
رد : تابع هوى النفس محروم من الجنه
أخي ابن شرعا بارك الله فيك أخي الكريم على ما سطرته
أن الله عز وجل ما ذكر الهوى فى موضع من كتابه إلا ذمه ، وسمى الهوى بهذا الإسم لأنه يهوى بصاحبه ..
إن العبد لم يخلق للهوى وإنما خلق لمهمة كبيرة قد يكون الهوى عائقا وحاجزا بينه وبين ما خلق من أجله ..
والقرآن الكريم فى غير موضع يذم الهوى ، ( واتبع هواه فمثله كمثل الكلب) سورة الأعراف :176
( أفرأيت من إتخذ إلهه هواه ) سورة الجاثية :23
( أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) سورة االكهف :28
(ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغى فى بطونكم ومضلات الهوى " روه الترمذي وهو حديث حسن صحيح
وقال مالك بن دينار " بئس العبد عبد همه هواه وبطنه"
وكان الصديق رضي الله عنه يردد " إني بليت بأربع ما سلطوا إلا لجلب مشقتي وعنائي إبليس والدنيا ونفسي والهوى ، كيف الخلاص وكلهم أعدائي
وقال على بن سهل :العقل والهوى يتنازعان فمعين العقل التوفيق وقرين الهوى الخذلان
ولكن الشرع الحنيف وضع حلولا شافية لهوى النفس فيقول رسولنا الكريم " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله ".
والمؤمن الحق قوام على نفسه دائم الحساب ومراجعة النفس حتى يفيق من سكرة الهوى ومما يعالج هوى النفس ليكون موافقا لشرع الله الصبر والتصبر .
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" لأن الإنسان إذا ظل متبعاً للهوى فيصدأ قلبه .
وكان يحيى بن معاذ يقول " سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقم فكذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب" .
ولذلك كان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لنا بغض النظر ومن قبل القرآن الكريم ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) سورة النور:30 ؛ كي يغلق باب الهوى من البداية فإن النظر سهم من سهام إبليس ، وأفضل ما يضبط أعمال المسلم أن يزن أفكاره وآراءه وأقواله وأفعاله بميزان الكتاب والسنة لا برأيه ولا برأي غيره.
فلو غلب المسلم جانب الشرع على جانب الهوى والطبع سعد دنيا وأخرى وأسعد غيره وإن كانت الأخرى فنسأل الله أن يهدينا سواء السبيل وأن يجنبنا الهوى هو ولى ذلك والقادر عليه.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الوهابي ; 19-09-2006 الساعة 01:29 AM