دوماً أغلب حسرتي ، وأحبس فيض دمعتي ، فالذل قد طال ليله ، والصمت بح أنينه ، وامتد همس الأسى واللوعة.
أوّاه من ظلم تمرد كيده ، وامتد ليله ، وأنا لا أقبض على جمرة ، بل على جمرات ، ولا أحبس سيل دمعة ، بل أنهار ، وهناك فاطمة الأسيرة في " أبو غريب " وقد هُتِكت أستار عفافها في صمت رهيب ، والأخرى إيمان على قرى فلسطين ، ولم تبرز ثناياها بعد ، وفجأة تسكت نبضات قلبها البريء الدافئ ، وتبزغ أمعاؤها آسفة من فجوة غادرة بظهرها .
الأسى والهوان عمّا المكان ونحن ما زلنا نعد أنفسنا ونطمئنها بالعزة والتمكين ، وأهواؤنا مع رياح الهوى الغادية ، وأبصارنا في الفضائيات شاخصة .
ليت شعري كيف سيعود الإسلام غريباً كما بدأ؟
ليت شعري ستنفض حرارة اللهب من بين أناملي؟ ومتى ستسير فاطمة بحجابها شامخة بين أزقة مدينتها الملتهبة بنيران العلوج؟
ومتى يصبحون على هم الإسلام وأهله ، ويمسون على غمة وحالة؟
آه..ثم آه.. متى ستسير سفينة الإسلام بلا توقف ، مصارعة أمواج الحقد العاتية بكل شموخ وإباء وعنفوان وبهاء؟
أواه يادمعي الدفين.. أما آن لك أن تجف ، أما آن أن تعلو رايات النصر؟
ابن رشد الصغير