نرى أن زيداً أو منبه بن أسلم ، جرش الشعير على لحم ثوره في منطقة جرش ، ولهذا السبب سميت المنطقة بهذا الاسم ، وربما كانت هذه الرواية أقرب إلى الصحة من رواية تبع أسعد ، عن أولئك الذين تخلفوا عن مسايرة الجيش ، فقال لهم : اجرشوا ههنا ، أي البثوا ، حيث لم نجد عند اللغويين من قال إن الجرش هو المقام أو المكوث في مكان فيه ماء ، ولكنهم قالوا : إن الجرش هو الصوت ، ويسمى الملح والحب بـ (الجرش ) لأنّه حكّ بعضه ببعض فصوّت حتى سحق ، غير أنه لا يكون ناعما .
أما عن موقع مخلاف جرش ، فهناك العديد من المصادر الإسلامية المبكرة التي أشارت إلى موقـع المخلاف ، غير أنهـا لم تكن تتوخى الدقة في رسم هذا الإقليم ، فبعض الجغرافيين المسلمين الأوائل كانوا يذكرون جرش عند ذكرهم للمحطات التجارية الواقعة على الطريق الموصل ما بين صنعاء ومكة المكرمة عبر الأجزاء الشرقية من بلاد السراة ، ومعظم المصادر التي أشارت إلى تلك الطريق ، ذكرت المحطات الواقعة إلى الشرق من جرش ، فابن خرداذبة والإدريسي أشارا إلى المحطات التي تربط مكة المكرمة بصنعاء ، وبعد ذكرهما لمحطة مدينة بيشة ، استمرا في تعداد المحطات صوب الجنوب حتى ذكرا محطة سروم راح الواقعة إلى الشرق من جرش على بعد ثمانية أميال . أما أبو الفرج قدامة فلم يتفق مع ابن خرداذبة والإدريسي على أن سروم راح تبعد عن جرش المسافة المذكورة آنفاً ، علما بأنه لم يذكر المسافة بين البلدتين ، لكنه أورد اسم محطة ( كتنة ) الواقعة إلى الشمال من محطتي سروم راح ، والثجه ، وأكد أن كتنة هي التي تبعد عن جرش بثمانية أميال .


وحسب الدراسات الحديثة التي حددت مركز جرش إلى الجنوب من مدينة خميس مشيط بحوالي خمسة عشر كيلو مترا ، على الطريق البري الواصل بين مدينتي خميس مشيط ونجران . فهذا أمر يجعلنا نتوقف مُمعني النظر في أقوال الإدريسي ، وابن خرداذبة ، لأن الطريق التجاري القادم من الأجزاء الشرقية لبلاد السراة ، تبعد محطاته بعشرات الأميال عن مركز جرش ، ثم إن المسافة بين محطة بيشة ، ومحطة سروم راح ، تبلغ حوالي مائة وتسعة عشر ميلا حسب ما جاء في كتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني ، وبين كتنة وبيشة حوالي ثلاثة وثمانين ميلا ، فليس من المعقول أن يكون البعد بين جرش وبيشة حوالي مائة وخمسة وثمانين ميلا ، ولهذا فمن المحتمل ، أن يكون الجغرافيون الأوائل قد ذكروا المسافة بين أطراف مخلاف جرش من جهة الشرق ، وبين تلك المحطات السالفة الذكر . وقد أكد الأستاذ الدكتور ( غيثان بن علي الجريس ) الباحث بجامعة الملك خالد بابها ورئيس قسم التاريخ في دراساته إلى هذا الرأي ، لأن مخلاف جرش بجميع مدنه وقراه لا يشمل منطقة خميس مشيط وما حولها في وقتنا الحالي فحسب ، بل يشمل أغلب أقاليم عسير ، وبخاصة الأجزاء السروية ، وبالتالي فاسم جرش لم يكن يشمل المدينة ، وإنما كان يطلق على أغلب بلاد عشائر قحطان وشهران وعسير . وبهذا الامتداد ، فإن القسم الشرقي من المخلاف ، ربما كان يبعد قليلاً ، وأحياناً يشمل بعض محطات الطريق التجاري الواصل من صنعاء إلى مكة المكرمة ، وإذا كان الأمر كذلك فإن أقوال الجغرافيين الأوائل ، ربما تكون قريبة من الصواب .


وممّا يؤكد شمول التسمية على اتساع مخلاف جرش ، ما جاء في كتاب ( صفة جزيرة العرب ) للهمداني تحت عنوان ( جرش وأحوازها ) قوله : " ... جرش هي كورة نجد العليا ، وهي من ديار عنز بن وائل ، ويسكنها ويترأس فيها العواسج من أشراف حمير ، وهم ولد يريم ذي مقار القيل، ولهم سؤدد، وإجابة اليمانية في أرض نجد إليهـم .. وجـرش في قاع ، ولها أشراف غربية بعيدة منها ، تنحدر مياهها في مسيل يمر في شرقيها ، بينها وبين حمومة ناصية تسمى الأكمة السوداء ، ويلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة بعطان ، فجرش رأس وادي بيشة ، وتندحة من أودية جرش وفيها أعناب وآبار ، وكتنة أول حد الحجاز وعرضها وعرض جرش واحد لأنها منها على خط الطول من المشرق إلى المغرب على مسافة أقل من يوم ... " وبهذا فالهمداني يذكر بعض أجزاء مخلاف جرش ، فذكر أنها كورة نجد العليا ، أي تقع في الأجزاء الغربية من أطراف بلاد نجد ، ولهذا المخلاف أطراف ونواحٍ تجاه الغرب ، ويقصـد بذلـك أطراف بلاد عسير العليا من جهة الغرب ، كأبها وما حولها من النواحي ، ثم يذكر حمومة ، ويقصد به جبل حمومة أو جبل شكر الذي ما زال ماثلاً للعيان حول المدينة العسكرية بخميس مشيط من الناحية الشرقية ، وقد أوردت حولية الآثار العربية السعودية ما نصه : وعلى بعد 3/4 كم تقريباً إلى الشرق من جرش ، هناك مرتفع جبل حمومة ... " .
أما تندحة اليوم فهي عبارة عن واد فيه عدة قرى تقع على الطريق بين بيشة وخميس مشيط ، وتبعد عن الخميس بحوالي ثمانية عشر كيلو متراً إلى الشرق منها ، ويصب وادي تندحة في بيشة .


وتسمي بعض المصادر الجغرافية والتاريخية جرش باسم مخلاف ، وعند الحديث عن شبه الجزيرة العربية ، خصوصاً الأجزاء الجنوبية من مكة المكرمة ، والممتدة إلى مدن اليمن الكبرى ، قال : " ولها أعمال تنسب إلى المخاليف والأعراض " وذكر جرش على أنها من المخاليف الواقعة في تلك الأجزاء . أما اليعقوبي في كتابه ( البلدان ) وتحت عنوان ( من مكة إلى اليمن ) فقد ذكر العديد من الأعمال والمخاليف ومن ضمنها جـرش ، وفــي فصـل مستقــل لابن رستــه سمـاه ( الأقاليم السبعة ، وأسماء مدنها المشهورة ) ، أورد في الإقليم الأول العديد من المدن في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وكانت جرش من ضمن المدن المذكورة ، وأشار ابن خرداذبة إلى مخاليف مكة المكرمة ، فذكر جرش على أنها من المخاليف التابعة لولاية مكة ، وأشار الإدريسي إلى كل من نجران وجرش فقال : " هما مدينتان متقاربتان في الكبر وبهما نخل وبهما مدابغ للجلود ... " . وأشار البكري ، وياقوت الحموي ، وابن منظور إلى جرش فقالوا : " هو موضع باليمن " ، ولكن ابن منظور زاد في حديثه قائلاً : " ... هو من مخاليف اليمن من جهة مكة ، ويوجد في الإقليم الأول ، وهو مدينة عظيمة وولاية واسعة " . وبهذا تعتبر جرش ، وهي قاعدة المخلاف ، من أهم المراكز الحضارية الواقعة شمال نجران وجنوب مكة المكرمة . وكان مركز هذا المخلاف هو المنطقة التي تشغلها المدينة العسكرية الآن في خميس مشيط ، وما يحيط بها ، ولكن إذا كان المركز في المنطقة المذكورة باعتبارها المقر السياسي والإداري لولاة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ولولاة الخلفاء من بعده ، ففي ظننا أن امتداد ذلك المركز كان يشمل أجزاء مختلفة من الجهات المحيطة به ، بل ربما امتد نفوذ واليه ـ والي جرش ـ إلى نجران جنوباً وبيشة شمالا وشمال شرق وإلى تثليث وما حوله شرقاً وإلى قمم جبال السراة المطلة على الأجزاء التهامية غرباً ، ولو لم يكن مركز جرش قويا وذا نفوذ واسع لما حظي بواسع الذكر في المصادر الأساسية ، وبالتالي طغى الجزء على الكل من منطلق إداري سياسي .
الحياة السياسية في مخلاف جرش :


