بسم الله الرحمن الرحيم
عن أمِّ سلمة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سَمِعَ جَلبَةَ خَصْمٍ ببابِ حُجرته فخرج ليهم فقال : " ألا إنِّما أنَا بشرٌ مِثلكم وإنما يأتيني الخَصْمُ فَلَعَلَّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسَبُ أنَّهُ صَادقٌ فأقضي لهُ فمن قَضيتُ لَهُ بِحَقِّ مسلمٍ فإنما هي قطعةٌ من النّار فليحملها أو يذرها "
( تخريج الحديث )
البخاري ومسلم
( شرح الكلمات )
جَلَبَةَ : هي اختلاط الأصوات.
لِيذرْهَا : ليتركها و (أو) ليست للتخير ، بل لتهديد ولاوعيد.
( فقه الحديث )
1 – فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب والأمور الباطنة إلا بتعيم الله له ونبه على ذلك بقوله " إنما أنا بشر "
فلا يجوز أن يرفع فوق قدره الرفيع الذي جعله الله له صلى الله عليه وسلم
2 – أنه يجوز عليه صلى الله عليه وسلم ما يجوز على غيره ، فإنه يحكم بين الناس بالظاهر ، والله يتولى السرائر ، فهو يحكم بالبينة واليمين ونحو ذلك.
3 – فيه تسلية وعزاء للحكام ، فإنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد يظن غير الصواب لقوة حجة الخصم فيحكم له ، فإن غيره من باب أولى وأحرى.
4 – أن حكم الحاكم أو القاضي لا يحل ما في الباطن ولا يحل حراماً وهو مذهب جماهير علماء المسلمين وفقهاء الأمصار ومنهم الأئمة الأربعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
.