عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2006, 12:11 AM
  #21
أبو زيد
..:: قلم من ذهب ::..
 الصورة الرمزية أبو زيد
تاريخ التسجيل: Mar 2005
الدولة: مكان ما
المشاركات: 2,177
أبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond reputeأبو زيد has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقة الرابعة عشر


لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص لأنه ما
المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة ؟ وكيف توجد العقيدة توجد
العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان ؟.



إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دافعة – مجرد كلمات
خاوية أو على الأكثر ميتة ! والذي يمنحها الحياة هي حرارة
الإيمان المشعة من قلب إنسان ! لن يؤمن الآخرين بمبدأ أو فكرة
تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع .



آمن أنت أولا بفكرتك آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار ! عندئذ
فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية
من الروح والحياة !..



لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ، ولم تصبح كائنا حيا دب
على وجه الأرض في صورة بشر !.. كذلك لا وجود لشخص – في هذا
المجال – لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص …



إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو
المعنى واللفظ عملية في بعض الأحيان مستحيلة وفي بعض الأحيان
تحمل معنى التحلل والفناء !..



كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان ! أما الأفكار التي لم تطعم
هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا
واحدا إلى الأمام !.



الحلقة الخامسة عشر


من الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة
باستخدام وسيلة خسيسة !؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلى في
قلب النبيل : فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة
خسيسة ؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة حين نخوض إلى
الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى شط الملوثين .. أن
أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه
الأقدام كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة : إن الدنس سيعلق
بأرواحنا ، ويسترك آثاره في هذه الأرواح ، وفي الغاية التي
وصلنا إليها !.



إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية . ففي عالم الروح لا
توجد هذه الفوارق والتقسيمات ! الشعور الإنساني وحده إذا حس
غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة .. بل لن يهتدي إلى
استخدامها بطبيعته ! (( الغاية تبرر الوسيلة !؟ )) : تلك هي
حكمة الغرب الكبرى !! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن
توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات !.
__________________
الـجـراد يـأكــل البـعـوض،
والعصفور يفــترس الجراد،
والحيّة تصطـاد العصـافير،
والـقنفـذ يــقــتـل الــحيّـة،
والـثعـلـب يأكـل الـقـنـفذ،
والـذئـب يفـترس الثـعـلـب،
والأســد يــقــتــل الـذئـب،
والإنسان يـصـطـاد الأسـد،
والـبـعـوض يـميت الإنسان ...

هذه هي السلسلة الخالدة لا تبديل لها ولا تغيير.

إما أن تقتل الأسد وإما أن يقتلك البعوض !!
فيا شباب ! لا يغلبكم البعوض ولكن اغلبوا الأسود.

( علي الطنطاوي )
أبو زيد غير متواجد حالياً