
مواقف وعبر من حياة سماحة الوالدالشيخ عبدالعزيز بن بازرحمه الله
هذه مجموعة من القصص أسردها لكم وقد استقيتها من عدة كتب سائلاً المولى جلت قدرته أن ينفع بها
القصة الاولى/
تروي أم أحمد زوجة الشيخ فتقول /
أن الشيخ عبدالعزيز بن باز له إخوان من أمه ومرة ضربوه ولم يرد عليهم , فدعت له أمه دعاءً عظيماً ومن دعائها له (أن يجعله إماماً للمسلمين ) فلعل دعاء أمه استجيب
القصة الثانية /
كان عند الشيخ ثلاثة من الملابس المختلفة وذات مرة قال للعامل الذي يقوم بخدمته خذها واغسلها وكان هذا العمل جديداً ولم يتمكن من فهم اللغة جيداً بعد , فأخذها وغسلها ولبسها ورأيته اليوم التالي فمسكت على رأسي من المفاجأة , وعرفت انه فهم ماقاله له الشيخ بالخطأ , فأخبرت الشيخ بذلك , فقال اتركوها له , فقلت نعطيه واحده ونأخذ الباقي منه فقال الشيخ لا .. اتركوها كلها له , اتركوها كلها له
القصة الثالثة /يروي مدير مكتب بيت الشيخ فيقول
عندما أصدرت محكمة البغي قرارها بإعدام الشيخ سيد قطب وإخوانه اعترى الشيخ مايعتري كل مؤمن من الغم في مثل هذه النازلة , التى لا تستهدف حياة البرآء المحكومين , بقدر ماتستهدف الإضعاف من منزلة الإسلام نفسه , بإرهاب المعتصمين به , لتخذيلهم عنه
وكلفني الشيخ يومئذ صياغة البرقية المناسبة لهذا الموقف , فكتبتها بقلم يقطر ناراً وكرهاً وغيرة , وجئته بها وملي اليقين بأنه سيدخل على لهجتها من التعديل ما يجعلها أقرب إلى لغة المسئولين منها إلى لغة المنذرين , ولكنه حطم توقعاتي حين أقرها جميعاً , ولم يكتف حتى أضاف اليها قول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمن متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عضيماً )سورة النساء
القصة الرابعة /
في أحد الأيام قال له أحد الحاضرين ممن يعرف سماحة :
ياشيخ هؤلاء لا يعرفون أدب الأكل , ولا يحسن الجلوس معهم , فلو انفردت عنهم ,وأرحت نفسك من هؤلاء , فقال سماحة الشيخ رحمه الله : أنا الذي وضعت الطعام لهم , وهم جاءوا إلي , وراحتي بالأكل معهم , والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل مع أصحابه ومع الفقراء حتى مات , ولي فيه أسوة , وسوف أستمر على هذا إلى أن أموت
القصة الخامسة /
وتدل على ثقة سماحة الشيخ بالله
كان من عادة سماحة أنه يتعامل مع مصرف السبيعي وإذا كتب له عن مسجد , أو مشروع خيري أنه يحتاج إلى تكميل بمبلع مائة ألف , أو خمسين ألفاً أو أكثر أو أقل – كتب لمصرف السبيعي , وأمر بدفع المبلغ المطلوب ,ثم إن المصرف يصرف ما يأمر به سماحة الشيخ .
وفي يوم من الأيام اجتمع على الشيخ مبلغ كبير قدره ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف ريال , فأرسل المصرف كشفاً بالمبلغ المذكور , وقالوا : أحببنا إخباركم بالمطلوب , وإلا فنحن لن نتوقف عن صرف أي مبلغ يأمر به سماحته .
فقال بعض الموظفين : ياسماحة الشيخ ! توقف عن التحويل على السبيعي , فالحساب مدين بما ترى .
فضحك سماحة الشيخ , وقال : أبشروا بالخير .
