
هل هذا يستحق سواد الوجه في عوائد قحطان وعبيدة
القصة
(أحد أصدقائي الخاصين حصلت له هذ القصة ، فهل فاعلها أسود وجه أم ماذا يكون في السلوم والعوائد الطيبة ؟)
ولكن أسمحو لي بالمقدمة التالية :
أخواني عاد الرسول صلى الله عليه وسلم خائفا مرتبكا بعد نزول جبريل عليه في غار حراء وشكى ذلك لخديخة رضي الله عنها :
فقالت : كلا والله لا يخزيك الله ، إنك لتكرم الضيف ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتعين على نوائب الحق .
ثم أخبر عليه الصلاة والسلام بانه بعث ليتمم مكارم الأخلاق .
إذا الأخلاق الكريمة ، والعادات الطيبة عونا للدين ، والمجتمع والوطن . وفي التخلي عنها التعب الكثير في جميع أمر الحياة .
لقد كان الرجل يدخل السوق وليس معه نقود ثم يأخذ ما يريد منه باحد الأمور التالية :
1- يقول للبائع عليك أمان الله ( أو قبيلك الله ) أن احضرها يوم كذا وكذا ، ويستحيل من لا يفي بوعده .
2- أو يقول قبيلك فلان ( سواء كان حاضرا أو غايبا ) أي كفيل غارم عني ، فإذا كان البائع يعرف القبيل شهد
على المشتري وقبل قبالة ( كفالة ) الرجل حتى ولو كان غائبا ثم وفى المشتري بوعده احتراما للجميع وإن لم
يفعل أجبره القبيل( الكفيل ) بالدفع حتى ولو يستعين بأفراد القبيلة .
3- من يتسمون بصفات الرجوله ومعالم الهيبة والوقار ، فيمسح الرجل منهم على دقته ويقول في هذه اللحية أن
آتيك بحقك في اليوم الفلاني ، ولا يمكن أن يتأخر عن ذلك إطلاقا ( وفي هذا قصص كثيرة لامجال لذكرها ) .
وكانت الأمور تسير وفق قواعد وضوابط إجتماعية موفقة دقيقة .
أما قصة صديقي حفظكم الله فهي كما يالي :
له جار ( وزميل عمل ) يعمل في حقل التعليم منذا ما يقارب ثمان وعشرون سنه ، ولكنه في السنوات الأخيرة أبتعد عنه لظروف العمل ، إلا أن المناسبات الكبيرة والإجازات تجمعهم ، ويتبادلون ، الإتصالات والزيارت بحكم جوار القريه والرفقه وفي المناسبات التي تتطلب ذلك ، إلا أنه لا يعرف عن أموره الخاصة شيء بحكم البعد المكاني للعمل فقط .
وفي يوم من الأيام يدخل عليه في بيته وعندما قدم له القهوة ، قال له أنا محرم من قهوتك إلا أن تعطيني طلبتي وأنا داخل على الله ثم عليك ، قل له أبشر ، أشرب القهوة ويصير خير ، وبعد القهوة ، قال أنا محتاج ثلاثون ألف ريال ولمدة شهر واحد فقط ، وإذا وصلني المبلغ الفلاني من المكان الفلاني أعطيتك إياها ، ولك الله أنها لن تتأخر ، قال له صديقي والله الذي لا إله إلا هو أنني لا أملك هذا المبلغ ، حيث كان لدي الظرف كذا وليس لدي نقد سوى مصروف بيتي ، قال له أنا داخال على الله ثم عليك أن تدبرها لي بوجهك . قال الحكم لله ( وكان صديقي ذو علاقات جيدة ويستطيع أن يأخذ ما يريد بوجهه ) فأتصل بأحد أصدقائه الميسورين وقال له أرغب منك أن تحول على حساب فلان مبلغ ثلاثون ألف ريال على رقم الحساب الفلاني وهي عندي أنا ، وسيردها لك بعد كذا ، وفعلا تم التحويل ، ومرت الأشهر بل ( سنه وشهر ) وصديقي من مكالمة إلى أخرى ومن وعد إلى آخر ، وأخيرا ثبت له باليقين القاطع أن جاره القديم قد قتلت فيه براءة القرية ونسي العوايد والسلوم والأخلاق الكريمة ، وحتى واجبات مهنته بل رسالته ، وصديقي يستعد هذه اليومين لإكمال المبلغ ودفعه للمقرض بحكم كفالته التلفونية فقط رغم أن المقرض( صاحب المبلغ ) كريم وشهم ولا يرضيه تعب صديقنا .( ولكن المتفرط أولى بالخسارة ) ثم كما قال المهادي :
الأجواد وإن قالو حديث وفوا به -------- والأنذال منطوق الحكايا كذابها
حتى قأل :
الأجواد تجعل نيلها دون عرضها ------- والأنذال تجعل نيلها في رقابها
حتى قال :
والأنذل وإن حايلتهم ما تحيلهم ------- والأجواد أدنى ما حيل لها جابها
وأخيرا صديقنا القبيل ( الكفيل ) يقول لاتدعون عليه بل أدعوا له ولأمثاله بالهداية ، وقولوا فقط حسبنا الله ونعم الوكيل وتأكدوا أن هؤلاء الناس هم من غير صفو حياتنا وسعادتنا واحرمونا من التمتع بعاداتنا وسلومنا المثالية سامية وفقكم الله حسبنا الله ونعم والوكيل .
والحكم لكم على هذا المحتال وعلى أمثاله من حيث سلوم قحطان عامة - وعبيدة خاصة - تحياتي .
والله لا يريكم شر .
__________________
ومن غاص غبّات البحر جاب دُرا ------- ويَحمدْ مصابيح السُرى كل ساري