عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2006, 12:59 AM
  #1
نسناس
عضو فضي
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,429
نسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond repute
افتراضي احفاد الروم ... واحفاد الفرس ... والضحية ...


أحفاد الروم اليوم من الأمريكيين والأوروبيين؛ يأتون على رأس الأمم المتحدة علينا والمتداعية ضدنا بأطماعها الاقتصادية، ومشاريعها السياسية وخططها العسكرية، وطروحاتها الثقافية الحضارية؛ ليندرج كل ذلك تحت مشروع هيمنة جديدة تسوق إليها أطماع إمبراطورية أمريكية مدعومة بتحالف غربي أوروبي، يريد أن يتقاسم مع الأمريكيين مقدرات الشرق الإسلامي في حملات صليبية جديدة؛ لذلك كان من أهم أسس هذا المشروع، أن يركز الغرب لحين من الدهر، على تحطيم كل عوامل الممانعة في أمتنا: سياسياً واقتصادياً وحضارياً، ليكون على رأس أجندة (تحطيم الممانعة) كسر إرادة المقاومة الحقيقية الصادقة في جبهات النزال عسكرياً، وتوهين الصمود على الهوية حضارياً.

ولأمريكا على وجه الخصوص أجندة متشددة ومتجددة، تهدف إلى ضرب مشروع المقاومة الحضارية والجهادية في أمة الإسلام، لضمان السيطرة عليها لعقودَ قادمة، ولأجل هذا تحرص على الاحتفاظ بالتفوق الشامل على المستوى العالمي، وتحرص في الوقت نفسه على الاحتفاظ بالتفوق الشامل لدولة اليهود على المستوى الإقليمي، أو على مستوى (الشرق الأوسط الكبير) أو (الجديد) المزعوم، مع ضمان حرمان العرب والمسلمين من أي قدرات رادعة أو ممانعة، يمكن أن تصنع في يوم من الأيام أملاً في تحقيق توازن للقوى.

وعندما تنحاز الولايات المتحدة لهذا الخيار العدائي السافر ضد أمتنا؛ فهي هنا في الحقيقة لا تفرق بين عرب وعجم، أو بين سنة وشيعة، أو حتى بين إسلاميين وعلمانيين ـ إذا كانوا صادقين في دعاواهم القومية أو الوطنية.

وتأتي الحملة العالمية التي تقودها أمريكا ضد إيران في هذا السياق؛ ففي يقيني أنه بالرغم من تلاقي الكثير من المصالح المؤقتة بين طهران والأمريكان، إلا أنهم سيغدرون بالشيعة في النهاية، وسوف يستخدمونهم كعصي يضربون بها ما حولها، ثم يعودون عليها بالكسر والتحطيم؛ فالعداء بين أمريكا وحلفائها من الأوروبيين من جهة، وبين إيران من جهة ثانية، تمده أحقاد موصولة بين الأجداد والأحفاد من الفرس والروم، كما فصّلت في مقال سابق(1).

لكن هل يدرك الإيرانيون وأشياعهم هذا؟ وهل يعملون لمواجهة ذلك على المستوى العاقل الرشيد؟! أشك في ذلك، بل أوقن أن الإيرانيين يسيرون في طريق استدراج ليس في صالحهم ولا في صالح أمة الإسلام حولهم؛ فالتعصب المذهبي، قد ورَّثهم نوعاً من العمى السياسي الذي قادهم إلى طريق منفرد وعر مظلم معزول عن بقية العالم الإسلامي الذي يتشدقون بالانتماء إليه والغيرة عليه.

كنا سنفرح لو كانت قدرات الإيرانيين النووية دِرعاً لنا، وردعاً لأعدائنا، ولكن السياسات المعلنة، والمواقف المفضوحة ضد السواد الأعـظـم مـن الأمـة ـ وهـم أهـل السنة والجماعة ـ لا تبشر بخير، ولا تنم عن أن قوة إيران ستكون قوة للمسلمين، وتشهد على ذلك أحداث العراق وأفغانستان، حيث صرح نائب الرئيس الإيراني (إمام علي أبطحي) بأنه «لولا إيران، ما استطاعت أمريكا أن تغزو العراق ولا أفغانستان»!


( هذه مقتطفة من مقالة د. عبدالعزيز كامل ... مجلة البيان )

http://www.albayan-magazine.com/files/lebanon/1.htm
__________________
نسناس غير متواجد حالياً