إن الناظر في الأحقاب الماضية ليجد أن الله سبحانه وتعالى.. سخر عباداً من عنده قاموا بهذا الدين.. سواءً كانوا من هذه الأمة أو من أمم قبلها.. ومن هؤلاء غلام الأخدود الذي أبهر الملك ومن كان في عصره بجرأته وبطولته ورجولته الحقيقية عندما قدّم نفسه رخيصة لهذا الدين ولهذه العقيدة.
إن المسلمين اليوم بحاجة إلى صياغة وصناعة جديدة لكثير ممن ينتسب إلى هذه الجماع المسلمة.. فليس الانتماء بالبطاقة أو لأقليم يكفي لهذه الأمة لتبني مجداً أضاعته أحقاباً من السنين.. وليس لها كذلك أن تعود إلى سيادتها إلا إذا صنعت رجالاً يستطيعون إعادة البناء وردِّ الأكوام الهائلة من التخلف إلى الوراء.. وليس معنى طلب هذه الصناعة أننا نفقد هؤلاء الرجال بالكلية.. ولكننا نقول.. ربما كانوا هناك..
ولكن هم بحاجة إلى صياغة من جديد وإظهارهم في قوالب غير القوالب التي ألقوها.. في رتابة مُملة يعيشون فيها أجواءً تجعل المسلم يُفكر جيداً وملياً بتغييره إلى الأفضل.ز
" صناعة الرجال " كلمة عجيبة وصياغة جديدة ولأول مرة قد تخطر ببال إنسان أن الإنسان يُصنع.. لا بل الرجال تُصنع ولا غرابة في ذلك.. إنها تبعث الأمل في نفوس المسلمين وتبث الشعور في الفرد المسلم لتغيير العالم ابتداءً مما حوله.. من ظلم الظالمين وجور الجائرين وطغيان الطغاة.. ليكون قائداً له أن يعيش يوماً ما بطولة.. يستطيع بها إعادة الحقوق إلى أهلها.. وإعادة المياه إلى مجاريها..