
رد : شـعـر ... إجدودنا الأولينا ...!!
بسم الله الرحمن الرحيم
بدبادىء ذي بدء نقول أن اللغة مجرد وسيلة للتفاهم والتواصل بين مجموعة من البشر وليست غاية فى حد ذاتها ، والعربية صعبة بالفعل وتضم بين جنباتها عوامل اندثارها والدليل هو اكتساح العامية لها بشكل غير مسبوق ، وعزوف الجميع عن التعامل بها خصوصاً الأجيال الجديدة التى تعتبر اللغة العربية عقبة حقيقية أمام مستقبلهم بسبب آلاف التفاصيل التافهة التى تعج بها تلك اللغة.
أخي الفاضل إن العالم العربى مطالب الآن أكثر من أى وقت مضى بالبحث فى كيفية تطوير تلك اللغة حتى تستوعبها الأجيال الجديدة بدلاً من هروبها الى لغات أخرى قد تكون جيدة كالإنجليزية والفرنسية أو سيئة كلغة الشوارع أو الأغانى الهابطة الغير مفهومة جملة وتفصيلاً والتى سادت هذه الأيام مع الأسف الشديد!!
أذكر أن المطالبة بتغيير المناهج كانت جريمة فى بدايتها والان أصبحت عادية والجميع ينادى بها وعلى رأسهم من كانوا فى جبهة المعارضة ، إننا نحتاج إلى ثورة حقيقية فى المفاهيم لن يقودها إلا الذين يملكون جسارة القول ويخافون على مستقبل أوطانهم ، وإلا ستصبح العربية هي اللهجة والعامية هي اللغة !!
ومع الأسف الشديد فقد انساق وراء هذا التيار - أقصد من ينادي بالعامية - أبناء الوطن (المثقف)!! الذي ينادي بإحياء اللغات القديمة وتقوية اللغة العامية والانسلاخ من اللغة الأم التي هي لغة القرآن.
وفي ظل الوضع الراهن نجد لغة العامية والفصحى تعتبر قاسماً مشتركاً بينهما ، يطلق عليها تسميات مثل ( اللغة الثالثة ) أو ( العربية المعاصرة ) ، وهي التي تسيطر الآن على وسائل الإعلام..
والواقع أن هناك لغة عربية فصحى واحدة ولهجات محلية وليست لغات محلية متعددة ، لهذا يجب الارتقاء باللغة الفصحى باستخدامها وتبسيطها بعيداً عن (الحذلقة).
ويجب علينا أن نوضح الأهداف خاصة في المناهج التعليمية وننصح بعدم التركيز على الاعراب فقط بل على المحادثة ، فقد تجد الشخص حافظاً في الإعراب ومتميزاً فيه ولكن إذا طلبت منه مقالاً أو كتابة موضوع رأيت عجباً..
هذا الموضوع يحتاج إلى وقفات وتأني من المربين والمثقفين والعلماء في بروز اللغة العربية الفصحى وتسهيلها على الجميع من مثقفين وغيرهم حتى تزاحم اللغات الأخرى...
وأخيراً أرجو أن تعذرني لطول المداخلة حفظك الله