طالباني : لم أكن أعلم بمكان وزمان إعدام صدام
أكد معارضته للاعدام كمبدأ نافيا التدخل بقرار المحكمة
طالباني : لم أكن أعلم بمكان وزمان إعدام صدام
أسامة مهدي من لندن : اكد الرئيس العراقي جلال طالباني انه لم يكن يعلم بمكان وزمان اعدام الرئيس السابق صدام حسين نافيا بذلك تسريبات ايرانية نسبت له كلاما يشير فيه الى انه تم التعجيل بالاعدام خوفا من تهريب صدام مشددا على انه ابلغ رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وقع على قرار التنفيذ الجمعة الماضي انه لايتدخل في قرار المحكمة الخاصة التي اصدرت الحكم .
ونفى كامران القره داغي الناطق الرسمي باسم طالباني ومدير مكتبه ما نُسب إلى الرئيس من أن الحكومة استعجلت إعدام صدام حسين لأنها كانت قلقة من احتمال هروبه بمساعدة الاميركيين . واكد في بيان رئاسي الليلة أن الرئيس طالباني لم يكن على علم مسبق بموعد تنفيذ حكم إعدام صدام حسين الذي جرى فجر السبت الماضي .
وشدد القره داغي على أن "الرئيس طالباني نأى بنفسه عن التدخل في قرار المحكمة الخاصة ملتزما بالقانون الذي لا يعطي رئيس الجمهورية صلاحية نقض قرارات هذه المحكمة". وقال إن طالباني أكد في رسالة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي "انه ينأى بنفسه عن التدخل في قرار المحكمة الخاصة موضحا ان المادة 27 من قانون هذه المحكمة ينص على قطعية قراراتها التي لا يحق لاي جهة ان تنقضها بما في ذلك رئيس الجمهورية. علما أن المادة 137 من الدستور أيضا لا تعطي الحق لرئيس الجمهورية (أي مجلس الرئاسة) في ان يخفف او يصدر عفوا في ما يتعلق بالجرائم الدولية . وشدد الرئيس طالباني على انه رغم معارضته لحكم الاعدام كمبدأ لكنه لا يتدخل في استقلالية القضاء خصوصا اذا كان القانون لا يعطيه الحق في ذلك كما هي الحال بالنسبة الى حكم الاعدام الذي اصدرته المحكمة الخاصة بحق صدام حسين".
ونفى القره داغي بشدة ما نسبته وكالة (ايرنا) الإيرانية للأنباء من أن الرئيس طالباني قال خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد ان العراقيين استعجلوا تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام حسين "لاننا كنا قلقين من ان البعض وبدعم من الاميركيين قد يوفرون الارضية لهروبه من العقاب أو يتآمرون على الشعب العراقي". وأكد القره داغي أن الرئيس طالباني "لم يكن أصلا على علم مسبق بموعد تنفيذ حكم الإعدام كي يعلق بمثل هذا الكلام الذي نسبته اليه وكالة (ايرنا)".
ومن جهته وزع مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني بيانا نفى فيه خبر "ايرنا" الايرانية مفاده ان الرئيس العراقي قال في مكالمة هاتفية اجراها مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد انه تم تعجيل اعدام صدام حسين بسبب وجود مخاوف لهروبه من السجن بتواطؤ مع جهات اميركية . واكد ان هذه التصريحات بعيدة كل البعد وعارية عن الصحة وقال "اتصلنا بسكرتارية الرئيس طالباني "واكد لنا انه في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس العراقي ونظيره الايراني لم تجر مثل هذه المحادثات" . واوضح أن طالباني لم يكن على علم بزمان ومكان ويوم اعدام صدام حسين كي يصرَّح بمثل هذه التصريحات.
ونسبت وكالات انباء ايرانية اليوم لطالباني قوله ان القلق من تهريب الرئيس السابق صدام حسين من سجنه دفع الى تنفيذ حكم الاعدام به . واشارت الى انه وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للتهنئة بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك قال طالباني حول تنفيذ حكم الاعدام السبت الماضي بصدام حسين ان العملية جاءت نتيجة " اننا كنا قلقين ان البعض و بدعم من قبل الاميركيين ان يوفروا الارضية لهروب صدام من العقاب وان يتآمروا ضد الشعب العراقي" واشارت ايضا الى انه هنأ ايران حكومة و شعبا بمناسبة حلول العيد معربا عن امله في ان يوفر اعدام صدام الارضية المناسبة للاسراع الى اعادة بناء و توفير الامن في العراق.
وكان مسؤول عراقي رفيع قال امس إن السفير الاميركي في بغداد سعى إلى إرجاء اعدام الرئيس الراحل صدام حسين لمدة أسبوعين ولكنه تراجع أمام الضغوط. واضاف المسؤول بعدما طلب عدم الافصاح عن اسمه "أراد الاميركيون أن يؤجلوا الاعدام 15 يوما لانهم لم يكونوا حريصين على اعدامه فورا.. ولكن خلال يوم (الجمعة) قدم مكتب رئيس الوزراء جميع الوثائق التي طلبوها.. وغير الاميركيون رأيهم حينما رأوا ان المالكي مصمم. ثم تحول الامر لبعض التفاصيل النهائية والتنفيذ."
واضافت الوكالات الايرانية ان نجاد هنأ في اتصاله مع طالباني "العراق حكومة و شعبا بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك". واضاف نجاد "ان صدام اخذ معه الى القبر جرائم كثيرة و امتنع عن الكشف عنها قائلا انه في القريب العاجل ستتضح ابعاد الجرائم المختلفة التي اقترفها هذا الدكتاتور بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة". واشار "الي الهمة والجهد والنضال الذي بذله الشعب العراقي لكي يطهر الارض من دنس هذا المجرم السفاح معربا عن امله في ان يؤدي رحيل هذا الدكتاتور الى احلال الامن الكامل للشعب العراقي وتعزيز الحكومة في القريب العاجل" كما نقلت عنه الوكالة.
وفي وقت سابق اليوم كشف قاض عراقي ان مسؤولين عراقيين كبيرين هما الوحيدان اللذان كانا يحملان هاتفين نقالين في غرفة اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسرب احدهما فيلم الاعدام .
وقال المدعي العام في محكمة الانفال منقذ ال فرعون اليوم ان مسؤولين عراقيين كبيرين هما الوحيدان من بين 14 شخصا حضروا عملية تنفيذ الاعدام بالرئيس العراقي السابق صدام فجر السبت الماضي . واضاف انه يشهد امام الله في هذه الظروف ان مسؤولين كبيرين هما اللذان ادخلا الهاتفين النقالين الى غرفة الاعدام . واوضح ان جميع الهواتف النقالة التي كان يحملها الاشخاص الاربعة عشر قد وضعت في صناديق صغيرة عند الباب ولم يسمح بدخولها . واشار في تصريح تلفزيوني ظهر اليوم الى ان احد المسؤولين هو الذي صور مجريات تنفيذ الاعدام بتفاصيلها وقام بتسريبها . واكد انه يعرف اسم هذين الشخصين خير المعرفة ولكنه لايستطيع اعلان اسميهما في الاعلام لحساسية الموضوع .
ومعروف ان اثنين من المسؤولين العراقيين حضرا الاعدام هما موفق الربيعي مستشار الامن القومي وسامي العسكري المستشار السياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي وكانا هما اللذان كشفا للاعلام عن تفاصيل عملية التنفيذ .
واضاف ال فرعون ان الهتافات التي اطلقت لدى تنفيذ الاعدام كانت بتصرف شخصي من الحراس ولم يأمرهم او يوجههم احد باطلاقها . واوضح انه هو الذي اسكتهم بعد ذلك طالبا منهم احترام لحظة الاعدام . وقد سمع لدى عرض الفيلم صوت رجل يصرخ بالهاتفين (يا اخوان يكفي هذا اعدام) وكان صوت ال فرعون كما اكد هو اليوم .
وقد امرت السلطات العراقية بفتح تحقيق لكشف هوية الشخص الذي صور شريط اعدام صدام حسين شنقا وكذلك هوية المسؤولين عن نشر هذه اللقطات على شبكة الانترنت، وفق ما اعلن مصدر قريب من رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال المصدر "تم فتح تحقيق لمعرفة من الذي اخذ بواسطة هاتفه الخليوي صور فيديو عن عملية شنق" الرئيس العراقي السابق. وتسعى السلطات الى معرفة اسم الشخص او الاشخاص الذين نشروا هذا الشريط على شبكة الانترنت .
واعدم صدام حسين فجر السبت في مقر الاستخبارات العسكرية في حي الكاظمية شمال بغداد تنفيذا للحكم الصادر بحقه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لادانته بارتكاب "جريمة بحق الانسانية" في قضية الدجيل .
وبعد تنفيذ الاعدام نشر شريط مدته نحو دقيقتين ونصف دقيقة على شبكة الانترنت .. ورغم نوعية الشريط الرديئة فهو يكشف ان بعض الحاضرين في القاعة هتف اسم زعيم جيش المهدي الشيعي مقتدى الصدر كما ان العديد منهم شتموا صدام في لحظاته الاخيرة في حين تعالت صرخات الانتقام فور وفاته.
ووفقا للشريط الذي تبلغ مدته دقيقتين الذي التقط بواسطة هاتف جوال وبجودة محدودة، صاح أحد الرجال، قبيل تنفيذ الحكم "مقتدى... مقتدى... مقتدى" في إشارة إلى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تلقي واشنطن والعرب السنة على ميليشيا جيش المهدي الموالية له مسؤولية إدارة فرق إعدام تستهدف العرب السنّة .. وبدا صدام مبتسما وحبل المشنقة حول عنقه وهو يرد ساخرا "هية هاي المرجلة.." وصاح مراقب آخر في وجه صدام قائلا "إلى جهنم" رغم مناشدات مراقبين آخرين بالتوقف عن الهتافات. وسُمع صوت آخر وهو يهتف "يعيش محمد باقر الصدر" في إشارة إلى مؤسس حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي والذي اعدمه صدام بداية الثمانينات.
وأظهر التسجيل سقوط صدام عبر طاقة في أرضية المشنقة فيما كان يردد الشهادتين. وانتهت عملية الإعدام حين كان يقول "أشهد أن محمدا...." . وبعد سقوطه سمع صوت يصيح "سقط الطاغية" بين صيحات وتعليقات أخرى لم يمكن تبينها. وقبل نهاية الفيلم بدت جثة صدام وهي متدلية من الحبل وعيناه نصف مفتوحتين ورقبته ملتوية إلى يمينه. وظهرت في التسجيل ومضات لصور أخذ شهود يلتقطونها للرئيس السابق وهو يسلم الروح.
محامي صدام يطالب بفتح تحقيق
باريس: طالب المحامي الفرنسي ايمانويل لودو وهو احد وكلاء صدام حسين، الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق حول ظروف اعدام الرئيس العراقي السابق، حسب ما جاء في رسالة الى الامم المتحدة اليوم .وفي هذه الرسالة الموجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون، طالب لودو ب"اعطاء الامر لتشكيل لجنة تحقيق برعاية الامم المتحدة" معتبرا ان "شروط اعدام" صدام حسين هي "على صعيد المبادىء، لا تطاق". واوضح المحامي الفرنسي ان الديكتاتور السابق "ظل حتى وفاته يخضع لوضع اسير حرب وكان يجب ان يعامل بهذه الصفة بموجب اتفاقية جنيف 1949". واعتبر المحامي ان صدام وبموجب هذه الصفة كان يجب "ان يعدم رميا بالرصاص" وليس شنقا.
وندد المحامي لودو ايضا بالصور التي التقطت لعملية الشنق. وقال ان "تصوير وجه المحكوم عليه بالاعدام هو خرق فاضح لاتفاقية جنيف" متسائلا "لماذا لم تتخذ الامم المتحدة احتياطات ضرورية لتأمين الحد الادنى من الكرامة لاسير الحرب؟"
وطالب المحامي اخيرا "بتحقيق معمق لمعرفة هوية الملثمين الذين نفذوا حكم الاعدام بصدام حسين والمهمات الحقيقية التي يتولونها في الحياة المدنية ولماذا سمح لهم بتوجيه شتائم" خلال عملية الاعدام.
وختم رسالته بالقول "لا يمكن ان نستبعد ان يكون معارضون شرسون لنظام صدام حسين قد نجحوا في الحصول من خلال عملية مساومة شنيعة على امتياز المشاركة شخصيا في عملية الاعدام".
كي مون: على العالم ألا ينسى جرائم صدام وضحاياه
يويورك: قال سكرتير عام الامم المتحدة الجديد بان كي مون ان على المجتمع الدولي احترام قرار الشعب والحكومة العراقية بطي صفحة ماض مليء بالجرائم الشنيعة التي ارتكبها رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين الذي تم اعدامه قبل ثلاثة ايام .
وقال كي مون في تصريح للصحافيين في اول يوم عمل له كسكرتير عام للامم المتحدة خلفا لكوفي عنان " صدام حسين كان مسؤولا عن ارتكاب جرائم شنيعة وفضائع لا يمكن وصفها بحق الشعب العراقي وعلينا الا ننسى ضحايا تلك الجرائم " . وقال " الشعب والحكومة العراقية اتخذوا خطوات واضحة للتعاطي مع ذاك الماضي واتمنى على المجتمع الدولي ان يتفهم ذلك ويحاول تعزيز حكم القانون وطنيا ودوليا " .
وامتنع الامين العام الجديد للامم المتحدة عن التنديد باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالرغم من موقف المنظمة الدولية التقليدي المعارض لعقوبة الاعدام. وتجنب بان الرد بنعم او لا على صحافي سأله ان كان اعدام الرئيس العراقي السابق السبت عملا مقبولا.
وردا على سؤال حول اهم التحديات التي سيعمل على حلها خلال فترة توليه منصبه قال كي مون ان من اهم تلك القضايا مسألة الشرق الاوسط ودارفور وقضايا حقوق الانسان والسعي الى تحقيق اهداف الالفية فيما يتعلق بالتنمية بحلول عام 2015 .
وقال " هذه التحديات والقضايا سيتم التعاطي معها جماعيا .. بحكمة جماعية وجهود جماعية .. ليس هناك دولة مهما كانت قوية وذات موارد تستطيع لوحدها التعاطي معها .. نريد جهودا مشتركة " .
تونس: تجمع نقابي للتنديد بإعدام صدام
تونس: نظم الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابات المركزية) اليوم الثلاثاء في وسط تونس تجمعا شارك فيه المئات للتنديد بتنفيذ حكم الاعدام شنقا بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين السبت الماضي. وشارك في التجمع في مقر الاتحاد محامي فريق الدفاع عن صدام التونسي احمد الصديق ونقابيون وممثلون عن تيارات سياسية وهيئات تونسية. وقال الصديق في مستهل اللقاء ان "كريمة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين طلبت منه خلال مكالمة هاتفية صباح اليوم من عمان ان يكون التجمع مناسبة لتقبل التهاني باستشهاد والدها لا للتعازي".
ورفع علم العراق على مدخل المقر كما علقت لافتات. وندد المجتمعون بتنفيذ حكم الاعدام بحقه وسط هتافات "يا صدام يا شهيد على دربك لن نحيد" و"مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة" و"بوش بوش يا جبان الشعب العربي لا يهان" و"لا مصالح ايرانية على الاراضي العربية" كما رفع المشاركون صورا للرئيس السابق برفقة نجليه قصي وعدي اللذين قتلا في تموز/يوليو 2003. وحمل الاتحاد في بيان "الحكومتين الاميركية والبريطانية مسؤولية هذا الاغتيال" داعيا "الى تكثيف الضغط الدولي والعربي لادانة هذه الجريمة النكراء". وقرر الاتحاد فتح "سجل للتعازي" لمدة اربعة ايام. واعلن المكتب التنفيذي للاتحاد "مواصلة تابين الشهيد صدام حسين". وتنظم النقابات الجمعة المقبل تجمعا في بطحاء محمد علي وسط العاصمة التونسية.
الى ذلك، دان بيان مشترك للناصريين والتيار البعثي وهيئات اخرى "الجريمة النكراء" و"الاغتيال السياسي الذي يهدف الى تصفية رموز الامة وقياداتها الوطنية والقومية". وكانت تونس قد اعربت في بيان اصدرته وزارة الخارجية عن اسفها لشنق الرئيس العراقي في اول ايام عيد الاضحى. ونفذ حكم بالاعدام شنقا في الرئيس المخلوع السبت اثر ادانته في قضية قتل 148 شيعيا في الدجيل في ثمانينات القرن الماضي
روما لتعليق عقوبة الاعدام ولندن تدين تسريب صور شنق صدام
روما - لندن - باريس: أعلنت الحكومة الايطالية اليوم عن عزمها تفعيل مبادرة دولية داخل الأمم المتحدة من أجل تعليق تنفيذ عقوبة الاعدام في العالم استجابة للضغوط الداخلية التي ولدها بث عملية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وذكر مقر رئاسة الوزراء بقصر (كيجي) في بيان أن الحكومة الايطالية قررت اتخاذ الاجراءات اللازمة لطرح هذه المبادرة على المنظمة الدولية التي انضمت ايطاليا لعضوية مجلس الأمن بها منذ الأمس لمدة عامين.
وقال ان رئيس الوزراء رومانو برودي وحكومته يلتزمان ببدء الاجراءات الرسمية من أجل ادراج "موضوع التعليق العالمي لعقوبة الاعدام" على جدول أعمال الجمعية العامة في دورتها الحالية. واضاف أن ايطاليا التي تتبنى تقليديا معارضة عقوبة الاعدام ستعول في مبادرتها الجديدة على اشراك البلدان البالغ عددها 85 من أعضاء الأمم المتحدة التي وقعت في 20 ديسمبر الماضي على (اعلان ديسمبر) الذي تقدم به الاتحاد الأوروبي بمبادرة ايطالية والذي يقترح الغاء عقوبة الاعدام في العالم ويطالب بوقف تنفيذها مبدئيا.
وتأتي هذه المبادرة الايطالية استجابة الى الضغوط الداخلية المتنامية ومطالبة البرلمان للحكومة بأغلبية ساحقة باتخاذ خطوات ملموسة ضد عقوبة الاعدام التي تبنى بابا الفاتيكان ورئيس الجمهورية معارضتها في ظل الاصداء التي أثارها تصديق محكمة النقض العراقية العليا على اعدام صدام حسين ثم اذاعة ونشر عملية شنقه.
وفي هذا السياق قلل زعيم الحزب الراديكالي والزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية في ايطاليا ماركو بانيللا الذي يواصل اضرابا عن الطعام منذ اعلان قرار محكمة النقض العراقية من جدوى اللجوء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ملحا على أن يتولى رئيس الحكومة برودي شخصيا مبادرة دولية مباشرة من أجل تعليق عقوبة الاعدام والغائها في العالم.
نائب بيلر يدين تسريب صور اعدام صدام
على صعيد متصل، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكون اليوم ان طريقة اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين "تستحق الادانة ولاسيما تسريب الشريط المصور للحظات الاخيرة من عملية الاعدام التي تعتبر غير مقبولة بتاتا". واكد بريسكوت في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اهمية ادانة المسؤولين عن تسريب هذه الصور مضيفا ان ما حدث "غير مقبول".
وتاتي تعليقات بريسكوت بعد انتشار تسجيل على الهواتف النقالة للحظات الاخيرة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي تم اعدامه يوم السبت الماضي.
وعما اذا كانت هذه الاراء وصلت الى السلطات العراقية قال نائب رئيس الوزراء البريطاني ان الحكومة البريطانية اوضحت موقفها من عقوبة الاعدام لنظيرتها العراقية وهو ما ذكرته وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت. يذكر ان رئيس الوزراء البريطاني تونير بلير كان قد تعرض الى انتقادات من نواب حزب العمال لرفضه التعليق بشكل رسمي على اعدام صدام .
وكان بلير قد عبر في وقت سابق عن معارضة بلاده لعقوبة الاعدام الا انه شدد على حق الشعب العراقي في تقرير مصير رئيسه السابق.
باريس: صور اعدام صدام قد تؤجج من حدة التوتر في العراق
الى ذلك، اعربت فرنسا عن مخاوفها من ان يؤجج بث صور اعدام الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين حدة التوتر بين العراقيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي "نرى ان هناك خطرا وراء بث هذه الصور والصيحات التي اطلقت خلال عملية الاعدام وان يؤدي ذلك الى زيادة الهوة بين الطوائف" في العراق. وقال ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي "سيكون هذا الامر مؤسفا فعلا". واضاف "لا بد من طي هذه الصفحة وان يتطلع العراقيون الان الى المستقبل وان يسعوا الى التوصل الى مصالحة وطنية".
ولم يعلق المتحدث على حصول الصحافة على صور الاعدام وقال ان "هذا الامر يعود الى السلطات العراقية والى التدابير التي اتخذتها او لم تتخذها". واكد ايضا انه ليس لديه "اي تعليق خاص" حول الطريقة التي نفذت بها عملية الاعدام.
ونفى المتحدث ان يكون البيان الذي اصدرته الخارجية الفرنسية السبت نوعا من التأييد الفرنسي للاعدام. وكان البيان ذكر ان فرنسا "تبلغت بتنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين" مشيرا الى معارضة فرنسا المبدئية لعقوبة الاعدام. واضاف البيان ان "هذا القرار يعود الى الشعب العراقي والسلطات العراقية. ان فرنسا تبلغت قرار تنفيذ عقوبة الاعدام بصدام حسين وهذا لا يعني اننا نؤيده كما انه لا يغير موقفنا المعارض للاعدام".
الكويت: دعوة لقطع العلاقات مع الآسفين لإعدام صدام
الكتل النيابية تهاجم موسى وصالح وفتح وحماس
الكويت: دعوة لقطع العلاقات مع الآسفين لإعدام صدام
فهد العامرمن الكويت: واصلت كتل برلمانية كويتية اليوم هجوما علي بعض الدول العربية التي عارضت اعدام الرئيس العراقي صدام حسين ودعت الحكومة الكويتية لقطع علاقاتها مع تلك الدول.
كتلة العمل الوطني
واعربت كتلة العمل الوطني- كتلة برلمانية- في بيان تلقت"ايلاف" نسخة منه عن استيائها من"مواقف بعض الدول العربية من تداعيات اعدام الطاغية صدام حسين علي ما اقترفته يداه من دمار وتخريب وتنكيل وبالذات علي اهل الكويت واسراهم، بالاضافة الى ملايين العراقيين الذين واجهوا صنوف التعذيب طوال فترة حكم الطاغية ونظامه الفاسد".
وقالت الكتلة التي تتكون من 8 اعضاء في البرلمان اغلبهم من الليبراليين ان "تلك الدول وخاصة ليبيا لم تراع مشاعر الكويتيين وملايين العراقيين بمواقفها تلك، مما يجعل طرح تلك المواقف في اول جلسة برلمانية امرا ملحا للرد عليها. مشيرة الى انها بصدد التنسيق مع الكتل البرلمانية الاخرى "لاتخاذ موقف يضع في اعتباره الآلام التي عاشها الشعب الكويتي ابان الغزو الصدامي الغاشم". ودعت الكتلة الحكومة الى اتخاذ موقف من جانبها حيال مواقف تلك الحكومات وان تطلب قطع العلاقات معها، موضحة ان السكوت عن مثل هذه المواقف التي لا تراعي مشاعر المواطنين ليس في مصلحة الكويت.
كتلة العمل الشعبي
وكان عضو كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك وجه امس هجوما عنيفا للرئيس اليمني علي عبدالله صالح قائلا: "ها هو شاويش اليمن يقول ان اعدام صدام فيه اهانة للعرب". وتابع البراك: "ونحن نقول له انها اهانة لكل حاكم قمع شعبه وذهب الى مزبلة التاريخ ليبقى ايتام صدام مع هؤلاء الحكام ينتظرون مصيرهم الاسود امثال شاويش اليمن والقذافي".
كما هاجم البراك موقفي حركتي "حماس" و"فتح" الفلسطينيتين بسبب موقفيهما من اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين معتبرا ان موقفي حماس وفتح فيهما اهانه للشعب الكويتي ولاهالي الاسري. داعيا حكومة بلاده الى "النهوض للدفاع عن كرامة الشعب الكويتي المستاء لهذه المواقف المتخاذلة". وقال البراك في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه ان "اعدام جلاد العراق اثلج صدور كل الشعوب المحبة للسلام والحرية واراح كل عاشق للحياه والمؤمن بحق الانسان في الحياه". مشيرا الى ان "اعدامه جاء نتيجة لتاريخه الاسود والقائم على الاعمال البشعة التي ارتكبها خلال 35 عاماً في حكم العراق تجاه شعبي الكويت وايران، اذ مارس اسوأ انواع التنكيل والقهر والتدمير والاذلال تجاه هذه الشعوب".
هجوم على فتح وحماس
واعرب البراك عن اسفه للتساهل الذي ابدته الحكومة الكويتية تجاه ردود الافعال التي صدرت من حركتي حماس وفتح تجاه "اعدام الطاغية"، لافتا الى ان حركتي "فتح وحماس اختلفتا علي كل شي واتفقتا على حب صدام حسين!! واعتبرتا ان اعدام صدام الطاغية هو اغتيال سياسي. فهل يجوز هذا؟".
وقال: ليقولوا ما يشاءوا لكن السؤال هو اين ردة فعل دولة الكويت تجاه هذا المواقف خاصة وان الكويت قدمت كل شئ لهذه الحركة وكذك حركة فتح وعلى راسها محمود عباس الذي حاول خداع الشعب الكويتي باعتذار الخديعة وحصل على المساعدات التي يذهب جزء منها الى جيبه. ويضيف البراك: الم تتابع الحركتان الجرائم التي تعرضت لها ايرن والكويت تحديدا التي دمرت واسر ابنائها وحرقت الابار وتعرض الشعب الى الاذلال والاعتقال والغاء الوجود والهوية؟، مشيرا الى انهم "تناسو كل هذا الواقع ليؤكدوا مناصرتهم للطاغية".
موسى لم يسلم من النقد
كما وجه البراك هجومه للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووصفه بانه "صدامي الهوى.. فهو لم يجد ايجابية واحدة للدفاع عن صدام ولكنه اعترض على اعدامه في عيد الاضحى وكأن الحدود الشرعية تتوقف بعد تصريحات عمرو موسى الذي يمثل الدول العربية ولايجوز ان يطلق الاحكام". ويضيف البراك: "كان يفترض بموسي ان يبين ما اقترفه صدام الذي يتعبر سبب الدمار الذي تعرضت له الامة العربية وهو كان سببا في الغاء الدفاع المشترك وهو الذي احتل الكويت، واذا كان موسى يمثل نفسه فليقل ما يشأ لكنه يمثل 22 دولة ولايحق له ان يعبر عن وجهة نظره تجاه من اذل وقهر شعبه فهو اول حاكم يقصف شعبه بالكيماوي وينتهك حرمة شعب الكويت من خلال زمرته الفاسدة ويدمر قدراته". واشار الى ان الكويت تعرضت الى تدمير "وهي دولة عربية ذات سيادة وتعاني الان من انتشار مرض السرطان نتيجة لحرق ابار النفط".
اما النائب السلفي خالد العدوة فقد عبر عن فرحته وابتهاجه بتنفيذ الحكم العادل في حق "الطاغية صدام". وأشار الى ان العيد "اصبح عيدين لان المجرم جنى حصاد ما قام به من فظائع وجرائم".
مسؤول كبير صور وسرب فيلم إعدام صدام
2006: العنف الطائفي قتل 12320 مدنيا عراقيا
مسؤول كبير صور وسرب فيلم إعدام صدام
أسامة مهدي من لندن : كشف قاض عراقي ان مسؤولين عراقيين كبيرين هما الوحيدان اللذان كانا يحملان هاتفين نقالين في غرفة إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسرب احدهما فيلم الاعدام الذي صوره بنفسه بينما انتقد نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت الطريقة التي أُعدم بها صدام واعتبرها مؤسفة.. في وقت اعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم أن 12320 مدنيا عراقيا قتلوا في 2006 نتيجة العنف الطائفي نصفهم في الاشهر الاربعة الاخيرة من العام. وقال المدعي العام في محكمة الانفال منقذ ال فرعون اليوم ان مسؤولين عراقيين كبيرين هما الوحيدان من بين 14 شخصا حضروا عملية تنفيذ الاعدام بالرئيس العراقي السابق صدام فجر السبت الماضي .
واضاف انه يشهد امام الله في هذه الظروف ان مسؤولين كبيرين هما اللذان ادخلا الهاتفين النقالين الى غرفة الاعدام . واوضح ان جميع الهواتف النقالة التي كان يحملها الاشخاص الاربعة عشر قد وضعت في صناديق صغيرة عند الباب ولم يسمح بدخولها . واشار في تصريح إلى قناة العربية ظهر اليوم الى ان احد المسؤولين هو الذي صور مجريات تنفيذ الاعدام بتفاصيلها وقام بتسريبها . واكد انه يعرف اسم هذين الشخصين خير المعرفة ولكنه لايستطيع اعلان اسميهما في الاعلام لحساسية الموضوع .
ومعروف ان اثنين من المسؤولين العراقيين حضرا الاعدام هما موفق الربيعي مستشار الامن القومي وسامي العسكري المستشار السياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي وكانا قد كشفا للاعلام عن تفاصيل عملية التنفيذ .
واضاف ال فرعون ان الهتافات التي اطلقت لدى تنفيذ الاعدام كانت بتصرف شخصي من الحراس ولم يأمرهم او يوجههم احد باطلاقها . واوضح انه هو الذي أسكتهم بعد ذلك طالبا منهم احترام لحظة الاعدام . وقد سمع لدى عرض الفيلم صوت رجل يصرخ بالهاتفين (يا اخوان يكفي هذا اعدام) وكان صوت ال فرعون كما اكد هو اليوم .
وقد امرت السلطات العراقية بفتح تحقيق لكشف هوية الشخص الذي صور شريط اعدام صدام حسين شنقا وكذلك هوية المسؤولين عن نشر هذه اللقطات على شبكة الانترنت، وفق ما اعلن مصدر قريب من رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال المصدر "تم فتح تحقيق لمعرفة من الذي اخذ بواسطة هاتفه الخليوي صور فيديو عن عملية شنق" الرئيس العراقي السابق. وتسعى السلطات الى معرفة اسم الشخص او الاشخاص الذين نشروا هذا الشريط على شبكة الانترنت .
واعدم صدام حسين فجر السبت في مقر الاستخبارات العسكرية في حي الكاظمية شمال بغداد، تنفيذا للحكم الصادر بحقه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لادانته بارتكاب "جريمة بحق الانسانية" في قضية الدجيل . وبعد تنفيذ الاعدام نشر شريط مدته نحو دقيقتين ونصف دقيقة على شبكة الانترنت .. ورغم نوعية الشريط الرديئة فهو يكشف ان بعض الحاضرين في القاعة هتف اسم زعيم جيش المهدي الشيعي مقتدى الصدر كما ان العديد منهم شتموا صدام في لحظاته الاخيرة في حين تعالت صرخات الانتقام فور وفاته.
ووفقا للشريط الذي تبلغ مدته دقيقتين، الذي التقط بواسطة هاتف جوال، وبجودة محدودة، صاح أحد الرجال، قبيل تنفيذ الحكم "مقتدى... مقتدى... مقتدى" في إشارة إلى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تلقي واشنطن والعرب السنة على ميليشيا جيش المهدي الموالية له مسؤولية إدارة فرق إعدام تستهدف العرب السنّة .. وبدا صدام مبتسما وحبل المشنقة حول عنقه وهو يرد ساخرا "هية هاي المرجلة.." وصاح مراقب آخر في وجه صدام قائلا "إلى جهنم" رغم مناشدات مراقبين آخرين بالتوقف عن الهتافات. وسُمع صوت آخر وهو يهتف "يعيش محمد باقر الصدر" في إشارة إلى مؤسس حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي والذي اعدمه صدام بداية الثمانينات.
وأظهر التسجيل سقوط صدام عبر طاقة في أرضية المشنقة فيما كان يردد الشهادتين. وانتهت عملية الإعدام حين كان يقول "أشهد أن محمدا...." . وبعد سقوطه سمع صوت يصيح "سقط الطاغية" بين صيحات وتعليقات أخرى لم يمكن تبينها. وقبل نهاية الفيلم بدت جثة صدام وهي متدلية من الحبل وعيناه نصف مفتوحتين ورقبته ملتوية إلى يمينه. وظهرت في التسجيل ومضات لصور أخذ شهود يلتقطونها للرئيس السابق وهو يسلم الروح.
واضاف المصدر ان التحقيق سيسعى ايضا الى كشف هوية الاشخاص الذين اطلقوا هذه الهتافات. واثارت هذه الصور استياء في العراق وفي العديد من الدول العربية اذ راى الكثيرون ان هذا الاعدام سيؤجج العنف الطائفي الذي يجتاح البلاد.
وبعيد تنفيذ الاعدام عرضت قناة "العراقية" الحكومية السبت شريطا صامتا استمر عشرين ثانية للحظات التي سبقت العملية. ثم بثت قناة بلادي التي يملكها رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري صورا سريعة لجثمان صدام ملفوفا بكفن ابيض وهي صور رديئة وغير مرخصة واخذت ايضا بواسطة هاتف نقال. وأشار المصدر إلى محاولة واشنطن تأجيل تنفيذ إعدام صدام حسين وإخفاقها في ذلك في ظل ضغوط مارستها الحكومة العراقية واصرار رئيسها المالكي على تنفيذ الاعدام .
واكد أن السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد حاول إقناع المسؤولين العراقيين بتأجيل إعدام صدام لمدة أسبوعين، موضحا أن الأميركيين لم يكونوا حريصين على إعدامه فورا .
واليوم انتقد نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت الطريقة التي أُعدم من خلالها صدام حسين واعتبرها مؤسفة. وندد بتسريب الفيلم الذي يصور عملية إعدام صدام واعتبره "تصرفاً غير مقبول بكل ما في الكلمة من معنى " .وطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك "حتى ولو كان بينهم أعضاء في الحكومة العراقية". واشار في تصريح في لندن الى "أن طريقة الإعدام تبعث على الأسى حقاً ولا يمكن لأحد في اعتقادي أن يجيزها أياً كان السبب ومهما كانت آراؤه في شأن عقوبة الإعدام".
يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رفض حتى الآن اصدار بيان في شان إعدام صدام حسين وأثار إنتقادات واسعة من نواب حزب العمال المعارضين لحرب العراق.
اكثر من 12 الف عراقي قتلهم العنف عام 2006
قالت وزارة الداخلية العراقية اليوم إن 12320 مدنيا عراقيا قتلوا في 2006 نتيجة العنف الطائفي نصفهم في الاشهر الاربعة الاخيرة من العام. وظهر من عدد القتلى المدنيين الشهر الماضي وهو 1930 ان الرقم يزيد ثلاث مرات ونصف عن الرقم في كانون الثاني (يناير) من العام نفسه والبالغ 548 قبل تصاعد أعمال القتل الطائفي التي اعقبت تفجير مرقد الامامين العسكريين للشيعة في سامراء في شباط (فبراير) الماضي.
ويشير رقم قدمته الامم المتحدة الى أن حوالى 120 مدنيا يقتلون في العراق كل يوم...ومع شعور واضح بالاحباط لعدم قدرتها على كبح العنف الذي يلقى فيه باللوم على فرق الموت التابعة لميليشيات تابعة لاحزاب في السلطة توقفت الحكومة عن نشر ارقام من جانبها ومنعت مسؤوليها من اعطاء مثل هذه البيانات. وقالت رويترز ان الاحصائيات من مصادر في وزارة الداخلية والتي تتابعها منذ كانون الثاني (يناير) من العام الماضي يبدو انها تعكس اتجاهات تنسجم مع تعليقات من الحكومة ومن الجيش الاميركي الذي لا يقدم ايضا مثل هذه الارقام.وقال مسؤول في وزارة الداخلية اليوم ان الرقم للشهر الماضي يشمل اشخاصا قتلوا في تفجيرات وهجمات باطلاق الرصاص لكنه لا يشمل الوفيات المصنفة على أنها جنائية...وبلغ الرقم في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي 1289...ولا تشمل هذه الارقام اي وفيات بين المدنيين الكثيرين الذين يصابون بجروح في هجمات وقد يموتون في وقت لاحق متأثرين بجروحهم ولا تشمل ايضا اشخاصا كثيرين يخطفون ولا يعرف مصيرهم.
وقالت وزارة الداخلية ان 125 من ضباط الشرطة و25 جنديا عراقيا قتلوا الشهر الماضي وهو ما يماثل الرقم الاجمالي في كل من تشرين الاول وتشرين الثاني . وتظهر تقارير للجيش الاميركي أن 112 جنديا اميركيا قتلوا الشهر الماضي وهو أكبر عدد من القتلى بين صفوف القوات الاميركية في العراق في شهر واحد في أكثر من عامين.
تصاعد الإحتجاجات في المغرب ضد إعدام صدام
عيسى العلي من الدار البيضاء: تتواصل في المغرب الحركات الاحتجاجية الغاضبة والبيانات المنددة بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي ووري جثمانه الثرى في مربع ترابي مغطى بالعلم العراقي، في ملك يعود إلى عائلته في مسقط رأسه العوجة قرب تكريت. فبعد تنفيذ وقفتين في العاصمتين الإدارية والاقتصادية (الرباط والدار البيضاء)، يوم عيد الأضحى، قررت جمعيات حقوقية ونقابية تنظيم وقفة احتجاجية ثالثة، الجمعة المقبلة، أمام مقر تمثيلية منظمة الأمم المتحدة في الرباط للتنديد، بما وصفوه "الاغتيال السياسي لصدام حسين".
واعتبر نشطاء حقوقيون أن إعدام صدام "جريمة ضد الإنسانية"، مشددين على ضرورة محاكمة القادة الأميركيين والبريطانيين بتهمة "ارتكاب جرائم حرب".ولم تقف موجة الغضب عند الاحتجاج والتنديد فقط، بل امتدت إلى مطالبة جمعيات حقوقية ب "محاكمة دولية لمجرمي الحرب الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي جورج بوش، ومعاونه الرئيس البريطاني توني بلير ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت، إلى جانب حكومة المالكي"، لتورطهم في جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في العراق.
وفيما ناشد المركز المغربي لحقوق الإنسان، في بيان توصلت "إيلاف" بنسخة منه، "جميع الديمقراطيين في المملكة وعبر العالم إلى قطع العلاقات مع الحكومة الأميركية وسفاراتها ومقاطعة بضائعها"، دعت الهيئة الوطنية لحماية المال العام في المغرب إلى جرد الخيرات المنهوبة في بلاد الرافدين ومحاكمة جميع الضالعين في سرقتها. ولم يفت المحتجون التذكير بأن "توقيت تنفيذ حكم الإعدام وطريقته الوحشية يتنافى مع القيم الإنسانية والدينية عند المسلمين والبروتوكول الدولي المتعلق بإلغاء هذه العقوبة"، معتبرين أن "الحكم باطل وبمثابة اغتيال سياسي".
من جهتها، استنكرت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي الحكم "اغتيال صدام حسين"، مشيرة إلى أنه "صادر عن هيئة قضائية تعمل في ظل الاحتلال وتحت إشراف حكومة عميلة". وذكرت أن إدارة بوش تسعى إلى "إذكاء النعرات الدينية بين الشعوب، خدمة للمصالح الإمبريالية عبر العالم"، كما أنها تحاول "إلهاء الرأي العام الأميركي عن الهزائم التي يتكبدها المحتلون على يد المقاومة".
أما مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، فاعتبرت إعدام صدام "جريمة ضد الأمة جمعاء"، مضيفة أن "مهزلة ما سمي بمحاكمة صدام حسين لم تكن لها أي شرعية لأنها تمت في ظل الاحتلال والغزاة هم من أشرفوا عليها إلى لحظة اغتيال الرئيس العراقي". وذكرت أن "عملية الاغتيال تدخل في إطار الخطة الجديدة في العراق، وأنها توحي بأن أبرز ما يميز هذه الخطة هو اعتماد سياسة الأرض المحروقة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذا "الحدث يقابل من جديد بخذلان عربي رسمي شبه كامل".
موقف الخارجية المغربية كان محتشما، إذ اكتفت، في بيان مقتضب، بالتأكيد على تمسكه بالسيادة الكاملة للعراق، وبضرورة تحقيق المصالحة والوئام بين مختلف مكونات الأمة العراقية، المدعوة إلى العيش في ظل السلم والأمن والتقدم، بما يمكن هذا البلد الشقيق من استعادة مكانته الشرعية داخل العالم العربي الإسلامي والمجتمع الدولي عموما. وذكر البيان أنه منذ بداية الأزمة العراقية، لم تفتأ المملكة المغربية تدعو إلى الحفاظ على وحدة الشعب العراقي الشقيق، واحترام الوحدة الترابية للبلاد واستقلالها.
برزان يعدم في ذات المكان وبنفس الحبل
عدنان ابو زيد من أمستردام: بعد إعدام صدام حسين، فان ساعة الصفر بدات تقترب لاعدام برزان التكريتي وعواد البندر، وتقول مصادر عراقية إن اجواء من الوجوم تخيم على المعتقل الذي يضم مسؤولين عراقيين من نظام الرئيس السابق صدام حسين.
وبدا برزان التكريتي واجما، قليل الكلام وقال لمسؤوليه الامنيين، لماذا أجلتم موتي، انه حرام.
وقال مسؤولون امنيون في الحكومة العراقية إن برزان سيعدم في ذات المكان وبنفس الحبل الذي أعدم فيه صدام.
برزان.. شقيق صدام ورفيق دربه
ولد برزان إبراهيم الحسن عام 1951 في تكريت وهو الابن الثالث لابراهيم الحسن واخو صدام غير الشقيق ومن مواليد 1952، متزوج من أبنة خاله أحلام خير الله طلفاح، ولديهما من الأولاد سته.. محمد، سجى مطلقة عدي، ثريا، علي، نور وخوله
شارك برزان في انقلاب 17 تموز وعمره دون الثامنة عشر، وفي فجر ليلة 17 تموز 1968 أستقل سيارة المارسيدس مع أحمد حسن البكر وصدام، و في 30 تموز 1968 شارك برزان صدام في اقتحام مكتب البكر حيث يجلس معه عبد الرزاق النايف ليشهر برزان مع مجموعة من البعثيين، مسدساتهم بوجه النايف فيستسلم حالاً دون مقاومة ويقاد من قبل صدام وعمر العلي إلى مطار عسكري ومن ثم الى خارج العراق.
طاهر يحيى.. أول الضحايا
ويعتبر برزان تلميذا مخلصاً لأخيه المشرف على الامن وتلقى على يديه دروسا وتجارب، وكان طاهر يحيى التكريتي رئيس وزراء العراق الأسبق من اوائل الذين وقعوا بيد صدام وأخيه برزان ليمارسا بحقه أنواعا من التعذيب والتنكيل والاعتداء ولم يشفع للرجل انتسابه إلى نفس منطقتهما تكريت..
ومنذ عام 1968 وحتى 1971 كان برزان مرافقا لنائب رئيس مجلس قيادة الثوره ومسؤولاً عن الحماية الشخصيه لرئيس الجمهورية.
برزان.. مهمة المخابرات
و وجد صدام انه من المناسب تكليف برزان بمتابعة عمل العلاقات العامه نيابة عنه، في وقت كان سعدون شاكر قد اصبح مديرا لها، ليشغل برزان منصب نائب المدير ولما يتجاوز العشرين عاماً، لكنه أفاد من الدعم غير المحدود الذي وفره له نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صدام.
و أرتفع عدد العاملين في المخابرات في عهده ليصل الى 22 الف عام 1980، و تمتعت بميزانية غير محدده لا يشرف عليها ديوان المراقبة الماليه لسرية النشاطات، وقد لا يكون من باب المصادفه ان يقول برزان للكادر القيادي في المخابرات في ديسمبر 1979ما نصه: يكفينا فخرا ان المعارض الموجود في واحده من مقاهي باريس أو براغ عندما يحاول ان ينتقدنا يتلفت يميناً أو شمالا خوفا من وجود ضابط مخابرات إلى جانبه.
وسعى برزان بتوجيه من صدام الى ربط دوائر مكافحة التجسس والخارجيه ووحدة الطوارئ والعمليات الخاصة بالمخابرات الذي اختار مقربين منه لقيادة هذه الدوائر المهمه جدا في المخابرات حيث أشرف على الاولى موفق الناصري فيما تحمل المسؤوليات في الثانية والثالثة خليل شاكر وفوزي العلي. وكان برزان قد تولى رئاسة المخابرات العراقية في الفترة بين عامي 1979 و1983.
لماذا عزل برزان
لكن برزان أقصي بعد ذلك وأكد صدام وقتها ان ابتعاد برزان كان عملية عزل وليس اعتزال خلال حديث له مع بعض الصحفيين الكويتين في بغداد منتصف 1983 حين قال : لقد فشل برزان في ادارة مسؤولياته ونحن لسنا نظاما يبقى فيه ابن الاسرة الحاكمة مسؤولا مدى الحياة ولأنه لم يكن أهلاً لهذه المسؤولية تم ابعاده عن وظيفته. لكن كثيرين يعتقدون ان سبب عزله نتيجة لتنامي نفوذه وحساسية صدام من ذلك.
مهام اخرى
و عمل برزان سفيرا للعراق لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف بين عامي 1988 و1999.
لكنه عاد إلى العراق في أيلول 1999 في إطار تغييرات دبلوماسية، وسط أنباء متضاربة عن انشقاقه على حكومة صدام.
وكان برزان مشهورا بعصبيته وترددت أنباء عن علاقته السيئة بنجلي صدام عدي وقصي.
،ثم أصبح برزان مسؤولاً عن ثروة صدام الخاصة لغاية عام 1995. وكانت هذه المهمة موكلة لشبكة من المقاولين الأجانب، لكن صدام قرر أن لا أحد في العراق يمكن أن يؤتمن بهذه المهمة غير برزان.
والف برزان كتابا يحمل عنوان ( محاولات أغتيال الرئيس صدام حسين )، يروي فيه تفاصيل مثيرة عن محاولات اكتشفها او قمعها جهاز المخابرات العراقي برئاسته، وهي محاولات أستهدفت اغتيال صدام حسين.
برزان.. متهم رئيسي
وتتهم منظمات حقوقية برزان بتعذيب وقتل معارضين لحكومة صدام وحملته مسؤولية القتل والاختفاء والترحيل القسري للعديد من الأقليات العرقية وخصوصا الأكراد.
كما انه أحد المتهمين في قضية الدجيل في محكمة الجنايات العراقية حيث أدلت أحدى الشهود اللائي لم تعرف هويتهن بأنه بعد اعتقالها، علقها برزان عارية من قدميها وضربها تكراراً. واتهم ايضا بإصدار أوامر بقتل نحو 148 شخصا عقب محاولة فاشلة لاغتيال صدام عام 1982.
القاء القبض على برزان
ويصف مسؤولو الولايات المتحدة الاميركية برزان التكريتي كعضو في "دزينة صدام القذرة"، المسؤولة عن التعذيب والقتل في العراق، حيث حمل الرقم 52 في قائمة المطلوبين التي وضعتها الولايات المتحدة خلال غزو العراق في آذار 2003.
وأعلن الجيش الأميركي في العراق إلقاء القبض عليه يوم 16 نيسان 2003، أي بعد أسبوع من احتلال بغداد.
وكان منزل برزان التكريتي في مدينة الرمادي التي تبعد بنحو 110 كليلومترات إلى الغرب من بغداد، قد تعرض للقصف من قبل للقوات الامريكية حيث ألقت ست قنابل ذكية أسقطت على منزله.
شنقا حتى الموت
وأثناء سير المحاكمة بدا برزان غاضبا ومشاكسا ويائسا، وكان قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا الاعدام شنقا لبرزان يوم 5 تشرين الثاني 2006. ولزم الصمت حين سماع حكم الاعدام.
رسالة الى الرؤساء والملوك من داخل المحكمة
وبعث برزان من داخل المحكمة رسالة استنجد فيها بالعديد من القادة لاطلاق سراحه، لمعالجته من مرض السرطان، الذي تفشى في عموده الفقري، كما قال، مشيداً بقيم أميركا وبريطانيا!.
وقال برزان في رسالة نشرتها ( إيلاف ) في وقت سابق انه " انسان بريء من دون ذنب واقحم بموضوع ليس له علاقة به".
وقال في الرسالة : " انني أناشد الرئيس بوش باسم العدالة والمبادئ الديمقراطية ان ينظر الى حالتي الإنسانية ويأمر بإطلاق سراحي لتلقي العلاج اللازم. كما أناشد رئيس وزراء بريطانيا باسم العدالة التي تمثل قيم بريطانيا وتاريخها ان يتدخل لدى الحلفاء لاطلاق سراحي".
وتابع في رسالته :" انني استصرخ روح الملك المغفور له الملك (فهد بن) عبدالعزيز وهو الى جوار ربه متمثلة بقيم ومبادئ الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية الأصيلة وشجاعته المعروفة ومبادئ العلاقة الاخوية التي تربطني مع جلالته ليتدخل في انقاذ حياة اخيه وصديقه لتلقي العلاج اللازم.
"وانني أناشد روح المغفور له الشيخ زايد آل نهيان وهو الى جوار ربه وبروح العلاقة المتينة التي تربطني به المتمثلة بأبنائه البررة الذين عرفتهم عن قرب وانهم أكرام، ان يعملوا على شيء لانقاذ حياة اخيهم وصديقهم وذكرى والدهم الطيب الذكر الشيخ زايد القائل: "انت واحد من أولادي".
برزان وثروة صدام
ذكرت صحيفة ( تايم) الأميركية ان برزان كشف للمحققين الأميركيين الذين يستجوبونه في بغداد معلومات قيمة قد تقود إلى معرفة أرصدة لصدام تقدر بمليارات الدولارات. ويتهم الأميركيون برزان بمساعدة الرئيس العراقي على إخفاء ثروة وأرصدة خارج العراق تقدر بين مليارين و 7 مليارات دولار أو بما يزيد على ذلك.
ونسبت ( تايم ) إلى المحقق سكوت شنايدر الذي نقل جواً خصيصاً من الولايات المتحدة لاستجواب برزان أن الأخير ادعى مراراً، وكان احياناً يضرب بقبضة يده على المائدة، إنه تحدث علناً ضد نظام صدام، وقال إنه طالب المحققين الأميركيين بالبحث عن الوثائق التي تثبت مقاومته لدكتاتورية أخيه، وأكد المحقق إن برزان لم يظهر أي سوء نية تجاه الأميركيين، بل كان مهتما بمظهره الشخصي، إذ أبدى غضبه حيال دمعة جفت على بدلة (السفاري) التي يرتديها، ولوح بأصابعه ليشكو عدم السماح له بتقليم أظافره التي طالت.
وذكرت الصحيفة أيضا أن ( خدمة الضرائب الداخلية ) التابعة لوزارة الخزانة الأميركية، قررت إيفاد عملاء يمثلون ذراعها الأمني إلى قارات عدة لمتابعة الخيوط التي حصل عليها المحققون من استجوابهم لبرزان، على أمل العثور على مليارات صدام المخفية عن الأعين.
ثروة صدام بيد الارهاب
ويخشى المحققون والاستراتيجيون الأميركيون أن تجد أموال صدام، إذا لم يتم العثور عليها طريقها إلى جماعات مسلحة تشن هجمات على القوات الأميركية في العراق، كما أنهم يأملون باستخدام أي أموال يتم استردادها في تمويل برنامج إعمار العراق، ويقول ديفيد أوفهاوزر المستشار العام لوزارة الخزانة المكلف الإشراف على جهود اقتفاء ثروة الرئيس العراقي السابق أن أي مبلغ يستعاد منها ( يمكن أن يوفر الكتب التي تحتاجها المناهج الدراسية، في أنحاء العراق) وأضاف: (يجب علينا أن نثبت للعالم أنه لا يمكن السماح للسارقين والطغاة والمنبوذين باغتصاب ثروات شعوبهم من دون مساءلة). وعلقت مجلة (تايم) على ذلك بالقول (وهي عبارات تشبه تماماً ما يقوله برزان التكريتي هذه الأيام).
برزان لا يوافق صدام اعماله
وتقول مجلة تايم إن ادعاء برزان بأنه ندد بنظام صدام لا تسنده أدلة، إذ أن رسالة كتبها لأخيه في تسع صفحات عثر عليها المحققون ضمن أمتعة بعد القبض عليه لا تنطوي على عبارات شخص مستاء أو منتقد. وتشرح الرسالة التي بدا أنها كتبت إبان التسعينات وضع الأرصدة المالية التي وضعها صدام تحت تصرف أخيه، والسبل الكفيلة بإخفاء الأموال.
ويشرح برزان لاخيه في الرسالة كيف ينوي إخفاء الأرصدة المالية، و يختتم رسالته بالقول: (إنني على استعداد للقيام بأي شيء لزيادة مستوى ثقتكم بصحة علاقتنا التي نحيا ونموت من أجلها)، ويوقع الرسالة بعبارة (أخوك المخلص برزان).
برزان والارصدة العراقية المختفية
وبالرغم من حرص برزان على التحفظ في أقواله، إلا أنه، طبقاً لـ تايم، أشار إلى ضرورة إحداث إصلاحات سياسية في العراق، ويرى المحققون أنه على الرغم من حصول خلافات بين صدام وبرزان، خصوصاً إثر رفض الأخير اقتران نجله بإحدى بنات الرئيس العراقي، إلا أنه أضحى مسؤولاً عن الشؤون الخاصة بأموال صدام في الخارج منذ عام 1983، حيث تم نقله إلى جنيف مندوباً دائماً للعراق لدى المقر الأوروبي لمنظمات الأمم المتحدة، وكانت مهمته الأساسية إدارة شبكة مالية معقدة أتاحت توفير التمويل اللازم للرئيس العراقي خلال سنوات شهدت حروباً وعقوبات اقتصادية مؤلمة.
وذكر محققون غربيون استأجرت خدماتهم الحكومة الكويتية بعد حرب الخليج السابقة أن برزان قام بنشاط مكثف لتنسيق استعادة الأرصدة العراقية الموزعة خارج البلاد للحيلولة دون تجميدها أو مصادرتها، ونجح في إخفاء مبالغ ضخمة بعد فرض العقوبات على العراق لدى شركات يملكها أشخاص في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، ومن خلال تحويلات تتم عبر البنك المركزي العراقي.
وأشارت تايم إلى أن المحققين الأميركيين استخدموا رسالة برزان للرئيس العراقي ليحددوا، أثناء الاستجواب ما إذا كان صادقاً في أقواله وإفاداته، وسرعان ما خلصوا إلى أنه كان على الأقل صادقاً في جانب منها.
يتبع