
قراءة تاريخــــية عن القبيلة القحطانيــــه
بسم الله الرحمن الرحيم
جنب هم:بنو زيد بن حرب بن عله بن خالد بن الجلد بن مذحج ، اما مذحج فكما قال صاحب (طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب ) هو مذحج بالذال المعجمه واسمه مالك بن أدد بن زيد بن عمر بن عريب بن زيد بن كهلان .
اما كهلان فهو أخ حمير ،وجميع القبائل التي تنتسب الى قحطان الأعلى ترجع إما الى كهلان او حمير ،قال المسعودي في كتابه (مروج الذهب) وقد ثبت ان قحطان هو يقطن ، وإنما عرّب فقيل له قحطان ،وحكى بن الكلبي أن اسم يقطن في التوراه الجبار بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح "عليه السلا م" ثم قال :وما تدين به كهلان وحمير ابنا قحطان الى هذا الوقت قولا وعملا ، وينقله الباقي عن الماضي ، والصغير عن الكبير ، والذي وجدت عليه التواريخ القديمة للعرب وغيرها من الأمم ،وعليه وجدت الأكثر من شيوخ ولد قحطان من حمير وكهلان بأرض اليمن والتهائم والأنجاد وبلاد حضرموت والشحر والأحقاف وبلاد عمان وغيرها من الأمصار أن الصحيح في نسب قحطان أنه قحطان بن عابر بن شالخ بن سالم - وهو قينان- بن ارفخشد بن سام بن نوح وكان لعابر ثلاثة أولاد فالغ- وقحطان- وملكان-والخضر عليه السلام من ولد ملكان في قول كثير من الناس ،وولد لقحطان أحد وثلاثون ذكرا ، وأمهم : حيّ بنت روق بن فزارة بن منقذ بن سويد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح ،فولد قحطان :يعرب بن قحطان ،وولد يعرب يشجب ،وولد يشجب ولدين أحدهما عبدشمس _وهو سبأبن يشجب -
وإنما سمي سبألسبيه السبايا ، فولد سبأحمير وكهلان ابني سبأ والثاني لم يعقب ، وإنما العقب من هذين الولدين وهما كهلان وحمير ،فهذا المتفق عند أهل الخبره بهما والمتيقن لديهم . كلام المسعودي .
قلت :
بهذا يتضح النسب الأعلى لكهلان ،اما فروع كهلان فقد ذكر صاحب ( طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب ) أنهم الأزد، ومذحج ،وطي, وكنده، ولخم وجذام ، والأشعر ، وخثعم ، وبجيله ، وهمدان ، وهو يُرى انّ قحطان الأول الذي يتصل إليه نسب كهلان هو قحطان بن هود عليه السلام بن عابر .ومن المعلوم :أنه قبيل وبعد حادثة انهيار سد مأرب خرجت فروع كهلان من محيط بلاد اليمن ولم يبق منهم سوى الأشعر وغالب همدان والقليل منهم رجع بعد ذلك من أبناء كهلان الى اليمن ،أما أبناء حمير بن سبأفقد استقروا جميعهم في بلاد اليمن الى عصرنا الحاضر ولم يهاجر منهم سوى قضاعة بن مالك بن حمير على اختلاف في نسبته الى حمير .
وبذلك فإن الكهلانيين سبب هجرتهم لم يخضعوا للإستعمار الحبشي ثم الفارسي الذي خضع له الحميريون الى عصر الإسلام ،مما عرض الحميريين الى أسباب تغيير ظاهرة في حياتهم الاجتماعيه والثقافيه ،بينما احتفظ الكهلانيون بنقاء كيانهم وتقاليدهم العربية ، ولم يزل انتماؤهم النسبي معلوم التسلسل الى جذور العرب الأولى سواء كانت عشائر او أفرادا ،حتى إن الفرد من القبائل الكهلانيه التي تسكن طود السراه وهو ماسماهم الإمام الشوكاني "عرب الشام ما بين صعدة والحجاز " يستطيع أن يبرهن على تسلسل نسبه العربي واستقراره في موطنه في الجاهليه والاسلام الى العصر الحاضر كما يستطيع أن يبرهن على أنه لم يخضع في جميع أحقابه التاريخيه لأي حكم أجنبي عنه في الدين أو العروبه ، وهذه ميزة عظيمه لم يتمتع بها الى عصرنا الحديث في بلاد العرب والمسلمين سوى تهامه الحجاز وهضاب نجد وجبال السروات .
وهذا التميّز بين حمير وكهلان في الخصائص والأحوال مما يطول شرحه ، وقد بدأ تاريخه منذ عهد ابيهم يشجب فقد خصّ حمير بما يصلح لليمين وخصّ كهلان بما يصلح للشمال في قصة مشتهره فأنحاز كهلان الأطراف للدفاع عن حمير ،ولما رحل أبناء كهلان عن اليمن كان ذلك والله أعلم من الأسباب التي أدت الى ضعف الحميريين وتعرضهم للإستعمار الحبشي وكتب الله النجاة لكهلان برحيلهم وتعوضّوا ما فاتهم بقسمة ابيهم سبأ فكان منهم المناذره ملوك حمير ، وبنو جفنه ملوك غسان بالشام ، ومعاوية الأكرمون في كنده ، والحارثيون من مذحج وغيرهم كثير.
وفي قصة سيف بن ذي يزن وتنّقله بين قيصر وكسرى للاستنجاد ضد الأحباش مايظهر حالة الضعف تلك ، ومما زاد الأمر سوء أنه بإنتهاء الاستعمار الحبشي بدأت مرحلة الاستعمار الفارسي فأصبح الملك للأبناء دون الأذواء.
هذا وأما قبيلة قحطان "مذحج" فهي من أكبر القبائل الكهلانيه التي هاجرت بلاد اليمن واستفرت أصولها محيطة بنجران وتثليث وجرش , ويظهر أن سبب هجرتهم مع إخوانهم من الأزد كان متعلقا بحادثة سد مأرب ,ولكن صاحب كتاب تثليث وما حولها فرّق بين الهجرتين فقال: خرجت قبائل مذحج والأزد من سد مأرب في الالف قبل الميلاد ،فأما قبائل الأزد فإنهم خرجوا من بلادهم في مأرب بعد أن كتب الله عليهم ذلك وسلط عليهم سيل العرم الذي هدم السد ودمر بلدانهم ،وأما مذحج فقد خرجت رغبة في التوسع والبحث عن الأفضل ،وقد استقرت فيما بين بلاد همدان وخولان من بلاد اليمن جنوبا وسراة الأزد وعنز بن وائل شمالا . اتنهى
هذا وأما مسميات مواطن قحطان "مذحج" فهي غالبا لاتزال بذاتها الى اليوم إلا ان من يسكن تلك المواطن قد يتغير مسماه الى مسمى آخر من فروعهم كسراة جنب أو سراة منبه فإنها تعرف الى اليوم بسراة عبيده ،كما يتغير الاسم لأسباب اخرى يطول شرحها ،ولكنه رغبة في التعرف على مواطن قبيلة قحطان "مذحج" بعد هجرتها
ونزوحها عن بلاد اليمن فإن اقدم المصادر في ذلك ما ذكره صاحب كتاب ( صفة جزيرة العرب) وهو الحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني لذا فإن نص كلامه في صفة بلاد قحطان " مذحج" مع توضيحات محقق الكتاب قوله مبتدئا بوصف ديار جنب :ديا جنب وهو منبه وفيه يقول عمرو بن معدي كرب :
سوى أن أصواتا بأعقق لم يزل ***بها آنس من أهلها غير بارح
وجدنا به العمرين عمرو عديه ***وعمرو بن عمرو في حلال سلاطح
وجدنا بني عمرو ثمانين فارسا ***لكل صبح كاشر الناب كالح
وكان العدائيون تحت رماحهم ***رماح بني عمرو غداة المصابح
مصافين ـصهارا ورحما وجيره ***وما كان فيهم فارس غير جامح
أصوب قران بلدة الحمره من المختلف ويسمى المختلف المنشر ، ومن ديارهم سروم والعقده وسرو الفيض وهي سروم الطرفاء والسفف مع الجبلين و عراعرين والقرحاء وذات عش ، وبها قبور الشهداء سابله وحجاج قتَلوا ، والجبل الأسود وهو معظم بلد جنب وهو ما بين منقطع سراة خولان بحذاء بلد وادعه الى جرش وفيه قرى ومساكن ومزارع وهو يشبه العرض من أرض اليمامه ،ومن بلد جنب راحة ومحلاه واديان يصبّان من الجبل الأسود الى نجد شرقا وله أوديه تهاميه ونجديه منها جوف الخزيميين وهم جوف مرزوق وعاش ثمانيه وثلاثين ومائة عام ولقيته ابن خمس وثلاثين ومائة عام وقريتا جنب الكبيبه لبني وقشه والقريحا حذاءها لبني عبيده وصنان غير صنان خثعم وعبيد وعفارين لبني شريف وبني رُنيّة ( جزء كبير من بني بشر )
بلد زبيد :يلاع واد فيه نخل وهو غير بلاع في بلد خثعم أسفل الخنقة الى الوره والاعدان وهي مراعي لرُنيّة ويسكن هذه البلاد من قبائل زبيد الاغلوق وبنو مازن وبنو عصم .
