الموضوع
:
جيرة بالقوة...
عرض مشاركة واحدة
29-01-2007, 12:10 AM
#
1
علي آل جبعان
مراقب
الاقسام الرئيسيه
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,652
جيرة بالقوة...
مواطن يتحدى قطيعة المدينة ويمنع جاره من الرحيل بالقوة....
-
رغم كل ما يقال عن العلاقة الفاترة بين الجيران في المدن وعن جهل الكثيرين بجيرانهم القاطنين معهم في العمارة نفسها، وما نسمعه كثيرا عن مواطن يشكو جاره بسبب الإيذاء أو الإزعاج أو بعض التصرفات الأخرى، إلا أن المواطن محمد الفرحان حطم كل مغريات المدينة وضوضائها وتجاهل الجار جاره وسط مشاغل الحياة، حينما تشبث بعدم رحيل جاره مهما كانت العواقب، متحديا الجميع في قصة طريفة.
يروي محمد الفرحان قصته قائلا: عندما علمت أن جاري أراد أن ينقل من شقته ومن الحي الذي يسكنه إلى حي آخر حاولت أن أقنعه بالعدول عن هذا الفعل، دون جدوى فهددته بتقديم شكوى إلى الشرطة ومنعه من الرحيل ولو بالقوة، فلم يأخذ كلامي على محمل الجد.
وتابع الفرحان قصته: قلت لجاري "أبو سعد" هناك شرط واحد سأقبل به إن أردت أن تترك شقتك وهو أن تشتري (بيت ملك)، وغير ذلك فلن أقبل أي عذر أو سبب يجعلك تترك شقتك وترحل، ومستعد أن أشتري جيرتك حتى لو اقتضى الأمر أن أتكفل بدفع إيجار بيتك، فرفض أبو سعد ذلك، وألححت عليه إلا أنه أبى.
وأضاف: عندما تبددت كل المحاولات أكدت له أنني سأشكوه للشرطة لكنه لم يأخذ على كلامي محمل الجد، وفعلا وبعد أن عرفت أنه ينوي الخروج من بيته، اتصلت على الشرطة قسم العمليات وأخبرتهم بما حصل بيني وبين جاري، فقال لي الموظف "إذا كان جارك يريد الرحيل فاتركه لماذا تمنعه؟"، فقلت له "هذا جاري وأنا مشتري جيرته ولن أجعله يخرج من منزله مهما حصل"، فرد علي قائلا: "ليس هناك قوة في العالم تمنع جارك من الخروج من منزله، وشكواك مرفوضة ولا نقبلها".
وتابع الفرحان القصة قائلا: فوجئ جاري أبو سعد بقصة الشكوى إلى الشرطة وبعد تدخل أحد الزملاء لحل هذا الموضوع فيما بيننا، توصلنا إلى اتفاق وتعهد بحضور عدد من الشهود بألا يتركني ولا أتركه، وإذا اشترى أحد منا بيتا لا بد أن يكون البيت مكونا من دورين على أن يخصص مشتري البيت الدور الثاني للآخر، وعندها غير جاري فكرة الخروج من منزله، رغبتي الجادة في المحافظة على جيرتنا وليس خوفا من الشكوى.
منقووووووووووووول
[[التعليق]]
هذه الجيرة والله التي وصى عليها صفوة الخلق، هنيئاً لهذا الجار بجاره ومبروك عليك هذا الجوار...
قيمٌ تجلت وظهرت في هذا المجتمع مبرهنة عن الأصالة حتى أبهرت رجال الأمن، استغربته غرفة العمليات وسجلت
أجهزت الأمن بصوت المحبة والإصرار على الجوار...
إيضاح رجال الأمن للمتصل بأن هذا لا يمكن وليس هناك قوة تمنع هذا الرجل من الرحيل من هذا المكان تاركاً جارة
والذكرى التي حفرت بصدق المشاعر عبر الزمن...
كان يفكر بصوت مرتفع في مصلحة جارة ومتمسكاً بها حتى بعد رحيله، أنظروا كيف يطلب منه جاره الخرج من الشقة إلى
بيت ملك، محاولاً وضع العقدة في المنشار ومشترطاً عليه بناء بيت أو شرائه ويتكون من دوريين لكل جارٍ دور،
الله أكبر من هذا النوع من البشر. هل يعقل أن على ظهر هذه البسيطة من يحمل مثل هذه القيم، نلاحظ عكس ذلك
بين المؤجر والمستأجر، شكاوي وتهديدات وقطع تيار كهربائي ومع ذلك كله لا يدفع الأجار ولا يخلى المكان....
هذا الإصرار حتى وصلت إلى قسم الشرطة عملاً يحتاج إلى بحث في سيكولوجية هذا الرجل، ولماذا ندرته هذه القيم؟!
التي ديننا يحثنا عليه حتى سابع جار، بينما اليوم جيران يدخلون مع بوابة واحدة لعدة شقق كلاً منهم لا يعرف جاره...
أنظروا كيف النقيض لقد قرأت هذه القصة أكثر من مرة وترددت في طرحها لما تحمله من معاني سامية يقف العقل عن
تصديقها بل تصفق لها المشاعر بل إعجاب وتفاخر...:
ذهول الرجل من تصرف جاره جعل ينظر إليه ويفكر ربما أخٍ لم تلده أمك...
تجسدت المعاني في فعل الرجال وأجهشت النفس بالبكاء على حالنا،،،
فهل يرجع زمناً كنا نبحث عن الجار قبل الدار...
ترمى لك التحية من كل مكان وينثر الورد في طريق الجيران ويطلب النسب يافرحان ويدٌ تصافح تهز الوجدان...
رميتم بمغرياته المدنية وضربتم مثلاً يجب أن يحتذى...
وخضع الجار لجاره حبُ في الجوار، ودفن الشكوى إلى الأبد....
علي آل جبعان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي آل جبعان
زيارة موقع علي آل جبعان المفضل
البحث عن كل مشاركات علي آل جبعان