وتشير كتب التاريخ والسير إلى أن جرش كانت مدينة مسورة حصينة ، فعندما سمع أهل جرش بإسلام صرد ، وبما تم بينه وبين الرسول الكريم سعوا إلى زيادة تحصين مدينتهم ، وانضمت إليهم بعض قبائل خثعم المجاورين لهم ، لمقاومة صرد بن عبدالله الأزدي الذي عاد مسرعاً من المدينة المنورة مصطحباً معه من انضم إلى الإسلام من قومه ، وهاجم بهم مدينة جرش ، فوجدها في غاية المنعة والتحصين ، فحاصرها شهراً كاملاً ، ولما أعياه فتحها رأى أن اللجوء إلى الحيلة أجدى من الحصار ، فقوض خيامه كأنه راحل عنها وهو عازم على الخدعة ، وما أن شاهده المحاصرون راحلاً حتى فتحوا باب مدينتهم وخرجوا في أثره ليستأصلوا شأفته فتظاهر أمامهم بالفرار ، وعندما أخذوا في مطاردته عطف عليهم في التفافة بارعة ففتك بهم فتكاً ذريعاً ، وتم له فتحها وبعد الفتح توجه وفد أهلها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامهم أمامه ، فرحب بهم ، وقـال عليه السلام : " مرحباً بكـم أحسن الناس وجوهاً ، وأصدقه لقاء ، وأطيبه كلاماً ، وأعظمه أمانة ، أنتم مني وأنا منكم " ثم جعل شعارهم مبروراً ، وأمرهم بالعودة إلى ديارهم ، بعد أن حمى لهم حمى حول بلدتهم ، ويورد محمد حميد الله ذلـــك الكتاب الذي كتبه الرسول صلى الله عليه وسلم في حمى جرش وينص على : " بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم لأهل جرش : أن لهم حماهم الذي أسلموا عليه ، فمن رعاه بغـير بساط أهلـه فمالـه سحـت ، وأنّ زهــير بـن الحماطــة فإن ابنه الذي كان في خثعم ، فأمسكوه فإنه عليهم ضامن ، وشهد عمر بن الخطاب ومعاوية ابن أبي سفيان " .


وأهمية هذا الكتاب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقرّ حمى أهل جرش الذي يحيط بمدينتهم ، وذلك بمنحهم حق الرعي والتملك في بلادهم ، ووضع القوانين الشرعية التي تنظم العلاقات بين الأفراد في شؤون حياتهم المختلفة في ظل أحكام الشريعة الإسلامية .


وفي رواية للبلاذري ، نقلاً عن الزهري ، تذكر أن أهل جرش أسلموا من غير قتال ، فأمّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أسلموا عليه ، وجعل على كل حالم من أهل الكتاب ديناراً ، واشترط عليهم ضيافة المسلمين ، وأرسل أبا سفيان بن حرب والياً عليهم .


وهذه الرواية التي ذكرها البلاذري لا تتفق مع الرواية التي ذكرتها كتب التاريخ والسـير الأخرى ، فرواية البلاذري تنفي أن أهل جرش اعتنقوا الإسلام بالسيف ، في حين أن رواية ابن هشام ، وابن سعد ، والطبري ، وابن قيّم الجوزية ، وغيرهم تؤكد على حرب صرد بن عبدالله الأزدي لهم حتى دخلوا في الإسلام . ويمكننا القول إن ما رواه البلاذري يتفق إلى حد ما مع ما جاء عند أصحاب المصادر الأخرى ، وخاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرسل جيشاً معيناً من المدينة المنورة لمحاربة أهل جرش ، وإنما تلك الحرب التي دار رحاها في بلاد جرش وما حولها ، هي حرب جهاد قادها صرد بن عبدالله لكسر شوكة أعداء الدين الإسلامي في المنطقة .
وتذكر بعض كتب السنة نقلاً عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل جرش ينهاهم أن يخلطوا الزبيب بالتمر ، وهذا الخبر مفاده أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان على صلة تامة بأهل جرش ، وبمعرفة أخبارهم ، الأمر الذي أدى إلى نهيهم عمّا لا يتفق مع الشريعة ودعوتهم إلى الامتناع عن القيام بما يُخالفها .


والملاحظ أن بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم ومجيء الخليفة أبي بكر الصديق ، وما حدث في عهده من أحداث عرفت في مصادر التاريخ بحروب الردة كان لأهل اليمن بما فيهم نجران ومخلاف جرش وما حولها دور في تلك الحروب ، لا سيما بعد ظهور الأسود العنسي ، الذي ظهر في أواخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والذي ارتد عن الإسلام وادعى النبوة ، وبسط سلطانه على الكثير من المناطق ، كصنعاء ونجران وجرش وغيرها ، وطرد عمال الرسول صلى الله عليه وسلم من تلك النواحي ، وولى بدلهم ولاة من عنده ، فكان من ولاته عمرو بن معدي كرب ، أحد نوابه على المنطقة الواقعة ما بين نجران وبيشة ، التي تعد ضمن مخلاف جرش .


لقد منيت الأمة العربية عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتولية أبي بكر الصديق الخلافة ، باضطرابات خطيرة ، ذلك أن بعض القبائل العربية التفت حول زعمائها الذيـن ادعـوا النبـوة ، مثـل الأســود العنسي المشـار إليه وغيره ، وبدأ هؤلاء بدعوتهم للتخلص من نفوذ المدينة المنورة ، ومن ثم اندلع لهيب العصيان في كل مكان ، فأخذ الخليفة أبو بكر على عاتقه أن يحارب أهل الردة ، فطلب من ولاة مكة المكرمة والطائف مجابهة المرتدين في بلاد تهامة والسراة الواقعة إلى الجنوب من مكة والطائف والممتدة إلى الحواضر الكبرى في اليمن . فأعد عتاب بن أسيد عامل مكة المكرمة ، وعثمان بن أبي العاص عامل أبي بكر الصديق في الطائف عدة حملات لمحاربة أولئك المرتدين . وقد وصل بعض تلك الحملات إلى مخلاف جرش ، وانضمت إلى المسلمين هناك ، ثم اشتبكت مع المرتدين في تلك الديار ، وتمكن المسلمون من هزيمة جيش المرتدين وكسر شوكتهم ، وفرار أحد قادتهم ، حميضة بن النعمان البارقي فارتجل عثمان بن أبي ربيعة شعراً في هزيمتهم قائلاً : ـ

فضضنا جمعهم والنقع كاب ............ وقد تعدي على الغدر الفتوق
وأبرق بارق لما التقينــــــا ............. فعــادت خلّبا تلـــــك البروق

وفي رواية للطبري ، أن جرير بن عبدالله البجلي ، كان قد أرسل إلى بلاد السراة واليمن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فذهب مع بعض قومه ، ثم عاد إلى المدينة المنورة بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم فأمره الخليفة أبو بكر الصديق بالرجوع إلى بلاد السراة ومحاربة المرتدين بها ، وعندما جهز الخليفة أبو بكر الجيوش لمحاربة المرتدين أمر المهاجر ابن أمية بالتوجه صوب مكة المكرمة والطائف ، ثم التحرك جنوباً إلى بلاد السراة حتى اليمن . وفي أرض السراة التقى المهاجر بن أمية بجرير بن عبدالله ، ومن هناك واصل الرجلان سيرهما إلـى بــلاد مخلاف جرش ، وعند منتصف الطريق التقى المهاجر ، الذي كانـت لـه قيـادة الجيـوش ، بعبدالرحمـن بــن أبي العاص ، قائد الجيش بإمرة والي الطائف عثمان بن أبي العاص . وانضم لهذه الجيوش أيضاً عبدالله بن ثور من تهامة فواصل الجميع سيرهم عبر مخلاف جرش حتى قدموا على بلاد نجران وما والاها من بلاد اليمن . وبعد معارك كثيرة وصراع طويل تمكن القادة المسلمون من إحراز النصر ، وتلا ذلك هزيمة المرتدين واستسلامهم في النهاية الأمر الذي أدى إلى أن صار مخلاف جرش كغيره من بلاد تهامة والسراة جزءاً من أجزاء الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة أبي بكر الصديق .


ومنذ بدايــة القرن الثالث الهجري ، بدأ الضعف يدب في جسم الخلافة العباسية ، وبخاصة بعد الحرب الأهلية التي وقعت بين الأخوين الأمين والمأمون منذ عام (193 ـ 198هـ ) الأمر الذي أدى إلى ظهور الخارجين والثائرين على الخلافة في أجزاء عديدة من البلاد ، فقام أهل جرش وأعلنوا انفصالهم عن ولاية الحجاز ، وقام أمير مــن الحراميــين في حلي بن يعقوب بتهامة ، واستقل ابن طرف بمخلاف حكم ، وقامت فتنة في بلاد عك والأشاعرة في بعض الأجزاء من تهامة . وما أن انتهى الخليفة المأمون من أمر أخيه ، إلاّ والكثير من أجزاء مخاليف جرش ، ونجران ، واليمن ، وبعض الأجزاء التهامية قد أعلنت ثورتها واستقلالها عن الخلافة ، وعندئذ التفت في جدية لتلك المناطق الجنوبية ، فبعث محمد بن زياد إلى حرب الأشاعرة ، والعكيين في تهامـة ، وكانوا أكثر الأطراف خطورة تجاه الخلافة في تلك البلاد ، وقال له : أسمعني صوتهم ، أي يقاتلهم بقوة لا هوادة فيها ، فوصل ابن زياد مزودا بالمال والرجال وأهل الرأي ، وتمكن من إخماد الأشاعرة وغيرهم ، بل التنكيل بهم .


وتفرغ لسكان الجبال والمناطق التي أعلنت انفصالها عن الولايات التابعة لها ، كبلاد جرش ، ونجران ، وبيشة وما حولها ، فاستعمل الترغيب والترهيب ودعوة المنشقين إلى الوحدة ، وعدم الخروج عن الجماعة ، والرجوع إلى طاعة الخليفة وتعهد بإرجــاع كـل منهم إلى إمارته ، فوافقوا وعادوا إلى الولاء ثانية ، وقاموا بإرسال الخراج ، ولكن هذا الأمر لم يستمر ، فبعد موت محمد بن زياد ، جاء من بعده أمراء ضعاف فلم يستطيعوا إحكام القبضة على البلاد التي كانت في حوزة الدولة الزيادية ، فقام كل أمير يستقل بناحيته ، أما مخلاف جرش وبلاد السراة الممتدة من شمال نجران حتى الطائف فقد بقيت شكليا أو اسميا مرتبطة بعامل الحجاز كما كانت سابقا .


وبعد القرن الثالث الهجري لا نجد ما يوضح لنا تاريخ جرش ومخلافها ، وإنما بعض المصـادر أشارت إلى أحداث سياسية حدثت في بلاد اليمن أو بلاد تهامة أو السراة ، الواقعة إلى الجنوب من مدينتي الطائف ومكة المكرمة ، والتي اكتسبت صبغة العمومية ، وأحيانـاً نجد فيها شذرات تشير إلى تاريخ المدن الكبرى مثل : زبيد ، وصعدة ، وصنعاء ، وهذه المسميات لا تعطينا ما نريده من تاريخ جرش ، ولا تبين لنا مدى مشاركة أهلها في المضمار الحضاري للحواضر السابقة الذكر . والذي يبدو أن كتب الجغرافيا والرحلات تذكر جرش عندما تذكر الطريق المار بشرقها والواصل بين حواضر اليمن والحجاز .


ومن الجغرافيـين الذين ربطوا ذكر جرش بذكر الطريق : ابن خرداذبة ، وقدامة ، والحربي ، والهمداني ، خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة ، ثم الإدريسي وابن المجاور ، وياقوت الحموي ، في القرنين السادس والسابع الهجريين ، وبعد القرن السابع لم نعد نستطيع العثور على ذكر لها في ما توفر لدينا من مصادر ، ولا ندري ، هل يعود عدم ذكرها إلى اندثارها ، وبالتالي لم يصبح لها دور في التجارة مثلما كان لها من قبل ، ومنذ ذلك الوقت للآن ، لم يعد لها الازدهار الذي كانت عليه ، ولم تعد تعرف بمسماها السابق ، وإنما تحولت إلى مسميات أخرى ، فصارت جزءاً من إقليم عسير الممتد من ظهران الجنوب جنوباً إلى بلاد خثعم وشمران شمالاً ، وحل محل مركزها القديم مسميات حديثة تأتي ضمن مدينتي خميس مشيط وأحد رفيدة وما حولهما .

الجوانب الحضارية في جرش ومخلافها :

من الطبيعي أن تحظى جرش ومخلافها بنشاطات مهنية متعددة ، كالرعي والزراعة ، والصناعات ، والحرف اليدوية ، والتجارية ، والازدهار العمراني ، وذلك يعود إلى خصوبة تربتها وحسن موقعها . فمخلاف جرش يتمتع بطبيعته الجغرافية التي تتكون من الجبال والوهاد والوديان ، والهضاب والسهول إلى جانب طبيعته الاجتماعية التي تضم العديد من العشائر والأفخاذ الأزدية التي يحترف بعضها مهنة الرعي التي كانت من الملامح المميزة لأهل جرش مما جعلها المهنة الرئيسة بجانب الزراعة وبعض الحرف اليدوية الأخرى . وأقرب دليل على بروز هذه المهن في حياتهم ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابه الموجه إليهم ، والذي حمى لهم حماهم الذي أسلموا عليه ، والحمى لا يوجد إلاّ إذا وجدت المواشي والبهائم التي ترعى فيه .

أما الحياة الزراعية ، فمخلاف جرش نال نصيباً من الزراعة ، ومما يؤكد ذلك قول بعض المؤلفين الأوائل الذين أشاروا إلى استخدام النوق الجرشية في رفع المياه من الآبار لسقي المزارع بواسطة السواني ، وفي هذا يقول ابن أبي خازم :
تحدر ماء البئر عن جرشية على جربة تعلو الدبار غروبها ولم تكن الجمال فقط التي تستخدم في ري المزارع عن طريق السواني بل استخدمت الأبقار للغرض نفسه ، كما استخدمت القنوات التي تعد خصيصاً لماء المطر لري بعض المزارع العثرية . ويؤكد بعض الجغرافيين على كثرة الأدم ودباغة الجلود في مخلاف جرش ، وهذا دليل على كثرة المواشي والبهائم في ربوعها ، فإلى جانب ما يُستفاد منها في قضاء حاجات الإنسان وتوفير غذائه ، تستخدم جلودها كألبسة وفراش بعد دباغتها ، وقد يصدّر منها ما يفيض عن الحاجة إلى المناطق المجاورة لها .


دمتم في حفظ الله


المراجع:

السيرة النبوية لابن هشام
صفة جزيرة العرب للهمداني
المحمدون من الشعراء للقفطي
الاْنساب للسمعاني
في سراة غامد وزهران للجاسر
في بلاد عسير لفؤاد حمزة
تاريخ عسير لابن مسفر
موسى بن محمد آل شاهر غير متواجد حالياً