في أحد مستشفيات مدينة <<سلافوسكي>> الواقعة على الحدود

فيما بين البوسنة وكرواتيا ‘يرقد طفل في الخامسة من عمره ‘ ذائغ العينين

وفاقد الذاكرة ‘يكفي أن تعرف أنه مسلم ‘لتدرك أن وراءه مأساة مروعة

لم تخطر على قلب بشر . قتل أبوه ضمن من حصدوا من مسلمي <<سراييفو>>‘

فخرجت أمه الحامل بالليل ‘ومعها طفلاها ‘باحثين عن ملجأ بعيد عن الجحيم .

انضموا إلى قافلة من الثكالى التي ضمت نفرا من نساء المسلمين وعجائزهم

غادر الجميع <<سراييفو>>مشيا على الأقدام بعد منتصف الليل وتحت البرد الشديد’

تحت موج الظلام وبالخرائب الشاخصة،لكي يتجنبوا حواجز نصارى الصرب المتوحشين.
..........................

في الطريق جاءها المخاض،فكتموا صرخاتها حتى وضعت وليدها،ثم كان عليها أن تواصل

السير وهي على حالتها تلك مع القافلة الراحلة.لم يكن هناك خيار،فجرجرت اقدامها،

فحملوا عنها رضيعها،والتحقت بمؤخرة القافلة الهاربه من الموت. هدها الاعياء بعد

عدة كيلو مترات،فسقطت ميتة.نبههم الى ذلك عويل الطفلين اللذين لم يعرفا ماذا جرى للام

التي انهارت فاقدة النطق والحياة. دفنوها في قبر حفروة بسرعة بأظافرهم تحت جنح الظلام،

وظلوا يواصلون السير.بعد قليل مات المولود الذي جاء الى الحياة قبل ساعات،فواروة في التراب ومضوا.
* * ***************** * *

عند مدينة<<دافينا>> ادركتهم عصابات الصرب ، فأطلقت عليهم النيران ‘دون أن ترعى فيهم

ضعفا ولاذمة ‘كان أحد الطفلين بين القتلى ‘أما أخوه فقد أصيب في ذراعه ‘وكانت فلول القافلة

البائسة قد اقتربت من مدينة <<سلافنسكي>>فألحق بمستشفاها ‘بعد أن فقد كل شىء ‘أباه وأمه وإخوته‘

وفقد النطق والذاكرة .







دم الأسلام مسفوح فمن ذا يرد له الكرامة أو يصون


وما ذنب الضحايا غير دين تهون له النفوس ولا يهون

__________________

من له بني عم بهم يرقى سنود يدعس على الكايد على طول الحياة

الكنادي