فكتب لخادم الحرمين –الملك فهد- رحمه الله- بذلك , فأمر بدفع المبلغ المذكور , فلما علم الشيخ بذلك قال : ألم أخبركم بأن فرج الله قريب
القصة السادسة /ومن تواضعه رحمه الله
في عرفة حج عام 1418 هـ كان جالساً في المصلى , ومئات الناس حوله , فجيء له بفاكهة مقطعة , لأن عادته في المشاعر في الحج أنه لا يأكل في الغالب إلا الفاكهة , والتمر , واللبن .
فلما وضع أمامه قال : أكل الحاضرين وضع لهم مثل هذا ؟
قالوا : لا , فقال : أبعدوه , وغضب
القصة السابعة /
ومن مزاحه رحمه الله
جاءه مطلق فقال له : ما اسمك ؟ فقال : ذيب , فقال : وما اسم زوجتك قال : ذيبة , فقال سماحته مداعباً : أسأل الله العافية ! أنت ذيب وهي ذيبة , كيف يعيش بينكما أولاد؟
القصة الثامنة/
ومن حلمه رحمه الله
في يوم من الأيام كان يريد السفر في الطائرة , وتأخرت إحدى أسرتيه التي ستسافر معه في تلك الرحلة أكثر من ساعة , وتأخرت بسبب ذلك الطائرة التي تقله .
ومع ذلك لم يبد على سماحته أي تضجر أو سآمه , بل كنا نقرأ عليه المعاملات دون انقطاع , وكلما مضى عشر دقائق أو ربع ساعة سأل : هل جاءوا , فإن قيل له : لا , واصل الاستماع
ولما وصلوا لم يبد أي تضجر , ولم تبدر منه أي كلمة , لأنه يلتمس لهم المعاذير , ويعلم أنهم لم يتأخروا إلا لعارض
القصة التاسعة /
اتى أحد الفقراء الى سماحة الشيخ وشكا له الحال, فأمر له سماحة الشيخ بخمسن ريالاً , فأخذ ذلك الرجل الورقة التي كتب فيها الأمر , وغير الكتابة من خمسين الى خمسمائة ريال , وذهب إلى مأمور الصرف , وألح عليه بسرعة صرفها , وادعى أنه سوف يسافر , فتردد مأمور الصرف , وقال : لا يوجد مبلغ يفي بهذا الطلب , ولم تجر العادة بالأمر بمثل هذا المبلغ , لأن السيولة في ذلك الوقت قليلة جداً (قبل أرربعين سنة من وفاة سماحة الشيخ رحمه الله )
فلما راجع المأمور سماحة الشيخ , قال : لم آمر الإ بمبلغ خمسين ريال , ثم أطرق سماحته رأسه ملياً , وقال : اصرفوها له , لعله محتاج
القصة العاشرة /
يذكر سماحة الشيخ أنه لما كان قاضياً في الدلم قدم إلى الملك عبدالعزيز وهو في الخرج في ذلك الوقت , لزيارته والسلام عليه .
يقول سماحته : ولما استأذنته , لأعود إلى مدينة الدلم قال لي الملك عبدالعزيز : مانسمح لك في الذهاب , نحن نرغب جلوسك عندنا , هل أنا وادي محسر , حتى تمر علينا بهذه السرعة؟
القصة 11 /
يذكر أن أحد موظفي الرئاسة قال لسماحة الشيخ رحمه الله : أنت ظلمتني من جهة الوظيفة , وأنا مستحقها منذ فترة .
فقال له سماحة الشيخ : لدينا لجنة في الموضوع , وهي تدرس استحقاق كل موظف .
فقال له ذلك الشخص : أنا لا أبيحكم , وتكلم على الشيخ بكلام لا يليق , ومع ذلك لم يرد عليه سماحة الشيخ .
ولما قدم الغداء قال له سماحة الشيخ : تفضل يافلان للغداء .
