رد : الجيرة في حياة الرسول
أخي الفاضل علي بن شداد
الإسلام دين الحق والعدل ، ولهذا فإنه يقوم على مبدأ الحقوق والواجبات ، بدءاً بالعلاقة بين الخالق والمخلوقين ، وانتهاءً بالعلاقة بين المسلم وأخيه ، فمن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا معه غيره ، ومن حقهم عليه إن فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة ، وكذلك العلاقة بين الحاكم والمحكومين ، وبين الزوج والزوجة ، وبين الجار والجار ، وبين المسلم والمسلم.
ويقول الله تعالى : ( (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) سورة النساء آية رقم (36).
فالجار ذوي القربى هو نسيبك النازل معك في الحواء ويكون نازلاً لك في بلدة وأنت في أخرى فله حرمة جوار القرابة ، والجار الجنب أن لا يكون مناسباً فيجيء إليه ويسأله أن يجيره أي يمنعه فينزل معه
وقوله تعالى : ( (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) سورة التوبة آية رقم (6)
وفي حديث القسامة : " أحب أن تجير ابني هذا برجل من الخمسين " أي تؤمنه منها ولا تستحله وتحول بينه وبينها
، ومنه قول الهذلي :
وكُنْتُ إذا جَاري دَعَا لمضُوفَةٍ .... أُسّمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السّاقَ مِئْزَرِي
وأرجو أن أكون قد وفقت في شيء من كثير
حفظك الله ورعاك