جنوني
يتامى جرفتهم روح الحرمان لتلقي بهم بين الأيادي الخبيثة ، تحركهم يمنة ويسرة ،، وهم الأيتام الصامتون ،، لنصمت نحن أيضا !!
وندعهم لصراع لانصرة فيه !!
وأنا لاأزال أفكر !!!
جنوني
أرض واسعة ،، تعادل بوسعها سعة قلبه الأبيض ،، روحه الحالمة ،، قلبه الطيب ،، كرمه الحاتمي ،،
أرض ضمته ،، حضنته ،، جمعته بي ،، وهبته قلبي ،، ثم أكلته !!
وأنا لاأزال أرثي !!
جنوني
ماأرق ابتسامتها ،، ماأطهر احساسها ،، ما ألذ أحضانها ،، ما أعذب حروفها ،، أعيش لها ،، ولتضحياتها ،، لم أفق يوماً إلا وفي حضنها أرتمي ،، مشاعري لم تعد لي ،، بل هي بملكها ..
أمي ،، حبيبتي ،، انا ابنك الذي رماك في وسط الطرقات ،، ضحى بك لعيون زوجته الخبيثة ،، والآن وبعد كل هذه السنين .. أين أنتِ ياأمي ؟؟
زوجتي ودعتني ورحلت !! تركتني أسيراً لذكرياتك ،، أعض أصابع الندم ..
وأنا لا أزال أبكي !!
جنوني
ابني الغالي ،، أودعك !! لغدك الذي آمل أن يكون أفضل من غدي المظلم !!
ضاعت أموالي ،، وباتت أرزاقكم بين ذرات الهواء يبعثرها ،،
لن أعود اليكم ،، لست أهلاً لكم ،، ولست وكيلاً عليكم ،، سلبوا أملاكي ،، وأصبحت ملكاً للقبر فقط ،، وها أنا أسير ضائعاً ،، ارتجي من الله أن يرد كيد من ظلمني ،، وأن يسخر لك ولاخوتك ووالدتك قلوبا نقية ،، تفتح أبوابها لكم ،، وتحميكم من غدر هذه الدنيا الخائنة ،، وداعاً .. أحبكم ..
وأنا لاأزال أضيع !!
جنوني
آآه من طفولة لا أحلم بغيرها !! كم أذكر الأيام البريئة ،، وكأني أتذوق رائحة تلك الأجواء الناعمة ،، والضحك .. وكأني أسمع قطتي الصغيرة وهي تداعبني بصوتها الساحر ،، والدي الذي حملني على ظهره وظل يسير بي بين أرجاء منزلنا القديم الذي رسمت على ترابه خطتي ،، جسدت مستقبلاً من الطموحات ،، أحلام طفولة لم تغادرني يوماً ،، حتى وصلت الى سن العشرين ،، لأبدأ مشوار احلامي ،، لأحقق به ذاتي ،،،،
بدأت مشواري بطبقات من الحديد ،، تقودني من مكان لآخر ،، اعتقدت انها الرفيقة التي سأصل معها الى القمم ،، فقادتني هي نحو ظلام دامس ،،
حادث أليم مزق جسدي ،، أعاقني فأصبحت أسيرا للفراش ،، ولم يعد لحياتي معنى !!
وأنا لاأزال أعاني !!!
جنوني
أنني لم أعد أقاوم كل هذا !!
ولم يعد صمتي يرافقني !!
ولم يعد لصراخي صدى !!
وانا لاأزال .............................
من فراشي الأبيض اهديكم تحياتي
من بريدي