عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-2006, 08:54 PM
  #37
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Lightbulb الرحمــة على الفكــر

يقال بأن الشعوب التي لا تقرأ تفقد الكثير من سماتها الإنسانية ، فالإنسانية في الوصف الشخصي هي صفة هشة لأنها تسكن الطبقات العليا من المخ وهي الطبقات الأكثر خارجية ، وهي أكثر خلايا المخ هشاشة وتعرضاً للزوال؟!
وهنا يكمن السؤال؟
هل لله سبحانه وتعالى حكمة في ذلك ، هل أراد الله أن يلقن المخلوق درساً بذلك؟ هل أراد الله سبحانه وتعالى أن يبين للمخلوق أن ما يفرقه كإنسان عن الحيوان هو فكره.. وأن فكره هذا يكمن في أشد أقسام المخ تعقيداً وأكثرها معرض للزوال ، وأنه يتعين عليه أن يدافع عن فكره إذا أراد أن يحتفظ بإنسانيته ولكن كيف له أن يدافع بلا فكر تجريدي وجمع من اللغة يعزز حجته.. وما الذي يجعل العرب اليوم عاجزين عن ذلك؟
أنا هنا لا أريد أن أبسط الحلول ولكني أريد أن أدلكم إلى أقصر الطرق للفوز بحضارتنا ، أقصر الطرق لتربية أجيال تتسلح بتفكيره ومن ثم إنسانية تنقذ حاضرنا من الضياع.. وإن قلت لكم أن أقصر الطرق هذه قد يكون بالقراءة هل ستصدقونني.. دعونا نحللها من بعد آخر.. القراءة وحدها اليوم هي التي تعزز اليوم الفكر التجريدي في التحليل والتفكير الذي هو فن ركائز الفروق بين الإنسان والحيوان.
فالحيوان يعجز عن التفكير التجريدي الذي هو الطريق الأوحد للوصول لأنواع عليا من التفكير مثل التفكير المنطقي والاستنتاجي وكلها أنواع من التفكير لا تبنيها إلا كلمة ، ومن أين تجمع الكلمات؟ أليست هي الكتب؟ أليست هي العيون نفسها التي تكتشف الكلمات؟ هي نفسها التي أدمنت اليوم الثقافة المرئية التي أدخلت علينا ثقافة الصورة التي تفرز التفكير بالطريقة الشمولية والبديهية وأفقدت العرب القدرة على التحليل.
الدراسات الأخيرة في طب الأطفال الأمريكي نَصَحت أن طفل السنتين وما هو أقل لا يشاهد التلفزيون البته لأنه في هذا السن يبدأ تعلم الكلام ، ويبدأ في تفاضل فص المخ ، وفي تكوين تفكيره التجريدي ، ونصحت هذه الدراسات على أن الطفل الأكبر من سنتين لا يشاهد لا يشاهد التلفاز ولا يلعب ألعاب الكمبيوتر أكثر من ساعة أو ساعتين يومياً ، لأنه محتاج أن ينمي محصوله اللغوي حتى سن الثانية عشر لأن شفرة المخ عند الإنسان تقفل عند سن الثانية عشر ولا يمكن غرس هوايات مثل هواية القراءة في فرد بعد هذا السن.
خلاصة القول إذن هي أن قراءة الكتب في الصغر قد تساعدنا على تحرير أنفسنا من الظلم والاضطهاد في الكبر ، قد تساعد على تحرر أمم وإن أردنا أن نغير في مستقبل شعوبنا فدعونا نبني الفكر بأبنائنا..
الكتاب اليوم هو المسكن الحقيقي والطبيعي للعلم والمعرفة منذ أن حفر السومريون ألواحهم.. ومنذ أن اخترع جوتبرج المطبعة.. وهي التي أتت لهذه الأمة يوماً ما بالمجد والعظمة ، وجاءت بالنور من نهاية نفق..
علموهم القراءة وإن كنا نحن العرب مع الأسف لا نقرأ.. فالرحمة على مثقفينا الكبار وسنترحم على مثقفينا الصغار قريباً إذا لم يتغير الحال..
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً