عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2006, 11:08 AM
  #2
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : o°°o°°o°~.][ رش السـكر على الكـــلام ][.~ °o°°o°°o

أخي الغشيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحياناً يكون رش السكر على الكلام للمداهنة ليس إلا
كما أخبر بذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : يخرج في آخر الزمان رجال يختِلون الدنيا بالدين ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله تعالى : ( أبي يغترون أم علي يجترئون ، فبي حلفتُ لأبعثن على أولئك فتنة تذر الحليم فيهم حيران ) ، رواه الإمام الترمذي في صحيحه وقال حديث حسن صحيح.
هذا الحديث ينقسم إلى شطرين:
شطر قاله المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم عن أناس واصفاً إياهم بأوصاف دنيئة فيها نفاق ورياء.
والشطر الثاني عن المولى عز وجل يرويه الحبيب عن ربه جل وعلا " أبي يغترون أم علي يجترئون..." الخ الحديث .
ارتكزت الصورة الكنائية هنا على مظاهر البيئة الحيوانية، ومثل الخروف والذئب فيها طرفي التناقض بين الخير والشر فنرى في الحديث ذئاباً في شكل خراف ونرى إبطاناً لسوء وإظهاراً لخير ، والمعهود وداعة الخروف ، ومكر الذئب ، فالنفس تتفاعل مع هذا المثل لما وقر منه في النفوس نتيجة المشاهدات والتراث الحافل بالحكايا عن الحيوان ، كما أن وداعة الخروف ومكر الذئب من التراث الإنساني ، ولكن عبارة (جلود الضأن ) جزئية بيئية لامعة في النص.
وعُبّر في النص عن الخداع بلفظ ( يختلون ) الخاص بالذئب الذي يخدع الفريسة، ولكن يلحظ هنا المستوى الحيواني للمنافق في القوة الغضبية الماكرة ، كذلك تفرز دلالة الجمع " ذئاب يختلون " أشعة الرعب من هؤلاء فإن ذئباً واحداً يخيف ، واكثرة تؤدي إلى هلع كبير ، وصار وجود هؤلاء المرائين مجرد صيد بأداة الدين ، والكلام المعسول بل هو أحلى من العسل كما في صيغة التفضيل وهو كلام حلو يخفي الضغينة.
ونلاحظ أن المبتدأ والخبر من نوع واحد " قلوبهم قلوب الذئاب " للدلالة على إثبات الصفة الغضبية لهم ومدى استحقاقهم لما اصطبغوا به ، كما أن إضافة قلوب إلى الذئاب تكسبها شيئاً من التعريف فهم يعرفون بالذئاب وحتى يمكن أن يقال: قلوب الذئاب قلوبهم.
ونتيجة للاعتماد على البيئة هنا صار أمامنا في اللوحة قطيع يسرح آمناً وديعاً خلف الراعي وثمة صوف كثير على الجلود يُحب فيه اللين إذ تثار حاسة اللمس إلى جانب البصر ، فهذه الصورة منتزعة من الحالة الرعوية ، وهؤلاء الذين فتكوا بالضأن ، ليلبسوا جلودها ، ليخدعوا الناس بليونتها ، لم يلبسوا إذا تقشفاً وورعاً ، ولنا أن نقول : مع فضاءات مقاصد النص ووحداته اللغوية إنه بقدر ما يخيفنا المنظر إن جرى على وجه حقيقي ( ذئاب داخل خراف ) بقدر ما يخيفنا وجود المنافقين كالسوس في تكاتف الأمة، وعلى قدر الفتك بالخراف يكون الفتك بالأمة ، ودينها ، كما نلحظ في تعبير للناس فضحاً لهذا التظاهر

وآسف على الإطالة أخي الحبيب لذا أنا أجد أن الصراحة بدون وقاحة والوضوح بدل التقعر في الفصاحة هو أحسن الكلام خصوصاً في زمن الخداع..
أما السكر أخي فلندعه لمن نحب
ألست معي في ذلك!؟
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الوهابي ; 05-09-2006 الساعة 11:09 AM
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً