الموضوع: نهاية رحلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2007, 04:20 PM
  #1
صابر الأديب
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 279
صابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really nice
افتراضي نهاية رحلة

نسمع في نهاية كلّ عام دراسي عن رحيل زمن عناء ، وحلول وقت الإستراحة . خليط من أيام عامين رحلت بلا رجعة ، وولّت قاصدة حوض التاريخ . كانت تلك لدى الغالبية من أصحاب العقول والمدارك تعني الجدّ والمثابرة لنيل المبتغى وتحقيق المقصود . وقد يدرك من هذا ديدنه مراميه ، وينال بغيته . والبعض الآخر قد يكون مع القافلة في سيرها لا تهمه مواجهة الأمواج العاتية ولا العواصف القاتلة ، لأنه لا يأبه بمغزى ولا يسعى إلى مرتجى . فما دام هناك متّسع للأكل والراحة والإستمتاع ، فلا داعي للتعب ، ولا ضرورة للإرهاق ، ولا مجال للمنافسة والتفكير . من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت . الحياة بشقّيها القريب والبعيد لا تحتاج إلى بذل أي جهد ، أو صرف أي وقت في التفكير ، وأصبح العاقل في هذه الأيام المتسارعة في الوقع والخطى يُغرّد خارج السرب ، بل يُشكّل ضاغطا مقلقا على أولئك المحسوبين على هذا الهامش الذي تنداح دائرة إتّساعه لحظة بعد لحظة .
ولّى زمن لا تعود دقائقه وثوانيه وأتت محطات الإستراحة من وجهة نظر الغالبية . رُسّخت أطناب هذه الإجازة وتوثّق وجودها أمام أنظار أرباب الأسر ، وبدأت التساؤلات تلاحق وبلا هوادة أولئك الآباء ، أين المحطات في الإجازة ، إلى أبن الإتّجاه ؟ وما عدد المشاركات الإجتماعية وما نوعها ؟ وغير تلك من الأسئلة التي تنهال على ربّ الأسرة المكلوم . وبدا المسكين يراوغ في الإجابات ، ويُنوّع في المشاركات ، ويُلوّن في العبارات ، ويصارح أحيانا في طرح الحقائق . وبدت نظرات القريب والبعيد تلاحق هذا المسؤول الذي لا حول له أحيانا ولا طول . الوقت لديه ممتد ويستوعب السفر والترحال ، لكن مراوغته أحيانا عن عدم كشف الحقيقة فيها لون من عدم إيضاح الخصاصة لبعض الناس . بعض الآباء بل جٌلّهم يصونون أنفسهم عن عدم إظهار حاجاتهم ويتجمّلون بالصبر لتبقى صورهم جميلة لدى الاخرين مهما انتابتهم الدهور أو جافتهم الحظوظ . يدغدغون مشاعر صبيتهم بعبارات فيها وعود لعلّ الله أن يأتي بالفرج ، وأن تُولّي نكبات الساعات والأيام .
ربّ الأسرة في زمان التنكّر مسؤول مسئولية صرفة عن توفير الميزانيات المتنوّعة ، ومسؤول عن التخطيط للمستقبل لجميع أفراد أسرته ، ومسؤول عن توفير الراحة لكل فرد ، ومسؤول عن عدم الإشارة بسؤال أو كلمة عن أسلوب صرف هذه الميزانيات ، ومسؤول عن توفير العناء والهمّ لنفسه . وّإذا لم يكن بهذه الصفات وعلى قدر المسئولية إذن فلماذ تزوج وأنجب؟؟؟ !!!!.
مسكين وربّ الكعبة هذا الأب الذي شُدخ ذهنه ، وذاب قلبه ، وكثرت حسراته ، وزادت متاعبه وألآمه ، وقرُب رحيله ، لعظم مصارعة الأهوال ، وتحمّل الواجبات ، ووقوعه تحت طائلة التندّر والتنكّر .
لقد بات بقاء الإنسان في بيته خلال الإجازة فيه نوع من الحرج ، وشعور بالدونية في نظر غالبية الناس وحسب معايير التكيّف مع الحياة وعملياتها ومخرجاتها الحديثة !!!!!!!والله المستعان .
صابر الأديب غير متواجد حالياً