في هذا المكان وجدة نفسي متواجد وبدون رغبة مني وبدون إرادة أو ذكاء مني طالما استخدمت هذا الذكاء حتى أكون في أماكن أرغبها.
وجدت فكري يحوم حولي وكلما نظرت عيني منظرا دار هذا الفكر وجال في هموم وغم وحزن – لحظة أقول أين القلم والورقة حتى أكتب هذه اللحظات الهامة من حياتي ولحظات أخرى أقول مالي ومال هؤلاء الناس – أعيش حياتي بمعزل عنهم ويعيشون حياتهم بما قدر الله لهم ولحظات أخرى أقول هل من الممكن أن أكون هنا يوما من الأيام أعيش موقفهم وحدثهم وزمنهم – وهل أستطيع التعايش معه مهما كان الأمر.
وسؤال يفرض نفسه علي هل قدومي إلى هنا لفترة مؤقتة لإنهاء معاملة أحد الأصدقاء.
أخي الحبيب أطلت عليك بعدم ذكر المكان : انه عيادة العلاج الوظيفي في بهو المستشفى العسكري بالرياض ترى في هذا المكان الأطفال في طفولتهم البريئة والشباب المفتول القوام وكبار السن الذين ترى في عيونهم الصمود والكفاح ينقص كل هؤلاء أما أرجلا متعافية أو أيدي تتحرك أو لديهم إعاقة في المخ منعتهم من إعطاء أوامر الحركة إلى أجسادهم وكل شخص لديه معاناة لو كتبتها لألفت قصص وحكايات طويلة أحدهم إصابته من حادث سيارة والآخر من رصاصة طائشة حتى تصل إلى طفل سقط من على دبابة نارية وهو يجلب الخبز لإخوانه وأمه الأيتام.
شخص ترى على وجهه الحزن والحسرة على ماهو فيه وشخص يرغب في الحديث لأي شخص لأنه يرى في ذلك تفريج لهمومه ولعدم وجود البديل لتسليته بعد غياب الناس عن مجلسه لأنه لم يعد صالح لهم.

ورغم هذه المآسي – أرى في الجانب الآخر المشع بنوره منتهى النبل والإخلاص والوفاء من زوجة تدفع بعربة زوجها المعاق وابن يقبل رجل والده ويرفعها من الأرض ويضعها على المقعد المتحرك – وأبن يساعد والده على التبول أكرمكم الله في قنينة خاصة لذلك بيديه شخصيا ويغسله في زاوية بعيدة عن أعين الناس ابتغاء لمرضاة الله .

وعدت بعد ذلك إلى سيارتي التي كانت واقفة في حرارة الشمس الملتهبة بمدينة الرياض وأركبها دون تأوه مني كعادتي وأنا أقول الحمد لله رب العالمين.

__________________
اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان
اللهم انصر اخواننا السنة في سوريا
اللهم دمر بشار واجعله آية لكل من بغى وطغى