بلد بنو نهد: طريب ومصابة من ذوات القصص وكتنه واراك واد فيه اراك واراكه في اسفل بلد زبيد واراكه ناحية المصامة من ديار خثعم ابن عامر بن ربيعه .
وتثليث كان لعمرو بن معد يكرب فيه حصن ونخل والقراره والبردان ، والبردان بئر بتباله والعرض من نجران ،وذات الاء وهي قرى دبيل وعُشر ،وعشر بواد من ناحية صنعاء ،وعاربان وسقم وقريتهم الهجيره ،والذي يسكن هذه البلاد من قبائل نهد مُعرف وحرام وهي أكثر نهد وبنو زهير وبنو دويد وبنو حزيمه وبنو مرمض وبنو صخر وبنو ضنه ،وضنه من عذره وبنو يربوع وبنوقيس وبنوظبيان .
مــوارد بني الحارث بن كعب
اعداد مياه بلحارث مما يصلي الهجيره حمى الماء بأطراف جبال غاذ بين مريع والغائط ومريع وعالم قد ينقطع وقلت يقال له يد مات , والملحات ,ولوزه وشسعى قلت ايضا من أسافل غاذ والكوكب ماء أسفل منقطع بالغائط دون العارض ,وخطمه بئر بالرمل دون العارض احتفرها عبدالله بن الربيع المداني في عصر ابي العباس السفّاخ والبراق ماء بأعلى وادي ثار والزيادية بحبونن والحصينيه أسفل منها على شط الوادي دون النّهيه نهية حبونن والربيعة بأسفل نجران ومذود والهرار والبتراء هذه أعداد شمالي بلاد بني الحارث .
وأول الاوديه بين نجران والجوف قضيب فيه من مياه بلحارث الاغبر والجموم وماوه وخليقا بأسفله ومدرك بني حجنه في قضيب من الفيفا من بلد دهمه واعلاه فيه من بلاد بلحارث فتح عدّ ثم مدرك بني دهي ايضا عدّ غيل وبأعلاه الشّليله نخل وماء لبني داعر ، ثم وادي خب فباعلاه طثر واسواء ماءان عدّان وبئر ذي بئر ثم صرحان ولا ماء فيه وهو واد بينه وبين الأحداء رمله .
هذا وقد ذكر الهمداني كثيرا من المواقع والجبال والأوديه التي تضمها ديار مذحج وأشار الى أن الشعر العربي يعتبر مصدرا هاما في بيان كثير من المواقع ،ولذا فقد اعقب دراسته لمواطن جزيرة العرب بذكر عدد من القصائد المشتمله على ذكر كثير من المواطن كقصائد الحزازة العامري وأبو الحياش الحجري بن الهنو والعجلاني من اهل الحجاز التي ارتجلها كل منهم عندما أصاب اهل الجزيره قحط شديد فأقبلوا الى بيت الله الحرام يتضرعون في نزول المطر وهي قصائد مؤثره وذوات فوائد علميه لا يتسع المجال لبيانها والا أن ما قاله الشاعر الحزازة العامري :
ربّ ندعو فأستجيب فبك الدهــ ــر عن الخلق تكشف الغماء
إن ايوب حين ناداك لم يحجب لآيـ ـــوب ربّ عنك النداء
الى ان يقول :
فأغشنا الهنا ولك الحمــــــــــ بغيث تجره الأنواء
وبعض الناس في السوارح والوحــ ـش وتحيي الجديدة الغبراء
الى ان يقول :
سُقي الشحر فالمزون فما حــا زت ذوات القطيف فالأحساء
وفي ذكر بعض ديار قحطان مذحج يقول :
فكثاب الدبيل ف الحمرة الـ ـعليا ف قهر الوحاف والقوفاء
وفي شغر العاميه فهذا شاعر من الجحادر يصف انتقال قبيلته من الفرشه ببلاد تهامة قحطان الى تثليث بغرض صد احدى القبائل الخثعميه التي ارادت احتلاله بعد رحيل الضياغم من عبيده عنه فيقول:
قال الصبي المشعلي هاض قاف***هاض الغنا من راس عالي صلوقه
سرحنا بلثنين من عند اهلنا *** كل ابلج طيبات وفوقه
اول مسانا ب فرشه نقيل *** يا شبُه نو تلاحت بروقه
وثاني مسانا ب لمواه عدّ *** عشانا بُرّحلي ما نذوقه
وثالث مسانا ب رغوان عدّ ***يوم البندق يوفّي سحوقه
ورابع مسانا ب شرق بجاد *** يوم الردي بات تنفخ شدوقه
الى آخر الابيات .
وجملة القول :فإن قبيلة قحطان مذحج قد استقرت في هذه المواطن بعد هجرتها عن بلاد اليمن محيطة في بداية استقرارها نجران وتثليث وجرش ،إلا ان مواطنهم في الآونه المتأخره أصبح بعد رحيل بني الحارث بن كعب من دون نجران الى ابها وذلك كما يرد في وصفه في كتب الباحثين المتأخرين ولذا يقول الأستاذ حمد الجاسر في كتابه جمهرة انساب الاسر المتحضره في نجد "قحطان " يطلق هذا الاسم قديما على سكان اليمن من القبائل القديمه ومن انتقل من تلك البلاد الى وسط الجزيره فهو بمقابل عدنان سكان نجد والحجاز .
وقحطان عند النسابين هو ابن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح ، وعصره موغل في القدم بدرجة تحول دزن معرفة أحواله .
ثم أطلق اسم قحطان في عصور متأخره بعد القرن السابع الهجري على مجموعة من القبائل ترجع في أصولها القديمه الى قحطان ,ولكنهاما كانت معروفة بهذا الاسم ، بل لها أسماء خاصة تميزها منها زبيد وجنب وفهد وسنحان وفروع أخرى من مذحج ثم يقول : كانت هذه القبائل مستوطنة شرقي السراه فيما بين أوديه نجران جنوبا والى اطرف الربع الخالي شرقا الى بلاد عسير وشهران غربا فبلاد الدواسر شمالا وكانت هذه القبائل كأمها الأولى قحطان تنادح داخل نجد كلما كثرت وضاقت بها سفوح السراة الجنوبيه والشرقيه واوديتها مثل طريب وجاش وتثليث
قلت مجموعة القبائل التي ذكرها الشيخ الجاسر منها زبيد وجنب الخ يجمعها في القديم مذحج وهم والك بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان .
* فإن من أقدم المصادر برهانا ما ورد في شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي كان يطمح الى ترأس قبيلة
مذحج بكاملها يقول:
وأودّ ناصري وبنو زبيد ***ومن بالخيف من حكم بن سعد
لعمرك لوتجرّد من مراد ***عرانين على دهم وجرد
ومن عنس مغامرة طحون***مدربّة من عُله بن جلد
ومن سعد كتائب معلمات ***على من كان من قرب وبعد
ومن جنب مجنّبه ضروب ***لهام القوم بالأبطال ترد
وتجمع مذحج فيرتسوني ***لابرأت المناهل من معد
* فقد ذكر في هذه الابيات سبعة بطون من بطون مذحج وهم ( أود-زبيد-مراد-عنس-سعد العشيره وقبله ابنه الحكم بن سعد العشيره-عُله بن جلد-جنب) ويظهر من شعز عمرو أن ضرورة الوزن والقافيه لم تسهل له التفصيل او ترتيب بطون مذحج كما يظهر ولم يشر الى تسمية اولقب مذحج بقحطان ، وهذا يدل على اختفاء علم او اسم مذحج وغلبة قحطان مكانه ،وكان قبل مجيئ الاسلام ولعل ذلك بسبب كثرتهم وبلائهم الحسن في الجهاد الاسلامي .
اما بطون مذجح في غير شعر عمرو فإن المؤرخين لايختلفون في تعداد جملتهم .
قبائل مذحج
جلد وسعد العشيره ومراد واسمه يحابر وعنس وبلحارث بن كعب وبنومسليه والنخع وجنب وبنو الديّان وبنو عبدالمدان وهراء وصداء وشمران وسنحان وبنو عبيده وحكم وصعب وحرب وجعفى وانيس وسعد وزبيد واود ومازن وفي هذه القبائل ماله بطون فمن بطون حكم قدح وهيس وحدقه وبندقه ونمر وصومعه وعبس وبنوعبد الجد ومن بطون مراد غظيف و سلمان وقرن وجمل وزاهر وأعلا وانعم ومن بطون عنس يام وبنوصعب وبنو القريّه فهذه جميعها قبائل مذحج .
ولد مالك وهو مذحج :جلد بن مذحج ،ويحابر وهو مراد بن مذحج ،وزيد وهو عنس بن مذحج ، وسعد العشيره بن مذحج وانما سمي سعد العشيره لأنه كان يركب من ولده لصلبه في ثلثمائة فارس ولميس بن مذحج وهم اهل بيت قليل دخلوا في عنس ، أمهم كلهم سلمى بنت منصور بن عكرمه بن حفصه بن قيس عيلان بن مضر .
انتهى
ولكم تحياتي
حســــــــين ابوعيبه
التعديل الأخير تم بواسطة حسين البشري ; 20-06-2006 الساعة 07:39 PM