قبل كل شيء فإنه لا أحد من مشايخ القبائل كامل في أوصافه ، مهما بلغ من التوقير والاحترام بين ربعه وقبيلته، ومن حقه علينا أن ننقده نقد بناء وننصحه نصيحة مود ، لا حسد فيها ولا استنقاص، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه { رحم الله من أهدى إلي عيوبي }، وأرى بعض المشايخ لا يتهمون بقضايا الفقراء من قبيلتهم ولا يسعون في الوساطة بينهم وبين أهل الخير من نفس القبيلة- من غير قصور في كثير منهم- ولكن قد يكون عدم اهتمام أو نسيان أو انشغال أو غير ذلك ، بل إن بعض المشايخ لا يفرق بين غني وفقير حين جلب الضرائب (أقصد الحضن) أو ما يسمى بصندوق القبيلة فيجبرون كل فقير أن يدفع الضريبة أو الحصة التي عليه دون رحمة به أو بمن يعول وقد تصل تلك الضرائب للمئات بل للآلاف ، فلا يستثني الصندوق أحداً من الفقراء بقصد العدل وهذا من أكل أموال الناس بالباطل.
إني أقترح على مشايخ القبائل جعل صندوق تعاوني خيري خاص لفقراء القبيلة يقرضون المحتاج منه ويتصدقون على المسكين ويعولون به الأرامل والأيتام ويعفونهم من صندوق القبيلة.
أو بأن يحصر شيخ القبيلة الفقراء بتعاون من الثقات في القبيلة ويعرض حالاتهم على أغنياء القبيلة والموسرين، وأعتقد أنه لو اجتهد كل شيخ في هذا الشأن لما وُجد بيننا فقير البتة بل عندها سيتكاتف الأقارب وتقترب القلوب وتذهب الشحناء بينهم .
وهذه المسئولية أعتبرها من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق شيخ القبيلة والتي سيحاسب عليها يوم القيامة . ولو وَكل شيخ القبيلة القضية لرجال ثقات في القبيلة عند انشغاله وأشرف على ذلك، لما كلفه شيئا بل سيجد من يقوم بتلك المهمة وسيسعى في تكاتف أبناء القبيلة وتعاونهم على الخير وكَسْر الحواجز الواقعة بين كثير منهم .
وقد تقول أخي القارئ لا أستطيع أن أُخبر شيخ القبيلة أو أصل إليه فأقول أخبر من تثق ممن حولك من يؤيد هذه الفكرة ليعرضها على شيخ القبيلة أو أعيانها، وتَذَكر أن هناك الآن بعض كبار السن والأرامل لا ينامون الليل من الفقر والدين والعوز وقد يكونون من أقاربك والذين لهم حقٌ عليك واجب. فاتق الله فيهم ولن تخسر شيئا بل ستربح الحسنات والله أعلم بالنيات، فاحمل همهم وارحمهم وهذا من حق ذوي القربى عليك الذي ألزمك الله به ، وأبشر بعد ذلك بالنصر والرزق ؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ابغوني ضعفاءكم، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».رواه أحمد
وأنظر أين جعل الله منزلة ذوي القربى في الآيات : يقول سبحانه وتعالى{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }وقال أيضاً {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36
وقال{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الروم38
وغير ذلك من الآيات كثير والتي تبدأ بحق ذوي القرابة على غيرهم فكيف إذا كانوا أقارب وفقراء، والأقربون أولى بالمعروف !!!
أرجو من الإخوة الأعضاء إبداء رأيهم في هذا الاقتراح، ووضع ما يرونه من اقتراحات مناسبة لحل هذه المشكلة ، ولنسع جادين في رفع مستوى المعيشة بين أقاربنا ، ولو اجتهدت كل عائلة في أقاربها وتكاتفت الأسرة و العوائل بتعاون من شيخ القبيلة لقلة نسبة الفقر بيننا.. فهل لشبكتنا المباركة جهد يصل لأولئك الفقراء من قبيلتنا . ولو بتثبيت الموضوع ، أو المشاركة وحث الأعضاء بذلك؟..
__________________
إن وجودَنا هنا في هذه الشبكة( اسمعوها جيدا) لنكون قدوة للقبائل في تعاوننا وتلاحمنا وتكاتفنا..لنكون قدوة للقبائل في كل أمر حميد في الشرع أو العُرف.