عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2008, 12:43 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي التربية بين التنظير والتطبيق

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت ابنة أختي ذات السبعة أعوام تحمل أختها الصغيرة ، والتي قد بدأ طرف سترتها متسخاً من حلوى أكلتها ، ما هذا كان المنظر رائعاً وجميلاً وهي تهدهدها وتلاعبها ، وكان تفاعل الصغيرة قد أرى البنت بزيادة الهدهدة وتحريك الرأس والظفيرتين..
تمنيت لو أنني طفل صغير أحظى بتلك العناية والرعاية ، وتخيلت نفسي وأنا أحمل وأُدلل و... وفجأة إذا بأب الفتاة يصرخ عليها بسترة أختها من الوسخ ، فما كان منها إلا أن تركت أختها ودخلت تجري ، لا أدري خجلاً أم خوفاً؟
كان موقف سقوط الصغيرة وهروب الفتاة موقفاً مضحكاً ، فقد أشفقت على الفتاة من عقدة نفسية قد تلم بها ، والبنات تصنع فيهن النظرات ما يصنعه الضرب بالعصى ، وهن جنس لا يطيق اللوم والخصام ، خصوصاً من الأب.
وضحكت من منظر سقوط الصغيرة فقد كانت تنعم بيد تحملها ، فذا باليد تدعها لتسقط ثم تبكي بدلاً من الضحك.
تفاجأت لما رأيت الأب يشتم الصغيرة ، ويصرخ على الكبيرة وتساءلت : هل بلغت قساوة قلوبنا حداً نستطيع معها أن نضبط انفعالاتنا ، أو أن نعالج خطأ بسيطاً؟ وما ذنب الفتاة حينما اتسخ ثوب أختها.
أولاً : يراعي هذا الرجل أن هناك من ينظر إلى الفتاة فيؤخر الخصام إلى ما بعد ذلك ن فسيرى أنه سينقلب لوماً ثم : هل صرخة تربوية – كما يقال – أم أنها انفعالية صرخة؟!!
أولا يقدّر المرء أن كلامه وتصرفاته كلها تنعكس على أبنائه ، فلا غرو إن رأينا أطفالاً معقدين ونشأ قد تربى على الخوف والانهزامية ، والإحجام في مواطن الاقتحام.
كنت أحدث بهذا الكلام أحد أقربائي فشاطرني المشاعر ، وأخذ يعلق ويحشيِّ على كلامي تأييداً وانتصاراً ، وكان مما قاله :
أننا بحاجة في تربيتنا إلى صنع الثقة في نفوس أبنائنا باغتفار زلاتهم وتوجيههم لفعل الصحيح ومراعاتهم ومعرفة نفسياتهم في سني أعمارهم للتعامل معهم تعاملاً أمثل وفجأة : إذ به يصرخ على أبنه ذي السنتين والنصف صرخة عنيفة لأنه كان يكتب بقلم على الجدار بدلاً من أخذ القلم من يده ، مما جعل الطفل يرتد خائفاً مذعوراً وقد ارتسمت على عينيه كل معاني الرهبة والرعب من شدة الصرخة التي تلقاها.
حكت في قرارة نفسي وتيقنت
أننا قوم نجيد التنظير التربوي ، ملاحظة أخطاء الناس التربوية وتزل أقدامنا معهم في الأخطاء التي كنا نستنكر عليهم أمثالها ، ولا يبقى لنا في زاوية التطبيق.. إلا النزر اليسير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً