تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: دار جابر ( دار السلام)
المشاركات: 382
بول الإبل لا يحوي سموماً قاتلة للإنسان بل شفاء
مضاد حيوي فريد يكشف النقاب عن سر التداوي بأبوال الإبل
كتب علاء الدين مصطفى
قال تعالى -أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت- هل يصدق الإنسان أن هناك مضاداً حيوياً فريداً يكشف النقاب عن سر التداوي بأبوال الإبل والقضاء على مسببات الأمراض الميكروبية، بل هو أحد وأهم وأحدث الاكتشافات التي تفسر استخدام بول الإبل في الاستشفاء من الأمراض، وكفاءتها بوصفها مضاداً طبيعياً لتحديد المادة الفعالة فيه... إن دلائل الإعجاز الشفائي في بول الإبل ذكرت في القرآن، وإن في صرف الله تعالى للنظر إلى الإبل في القرآن الكريم أسراراً لو انعزل لها مجموعة من العلماء كل في مجال تخصصه لوجدوا فيها الكثير من الإعجازات الخلقية للإبداع الإلهي، فسبحان من خصها بخصائص تدل على عظمة الخالق وصدق الله العظيم حيث قال: -صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون-.
ومن هذا المنطلق ونظراً لأهمية البحث ارتأينا أن ننشر هذا البحث الجيد بكل المقاييس للباحثين الدكتور محمد محمود شهيب أستاذ الميكروبيولوجي، والدكتورة إيمان محمد حلواني أستاذة مساعدة في علم الميكروبيولوجي.
- في البداية أوضح الباحثان الجانب الشرعي لهذا البحث قال الله تعالى: -أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت- -الغاشية- آية:17-.
لقد نزلت هذه الآية فيمن ينكرون ما ذكر من البعث وأحكامه، وكانت أول آيات الدلائل الكونية التي أمرهم الله عز وجل إلى التفكر في كيفية خلقها، ومن ثم قرنت بالآيات الكبرى في خلق السموات والأرض. لقد خلقت خلقاً بديعاً منفرداً عن سائر المخلوقات فهي تحمل سقاءها وطعامها، ولها تركيبها التشريحي والوظيفي التي انفردت بها العديد من الكتب لتفسر خصائص تكيفها في بيئة الصحراء، وفي ذلك دعوة عامة للتأمل والتدبر في تلك المخلوقات والبحث العلمي جزء لا غنى عنه لتحضير هذه الخصائص.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : >إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم<. -مسند أحمد - حديث: 2545-.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن نفراً من عُكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض، وسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: >ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها<؟ فقالوا: بلى، فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها، فصحوا، فقتلوا الراعي، وطردوا الإبل، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث في آثارهم، فأدركوا فجيء بهم، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا -مسلم. حديث: 1024-.
وعن أنس قال: قدم أناس من عكل أو عرينه فاجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم... الحديث -البخاري: حديث: 231-.
فوائد لهديه وسنته صلى الله عليه وسلم
1- مشروعية الطب والتداوي بألبان الإبل وأبوالها. بل فعلها من السنة.
2- توثيق مصدر جديد من مصادر العلاج في الطب الإسلامي وهي ألبان الإبل وأبوالها في التشافي في الأمراض الباطنية.
3- بول الإبل لا يحوي سموماً قاتلة للإنسان بل شفاء.
4- يستخدم لبن وبول الإبل لعلاج الأمراض التي تسبب صفرة اللون.
5- يستخدم لبن الإبل وبولها لعلاج الهزال الشديد.
6- يستخدم لبن الإبل وبولها لعلاج أمراض الجوف -البطن-.
7- يستخدم لبن الإبل وبولها كعلاج سريع المفعول وآمن.
الجانب التجريبي والعلمي
وقال الباحثان إن الله عز وجل زود الإبل بخصائص تشريحية للكلى ليست متوفرة في حيوان آخر، حيث يتميز الجهاز البولي في الإبل بخصائص فريدة سواء في شكل الكلية وحجمها أم صغر حجم المثانة أم حساسية الأنابيب البولية التي تمثل عشرة أضعاف حساسيتها في البقر أم في قدرتها على تركيز البول. وتقوم كليتا الإبل بإنتاج البول على مرحلتين، يتم في المرحلة الأولى ترشيح كل مكونات الدم من المجري الدموي إلى داخل فراغ الكلية -الراشح الكلوي-، وفي المرحلة الثانية يتم إعادة مكونات البول اللازمة للحيوان مرة أخرى، ويتحرك المتبقي في أنابيب البول حتى يخرج من الحالب مكوناً البول. ومن الملاحظ أن كمية الراشح الكلوي قليلة نتيجة لطول الأنابيب المسؤولة عن إعادته للدم، مما يؤدي إلى تركيز الأملاح والمواد النيتروجينية المتبقية وتقليل الفاقد المائي، ويقدر معدل الترشيح الكلوي في الإبل بين 55-65 مل/100 جم/ وزن حي/ الدقيقة وينخفض في حالة العطش إلى 15 مل -حسين، 2003 وباسماعيل، 2004ب-.
استخدام أبوال الإبل الطبية
وبين الباحثان أن بول الإبل استخدم عند ذي السنام الواحد لأغراض طبية منذ قرون عدة في دول عربية عدة، وتم استخدامه لجميع المشكلات المتعلقة بالجلد والشعر والأمراض الداخلية المستعصية. ويقال إن ملاك الإبل قديماً كانوا يستعملون بول الإبل لعلاج الجروح ويقومون بتخفيف البول في الشمس ويكبسونه حتى يصير في شكل حبوب أو أقراص.
واستخدم أهل البادية بول الإبل المعروف باسم >الوزر أو العبس< علاجاً لبعض الأمراض الشائعة منها:
علاج آلام المعدة
حيث يذكر أن البدوي عندما يمرض في معدته أو يشعر بخمول وإعياء في جسمه فإنه يداوي نفسه بشرب قليل من بول الإبل، حيث يؤخذ مقدار فنجان قهوة -ما يعادل ثلاث ملاعق طعام- ويخلط مع كأس حليب ويشرب على الريق.
- علاج الدمامل والجروح والالتهابات -مضاد للميكروبات-.
ومنها التهابات اللثة، وجع الأسنان وذلك عن طريق المضمضة، وأن غسل العيون ببول البكره التي ترعى في الصحراء يقضي على كثير من التهابات العيون. كما استخدمت أبوال الناقة مادة مطهرة لغسل الجروج والقروح.
علاج لدغة الحية -مضاد للسموم-
وذلك بغسل ذيل الجمل والناقة في إناء به ماء حيث يذوب فيها العبس. وهي مادة لزجة تتخلف من البول وتتعلق بأذيال الإبل، ويشرب الملدوغ من هذا الماء مرات عدة وقد يتقيأ بعد الشرب ولكن البدو يعرفون أن هذا الشراب ينفع في مقاومة مفعول السم.
الحمى وفساد المعدة -اضطرابات الجهاز الهضمي-
وقد اعتاد أهل البادية العمل بما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن في أبوال الإبل شفاء لما يعترض المعدة من فساد الطعام وارتفاع درجة الحرارة وغيرها من وخم البطن وشكواها.
لعلاج القشرة، القراع وتساقط الشعر، وللقضاء على الطفيليات.
يستعمل نساء البدو بول الإبل في غسل شعورهن لوقايتهن من الحشرات -القمل- ومعالجة القرع والقشرة، كما إنه يمنع تساقط الشعر ويكسبه القوة واللمعان.
وفي العصر الحديث حظيت الإبل بانبثاق ثورة علمية، وفتحت الآفاق للباحثين من كشف بعض كمائن أسرار خلقها العظيمة بعد أن دعا الله سبحانه وتعالى الناس إلى النظر والإمعان في خلقها دون سائر الدواب.
فقد أثبتت الدراسات الحيوية أن بول الإبل يعالج مرض الاستسقاء، حيث إن بول الإبل غني بالبوتاسيوم ويعمل مداً بطيئاً للبول ولكنه لا يخل بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم والكلوريد -أوهاج وآخرون 2000-.
كما أظهرت نتائج تجريبية بنيت على دراسة معملية أنه يمكن معالجة بعض الإصابات الجلدية بمرهم يحتوي على بول الإبل، وهو نافع لعلاج الإصابات الجلدية المختلفة مثل إصابات الأظافر بالفطريات، الإصابات الجلدية الفطرية للأقدام، الإصابات الجلدية الناتجة عن خميرة الكانديدا، الحساسية، الدمامل، الشروخ الشرجية، الجروح والحروق -العوضي وآخرون، 2004-.
وقد أظهرت إحدى الدراسات المهمة أن لبول الإبل ميزة فريدة، حيث يمكنه أن يمنع حدوث الطفرات السرطانية لكونه مادة مضادة للأكسدة.
الدراسة الحالية
وكشف الباحثان أن الدراسة الحالية أثبتت أن لبول الإبل مادة فعالة في القضاء على مسببات التسمم الغذائي ويستطيع القضاء على بكتيريا سالمونيلا تيفيميوريم في ساعات عدة تتراوح من 2-12 ساعة وإيقاف نموها عند تركيز 10-20%، ويمكن بذلك وصفه بأنه مادة مضادة للبكتيريا الممرضة، ويعد هذا البحث سبقا علمياً فريداً في إثبات كفاءة البول لعلاج مرض التسمم الغذائي والقضاء على مسبباته والذي أهم عوارضه الإسهال -ذرب البطن- تفسيراً لأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن.
ولقد كان منطلق البحث في هذه الدراسة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما ظهر في نتائج هذه الأطروحة يوافق بإذن الله نص الأحاديث الشريفة كما يلي:
1- ذرب البطن: وهو على الغالب النزلة المعوية التي تصيب الإنسان.
وظهر هذا جلياً عندما نجحت في استخدام البول الطبيعي لقتل بكتريا السالمونيلا المسببة للتسمم الغذائي -نزلة معوية- الذي من أعراضه إسهال البطن الحاد أو المتوسط والقيء بسبب فساد المعدة ووجوده مسببات فساد الغذائي التي بوجودها ترتفع درجة حرارة الجسم أيضاً، ويصاحب تلك الأعراض ضعف ووهن عام واصفرار في اللون، وهي أول دراسة علمية على هذه البكتيريا المعوية الممرضة باستخدام أبوال الإبل في القضاء عليها.
- وأوضح الباحثان أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر هؤلاء النفر باللحاق بالإبل لشرب البول واللبن من الإبل مباشرة، ولم يطلب لهم إحضار البول مع أنهم كانوا مرضى وأجسامهم ضعيفة، ولكن أمره له باللحاق براعي الإبل يوضح وجه الإعجاز في تأثير البول العلاجي بضرورة استخدامه طازجاً. وهذا ما أثبت في الدراسة من أن البول يظهر أكثر قوة وكفاءة في قتل البكتيريا المسببة للنزلة المعوية عندما يكون طازجاً عن البول غير الطازج، حيث يضعف تأثير البول ضد البكتيريا بمعدل 50% عند حفظه لمدة يومين وبمعدل أعلى يصل إلى 75% عن معدله الفعلى 100% عند حفظه لمدة أسبوع في الثلاجة وليس في درجة حرارة الغرفة، ومن هنا يُستدل أنه كلما كان البول طازجاً كلما كان الشفاء أسرع والفائدة أفضل. وصدق الرسول الكريم عندما قال -الحقوا- وفي هذا دلالة على إعجازه صلى الله عليه وسلم حيث تنبأ بمسبق علمه أن الأفضل للشفاء هو شرب الأبوال والألبان الطازجة، وذلك يثبت أن المواد الفعالة به تفسد أو تضعف مع مرور الوقت -وهي على ذلك ليست بأملاح لثبات تركيبة الأملاح ونسبها مهما طالت الفترة الزمنية-، وهذا الأمر معروف لدى البدو فهم يصفون تناول البول للاستشفاء -حار- أي طازج من الناقة فور تبولها، بل بعضهم يضع العضو الخارجي المصاب من جسده، تحت بول الناقة مباشرة لتلقيه طازجاً.
وقالا إن في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم >إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء< إشارة مطلقة للإبل الحلوب وبولها أياً كان نوعها، سلالتها أو عمرها أو نوعية غذائها. وهذا ما أثبتت بالتجربة، حيث تم أخذ عينات لنوق ذات أعمار مختلفة ترعى على نباتات مختلفة وأخرى تأكل البرسيم فقط ومجموعة منها مازالت ترضع حليب أمهاتها، فكانت الرضع أقل كفاءة في القتل، وفي ذلك إشارة إلى أن قد يكون لعموم لفظ الإبل يقصد به الحلوب فقط لأنها هي التي تعطي اللبن والبول، والتي لقحت وولدت كما في لفظ -بلقاح-. أما النوق اللقاح واللبون التي غذيت بأنواع مختلفة من الغذاء كانت أبوالها في جميع الأحوال متقاربة أو متماثلة الكفاءة، مما يدلل على أن الإعجاز يكمن في تركيب البول الفسيولوجي -الطبيعي- للإبل وليس للغذاء أو الأملاح دوراً رئيسياً في إعجاز البول العلاجي.
وأضاف الباحثان: الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بشرب الألبان والأبوال، ومن المعروف أن بعض الإبل قد تكون مصابة في الضرع ببكتيريا البروسيللا Brucella المسببة للحمى المالطية؛ لذا ينصح بغلي اللبن، وفي حال كونه مخلوطاً بالبول فإنه يمكن غلي البول معه دون أن تتأثر المواد الفعالة في البول بالحرارة العالية.
وفي هذا إعجاز فعلي تضمنته الآية الكريمة في خلق هذا الحيوان وما تحتويه إفرازاته من مواد نافعة طبياً -أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت-.
ورغم تلك الإصطبلات التجريبية الشعبية أو حتى العلمية فإنها ليست إلا تصديقاً وبرهاناً علمياً لمن يشك أو لا يصدق بكينونة الشفاء بأبوال الإبل وألبانها وليزداد الذين آمنوا إيماناً، وهي معجزة العلم الخالدة. ومما لا شك فيه أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد سابقاً والحديث الذي يعالج ما أصاب قومي عُكل وعرينة لدلالة قاطعة على الفوائد الكبيرة لبول الإبل وطريقة العلاج والعوامل الشفائية فيه.
عبدالمحسن مبارك--- لا تنسونا من صالح دعائكم