
رد : المستويات التعليمية لاعضاء المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الحادي وجميع الإخوة الكرام ..
بداية أشكرك جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع والذي أدرك جيدا أن الهدف منه هو نتيجة التصويت
وسواء كان الهدف من الحصول على هذه النتيجة تحليليا بغرض دراسة أمر ما أو لقياس متوسط ما أو كان
غير ذلك ، إلا أن مايهم بالنسبة لي هو أن أتحت لنا فرصة الإستمتاع والإستفادة بكل ومن كل ماقرأناه
من ردود الإخوة الأفاضل ، وإن أخذ الموضوع منحى مغايرا لما وضع من أجله إلا أن الفائدة قد وجدت من
خلال ماتم طرحه من وجهات نظر مختلفة وآراء متباينة ، وهذا يعكس الأجواء الصحية السائدة فالإختلاف في
الرأي ينم عن وجود عقول تفكر وأشخاص مميزون يعبرون عن قناعاتهم ، دون أن يلتزموا جانب الحياد
ومن دون أن ينساقوا وراء وجهة نظر معينة ، وهذا مانلمسه دائما من الغالبية العظمى في هذا الصرح
الشامخ .
وأما بالنسبة لما تم التطرق إليه من خلال الردود الكريمة السابقة فأنا لا أختلف كثيرا مع إخوتي في ما
ذهبوا إليه ولكن ولكي أطرح وجهة نظر محددة فإن رؤيتي للأمر يمكن أن أوجزها في ثلاث نقاط :
أولاها .. أن الأدب والأخلاق تأتي قبل العلم ، ولن يجد فائدة تذكر من حاز أعلى الدرجات ولم يكن لديه قدر من
حسن الخلق والأدب ..
وثانيها .. أن طلب العلم بالنسبة لأي شخص ينتهي فقط عند موته ..
وثالثها .. أن الدرجات العلمية المختلفة وإن كانت مؤشرا جيدا لمستوى الثقافة والعلم إلا أنها ليست نهاية المطاف
ولاتعني بالضرورة أن من لم يحصل على درجة علمية عالية لن يتمكن من مجاراة أقرانه من أهل الدرجات العلمية
العالية ، بل قد يتفوق عليهم أحيانا ، مع حفظنا لحقوق كل من سهر في طلب العلى وكل من إجتهد وثابر وضحى
في سبيل طلب العلم والحصول على الدرجات العلمية المطلوبة ، فلولا المشقة ساد الناس كلهم ..
وفي هذا الشأن سأورد إقتباسا من محاضرة السمو للعلامة فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني ..
قيل لإبن عباس : كيف حصلت على هذا العلم؟
قال: [[بتوسد ردائي في القيلولة، والريح تَسُفُّ على وجهي، وتهب عليه من الرمل ومن وهج الصحراء ثلاثين سنة ]].
وقيل لـعطاء -وقد ذكر هذا الذهبي -: [[كيف حصلت على هذا العلم؟ قال: بتوسدي فراشي في المسجد الحرام ثلاثين سنة ]].
لا يعرف بيته ثلاثين سنة، وهو يطلب العلم.
وأحدنا يدخل في الكلية سنتين أو ثلاثاً ثم يخرج وهو جاهل، ثم يرى أنه إمام الدنيا، وحافظ العصر، وخاتمة المجددين!! حتى يقول أحدهم:
ودخلت فيها جاهلاً متواضعاً وخرجت منها جاهلاً دكتورا
يقول: كنت في الأول جاهلاً متواضعاً، أُسلِّم على رأس أبي، وأُقبِّل كف أمي، وأجلس مع زملائي، فلما درستُ أربع سنوات، تكبرت مع جهلي فصرت جاهلاً متكبراً أحمل شهادة الدكتوراه.
حتى إن أحدهم هنَّأ أحد الدكاترة وهو يمزح معه فقال:
يا شيخ قد سُمِّيت دكتورا والثور يبقى وإن ألبسته ثَورا
وسامحونا على هذا اللغط الخطابي، فلا بد فيه من المسيرة، وأنا أحترم هذا اللفظ خاصة بعدما أعطيناه وإلا فقد كنا نهاجمه قبل، ونقول عنه: إنه لا يصلح، ويقولون: حامض يا عنب، فلما حصلوا عليه مدحوه.
وقيل للشعبي : بِمَ حصلت على هذا العلم؟
قال: بسهرٍ طَيَّر النوم من عيني، وبسهاد، وبتبكير كتبكير الغراب.
مع التقدير ،،
التعديل الأخير تم بواسطة معيض بن صميع ; 23-05-2007 الساعة 05:01 PM