بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تناقل الناس منذ ازمان فائته أن المهلهل حين دخوله في قبيلة جنب وستجارته بهم أرغموه على تزويج ابنته بالقوة واكرهوه على ذلك ، وانه قال شعراً يتحدث فيه عن قصة ذلك الزواج الذي جاء بالإكراه ، وأن مهر أبنته كان الأدم وهي الجلود . والذي نراه ان هذا القول وهذه القصة الملفقة لا تمت للحقيقة بصلة ، وان هذا التزوير على لسان المهلهل كان من قبل أعدائه البكريين أو بواسطة التنافس المتواصل بين الشعوب العدنانمية والقحطانية ( الشامية واليمانية ) ، فلا يمكن وليس من المعقول أن يتزوج شيخ جنب وقائدها بل وملكها بابنت من استجار به ودخل في حمايته بالأجبار ويكون مهرها الجلود ، ولا يكون من المعقول أن تقوم قبائل جنب بل ومذحج كلها بمناصرة المهلهل الذي اخذت منه ابنته بالقوة والإجبار ثم تحارب بكر وتغزوها في عقر دارها وتنتصر عليها في يوم الكلاب الثاني والقائد هو زوج بنت المهلهل وهو معاوية الخير الجنبي .
فنجد في ( صبح الأعشى – ج1 ص ( 387) ) ، ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ج 4 ص ( 260 ) ، ( الصحاري ج1 القسم 2 ص 312 ) ، العقد الفريد مج 2 ج 3 ص 309 ) ( موسوعة قحطان ص 188 ) .
[ مذحج وبكر بن وائل : وهو يوم من ايام حرب البسوس بين بكر وتغلب ابني وائل ناصرت فيه ( جنب ) بني تغلب ، وكان قائد جنب آنذاك الملك معاوية الخير الجنبي . ]
ولم نجد في اشعار القبائل القحطانية اشارة إلى هذا القول وهو أن المهلهل أجبرته القبائل الجنبية المذحجية على تزويجه ابنته من أحدهم حتى ولو كان شيخهم ، ولم نجد إشارة ولو واحدة إلى قصة المهر وهو الأدم إلا في الأبيات المنسوبة للمهلهل التغلبي .
ولذالك والذي نظنه أن هذه الأبيات قالها العدنانيون وبخاصة البكريون الذي لاقوا من مذحج ما لاقوا من غزو وتنكيل وكان بسبب المهلهل التغلبي الذي دخل في جوار جنب المذحجية وزوج ابنته من شيخها وقائدها بل وملكها . فقد قالوا عن ابناء قحطان انهم اذلوا من استجار بهم وهو المهلهل فأجبروه على تزويج ابنته بمهر هين وهو الأدم ( الجلود ) ، وقد تنقصوا من القبائل القحطانية أنها لا نباهة لها ولا كرم في سجايها ، وأنهم ليسوا بأكفاء للعدنانيين .هذا الذي نظنه . (( والله اعلم ))