قال : لا اريد غداءك , وخرج مغضباً .
فقال سماحة الشيخ : اللهم اهد فلاناً وكثر دريهماته , ولم يزد على ذلك
القصة 12 /
ومن تربيته لطلابه رحمه الله
مرة سأله أحد الطلاب عن مقادير الديات, وقال ياشيخ الدية فيها ظلم للمسلم , فإنها تحدد بمائة ألف , وأصلها مائة من الأبل , فلو أن الأبل المذكورة في دية المسلم عرضت في السوق للبيع لبلغت قيمتها أكثر من مائة ألف , فلو أعيد النظر في تقدير الدية .
فرد عليه سماحة الشيخ بشدة , وقال : الذي قدر الدية علماء أعرف منك , وأنت تعترض , وأنت في بداية الطريق , فيجب عليك أن تتأدب وتترك الكلام الذي لا يعنيك
القصة 13/
في عام 1410هـ قدم على سماحة الشيخ وهوفي الطائف رجل مسلم من بلجيكا وهو مغربي الأصل , فلما مثل أمام سماحته قال :
ياسماحة الشيخ أنا فلان , من محبيك , وقد جئتك مهدياً لك إحدى عيني , ولقد سألت طبيباً مختصاُ فقال لي : لا مانع , وسوف أذهب إلى المستشفى وإلى الطبيب المختص لنزعها وإهدئها لك .
فقال سماحة الشيخ : يا أخي بارك الله لك في عينيك , ونفعك بهما نحن راضون بما كتب الله لنا.
القصة 14 /
ففي يوم من الأيام كان الشيخ جالساً يتحدث إلى الناس وإذا برجل مصري يقترب كثيراً من الشيخ , فكلما قلنا له ابتعد قليلاً اقترب , وحصل منه ذلك مراراً , فلما ألححنا عليه دمعت عيناه , وقال : لن أبتعد عن سماحة الشيخ , لن أفارقة , لا تلومني , هذه فرصتي , أنتم ترونه دائماً , أما أنا فلم أره قبل ذلك , دعوني أملأ ناظري من سماحته , فأشفقتا عليه وتركناه وحاله.
القصة 15 /
جاءه بعض الغيورين , وحدثوه على الأوضاع , ولاموه وأغلظلوا عليه بالقول , وقالوا : الواجب عليك أكبر مما تقوم به , لأنك إمام وقدوة , ولك مكانتك عند الجميع.
وما علم أولئك بعظم الدور الذي يقوم به .
ولما سمع سماحة الشيخ منهم ذلك الكلام تأثر تأثراً كبيراً , ولم يرد أن يطلعهم على ما يقوم به , ولكنه قال : إذا أنا مت عرفتموني كما عرف الشيخ محمد بن إبراهيم بعد وفاته .
القصة الأخيرة /
ومن حبه للبذل والعطاء يقول الكتور ناصر الزهراني :
أتيته في مرة من المرات بعد أن فرغنا من بناء مسجده الكبير بمكة المكرمة , فقلت له : ياسماحة الوالد إن العاملين الذين قاموا ببناء مسجدكم عملوا بجد وإخلاص , وصدق وإتقان , لمحبتهم لكم , وأنا أرى أن يكون لهم من سماحتكم تميز من غيركم , فأنتم ممن يطمع في رفده ويؤمل في عطائه , فما رأيكم في إعطائهم مكافئة رمزية من سماحتكم فقال لي : كم عددهم , فقلت له : سبعون عاملاً , فقال ماذا ترى , قال أرى أن يعطى كل واحد منهم مائة ريال , وفيها الخير والبركة , فقال لي لا أعط كل واحد ثلاثمائة ريال , فقلت : كثير ياشيخ , فلتكن مائتان , قال : لا أعطهم ثلاثمائة ريال , وهذا من حبه للبذل والعطاء , وحبه للوتر في كل أموره رحمه الله
منقول للفائده