عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2008, 05:48 PM
  #34
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read الغرس خطر قادم

بسم الله الرحمن الرحيم

تعيش أمتنا العربية بصفة عامة ومجتمعنا على وجه الخصوص معاناة عوالق عصر التغريب ، ولقد تجلت هذه المعاناة عبر القنوات الإبداعية المختلفة نتيجة تأثرها سلباً بفلسفات الثقافات الأخرى ، انسياق فتبعية ، تفرد فتشتت ، انقسام فانقطاع ، انهزامية فانفصال ، استنساخ فانسلاخ ، إنها تداعيات فرضت نفسها على واقعنا التشكيلي نتيجة لافتقاد الوعي.
هذا هو الحال الذي آلت إليه الساحة الإبداعية والفكرية بصفة عامة والتشكيلية بصفة خاصة نتيجة عدة عوامل والتي من أهمها ضمائرنا... المنفصلة الغائبة والمتكلمة والمخاطبة التي طالما كانت شماعات ذات جودة عالية لتعليق أخطائنا عليها مما خلق ازدواجية لغوية وصلت لحد الاستفحال والخطورة ، وهو مؤشر يشير لحالة من الاغتراب الذي تعانيه لغتنا التشكيلية ، فالغموض أخذ موطن الوضوح ، والتحرر حل موضوع الجدود ، وتشابك الأطر وتناحرها قد غيب التوحد في الرؤى والتصورات ، الأمر الذي يستوجب اتخاذ استرتيجية جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حفاظاً على الهوية والخصوصية.
قد يتشدق البعض منا.. بقوله أن قوى الاستعمار قد فشلت في جميع مخططاتها الاستعمارية ويستشهدون بطرد تلك القوى.. من دولهم ونيلهم الاستقلال والحرية فذا كان القول قد يحالفه الصواب في جانب ، فإن جانبه الآخر يبرز لنا الكثير من المغالطات ، وكي نواجه هذه الحقيقة لا بد من معايشة واقعنا بصدق وشجاعة ولتكن البداية الإجابة على التساؤلات التالية :

- ماهي المخلفات التي تركها الاستعمار في تلك الدول ( فكر... ثقافة... فلسفة... مبادئ... اتجاهات..)؟
- ما هو الدور الذي قامت به تلك الدول لحرق تلك المخلفات..؟

فإذا كانت هذه الإفرازات الاستعمارية ما زالت تمارس نشاطها بكل حيوية ونشاط فكيف يتسنى لنا القول بأننا قد تحررنا وحققنا الاستقلالية الفكرية والثقافية على وجه العموم؟ ألا يرى هؤلاء معي أن تشدقهم.. فيه شيء من المغالطات للحقائق والواقع؟
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أحب أن أحذر من أن هذه المعاناة تعد الخطر القادم.. من خارج الحدود خاصة وأن مجتمعنا قد كرمه الله ولم تنل منه قوى الاستعمار ما نالته من الدول المستعمرة.
وهذا لا يعني أننا كمجتمع لم نتأثر بإفرازات تلك القوى ، وكيف لا ؟ونحن جزء لا يتجزأ من هذا العالم بصفة عامة والوطن العربي على وجه الخصوص إضافة إلى أننا نعيش عصر الفضائيات إلا أن ذلك التأثير جاء نسبياً وبشكل متفاوت حسب المناخ والزمان والمكان وفي نفس الوقت فإن هذا الوضع لم يستحسنه الغير.. مستغلين حالة الانفتاح الثقافي المزدهر الذي نعيشه من خلال برامج ومخططات عدائية تشرف عليها مؤسسات خاصة ( مؤسسة صناعة النجوم ) المتبنية لتوجهات فكرية وثقافية منافي.. لتبني المواهب الإبداعية من شباب هذا المجتمع.. لشيء في نفس يعقوب..
إنه أسلوب لغرس العملاء.. لهدم المبادئ .. وتغيير التوجهات.. أسلوب رخيص ومكشوف… إنه الخطر القادم.. الذي يستوجب التحرك السريع لبناء إستراتيجية جديدة للحفاظ على توجهات المواهب الإبداعية ولتعلم المواهب.. إننا لسنا بحاجة للمرور من خلال بوابة الثنائيات المتضادة ، لنيل الاعتراف بنا كمبدعين ، كيلا نعطي للطرف الآخر فرصة للهيمنة..
قال تعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )
فالتبعية لا تكون إلا في الحق وقوله تعالى هو الحق.. إنها الحقيقة الغائبة التي نبحث عنها لكسر حاجز الهيمنة والعولمة الغربية وكل ما نحتاجه لتحقيق خصوصية ذاتنا فكرياً وثقافياً هو صحوة فكرية صحيحة دون ريب لنتلخص من براثن الانهزامية الداخلية التي ما زلنا نتجرع مرارتها لنكون فعلاً شامخاً كما يجب أن نكون.


.
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً